تصاعدت، مع اقتراب شهر رمضان المبارك، حدة الانتقادات الأمريكية والإسرائيلية لعرض مسلسل "فارس بلا جواد" في التلفزيون المصري الرسمي (القناة الأولي) وقناة فضائية خاصة، وعشرات الفضائيات العربية الأخرى، وهو مسلسل مصري جديد، يفضح بروتوكولات حكماء صهيون، وذلك في شهر رمضان المقبل. وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية عن أن السفارة الأمريكية في مصر قدمت احتجاجا على عرض هذا المسلسل، الذي اعتبرت أنه يستند، من وجهة نظرها، على قصة معادية للسامية، بما لا يخدم استقرار السلام، والعلاقات المصرية الإسرائيلية، بيد أن المسؤولين عن وسائل الإعلام المصرية لم يلتفتوا إلى الاحتجاج الأمريكي، الذي أُبلغ لمصر، وعبرت فيه الخارجية الأمريكية عن "قلقها" من هذا المسلسل، وانزعاج المسؤولين الإسرائيليين والأمريكان من إذاعته في قناة التلفزيون المصري الرسمية. وقد تزامن هذا الاحتجاج مع حملة في الصحف وعدد من الفضائيات الأمريكية، مثل محطة (ABC)، ضد المسلسل، الذي أكدت صحيفة /نيويورك تايمز/ في عددها الصادر يوم السبت الماضي، تحت عنوان "حملة معادة سامية جديدة في التلفزيون المصري"، أن الخارجية الأمريكية أبلغت مصر انزعاجها وانزعاج المسؤولين الإسرائيليين من بث مواد إعلامية تحض على الكراهية ضد اليهود وإسرائيل في التلفزيون الرسمي المصري!. كما بثت شبكة (أي. بي. سي) الفضائية الأمريكية خبرا حول نفس المسلسل، يوم 23 تشرين أول (أكتوبر) الجاري، قالت فيه إن المسلسل يعتمد على قصة معادية للسامية، وعلى ما يسمى بروتوكولات حكماء صهيوني، التي تقوم علي فكرة سعي اليهود للسيطرة على العالم، زاعمة أن هذه البروتوكولات مجرد صناعة، وضعها البوليس السري الروسي، في عهد القياصرة، في القرن ال19، واستخدمتها روسيا وألمانيا النازية لتوجيه الضربات ضد اليهود. ونقلت الشبكة عن (ابراهام فوكسمان) رئيس مكتب مكافحة العداء للسامية في نيويورك نقده للحكومة المصرية، لسماحها ببث هذه الحلقات التي تزيد الكراهية لليهود، وتحرض على قتلهم، حسب زعمه، قائلا "إن هذه نار لا يجب أن تلعب بها مصر"!. وكانت لجنة مشاهدة مسلسل "فارس بلا جواد" ، قد أصدرت تقريرا عقب مشاهدة المسلسل، الذي احتج عليه أيضا الكونجرس الأمريكي، قالت فيه إن المسلسل وطني 100% ، وأنه علامة فارقة في تاريخ الدراما العربية، وأنه لا يعادي السامية. وقال تقرير اللجنة، التي شكلها رئيس التلفزيون المصري ، في أعقاب توالي الاحتجاجات الإسرائيلية والأمريكية على فكرة المسلسل، إن المسلسل لا يعادي الدين اليهودي كما تقول الدعاية الإسرائيلية، ولكنه يفضح وعد بلفور، والمخطط الصهيوني لاغتصاب فلسطين، ويُنصح بعرضه كاملا دون حذف أي مشاهد منه، وهو نفس المعنى الذي أكده بطل المسلسل. وعلى الرغم من الحملة الأمريكية والإسرائيلية على وزير الإعلام المصري صفوت الشريف، فقد أعطى الوزير موافقته النهائية على عرض المسلسل في التلفزيون المصري الرسمي، وبدأت القناة الأولي تعلن عنه من الآن. الذي استغرب محاربته من جانب الدولة العبرية، ووصلت لحد طلب تدخل الكونجرس الأمريكي بدعوى معاداة السامية، نافيا أن يكون عملا مضادا لليهودية كدين، مؤكدا أن المسلسل يرصد وينتقد بعنف المشروع الصهيوني، وقال "إن المسلسل يكشف مخطط الصهيونية للاستيلاء على فلسطين من أواسط القرن التاسع عشر، وحتى صدور وعد بلفور عام 1917، وأن كل المشاهد، التي تظهر فيها شخصيات يهودية وإسرائيلية مدتها ساعة زمن واحدة. ويدور مسلسل "فارس بلا جواد" حول مذكرات صحفي يدعى (حافظ نجيب)، اضطر معها إلى لبس 14 قناعا مختلفا لتمثيل هذه الشخصيات.