قبل بدء عرض المسلسل السوري الجديد "الشتات" على قناة المنار الفضائية في شهر رمضان المبارك وقبل ان تبدأ الحملات الاعلامية الصهيونية المسعورة عليه بذريعة معاداة السامية كما حصل العام الماضي للمسلسل المصري "فارس بلا جواد" نجد ان الاعلام العربي وبصورة غير مسبوقة تمنع عن شرائه وعرضه لكي لايتهم على ما يبدو بالارهاب الفكري المعادي للسامية.. وبدل ان يكون في المواجهة ترك للإعلام الصهيوني الملعب ليسرح ويمرح كما يحلو له والحملة المضادة التي بدأها مركز "سايمون ويزنتال" اليهودي في لوس أنجلوس والذي يعد من اهم المراكز اليهودية واعتبر فيها أن المسلسل السوري (الشتات) الذي تنتجه شركة لين للإنتاج السورية من اخطر المسلسلات التي تعادي السامية جاءت صفعة قوية للاعلام العربي برغم إن هذا المعهد لم يطلع بعد على مضمون المسلسل واستبق العرض بادانته له.. ورداً على مركز وزتنال اليهودي اوضح كاتب العمل ل"الرياض" ان مسلسل الشتات غير معاد للساميين، وان "الشتات" لم يعتمد مطلقا على برتوكولات حكماء صهيون بل اعتمد بشكل رئيسي على التلمود ووثائق يهودية اخرى.. وان تيودوهرتزل لم يقدم في المسلسل كما ادعى المركز اليهودي بأنه تزوج أخته بل تزوج بيهودية المانية طمعا في مالها ولما استنزفها لحق بعاهرة فرنسية من اصل روماني وأصيبت بمرض الزهري وهذه القصة موجودة في كتاب "الاسرائيليون الجدد" للكاتب الصهيوني "يوسي ميليمان".. ان مسلسل الشتات لا يمكن بحال من الأحوال ان يؤدي الى العنف والارهاب كما يحاولون تصنيفه، بل هو خطوة عملية في اتجاه عملية السلام اذ انه يفضح التعاليم التلمودية الغربية امام العالم كله.. الأمر الذي يجعل الشعوب في كافة ارجاء المعمورة قادرة على معرفة ما يدبر لها من مكائد وكوارث على ايدي الصهاينة الحقودين، فتتجنبها ويحل بذلك الأمن ويتم السلام.. المسلسل يتناول بالوثائق حياة شخوص كانوا بمثابة اللبنة الأساسية في نشوء هذه الحركة وهم الشخوص الحقيقيون الذين ساهموا فعليا في ترجمة أهدافها من العام 1812م إلى عام 1948م احتلال فلسطين. المسلسل يقع في ست وعشرين حلقة تلفزيونية يشخصها نخبة كبيرة من نجوم الدراما السورية.. ويسلط العمل ايضا الضوء على الأخطار الصهيونية بمشاكلها الدولية عمقا وتعقيدا وتفردها عن مشكلات العصر بالفلسفة العقائدية والأسس الفلسفية والركائز الدينية التي تستند اليها. وبينما سيرى المشاهد في هذا العمل قبح صورة الصهيونية التي تحاول المؤسسات الصهيونية والامريكية تجميلها الآن.. فإن العمل يعكس الصورة المشرقة للعرب والمسلمين بطريقة ايمائية ويثبت للعالم اجمع انهم ليسوا عنصريين كما فعل ويفعل الصهاينة وان العرب يحترمون الناس جميعا ودينهم يدعو الى المحبة والمساواة بين الناس ولم يفرق بينهم على أساس اللون والجنس والانتماء الجغرافي ولكن هذا الدين يدعو الى رفض الظلم ومقاومته. كما سيبين المسلسل ان اليهود الصهاينة لا زالوا يهاجمون النازية ويستغلون أعمالها لتبرير أعمالهم ولكن أين هو الفارق بين جوهر النازية وجوهر الصهيونية وهما كانا متآمرين حتى على اليهود مع هتلر.. لكنهم اليوم يلاحقون الشعب الالماني بجرائم كما يقولون النازية التي تمت بتنسيق مباشر معهم...؟ ويتعرض العمل لقراءة النفسية اليهودية عبر مراحل مختلفة وسيتعرف المشاهد والمتابع والمهتم في سياق العمل على الشخصية الصهيونية التقليدية التي تتسم بست سمات رئيسية هي (القلق، الشك، الخوف، الشعور بالدونبة، الحرص على التمايز، عدم الثقة في غير اليهودي وفي سياق العمل تنكشف الأساليب والاكاذيب الشيطانية التي مارسها "هرتزل" من اجل تحقيق حلمه في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.. كما يتم كشف الأساليب الإجرامية التي تبعتها الحكومة الصهيونية العالمية السرية لفرض سيطرتها على العالم. إضافة إلى فضح الطقوس التلمودية وإجرامها وعنصريتها واضطهاد اليهود للآخرين ويفضح العلاقات الحميمية بين روتشيلد وبلفور ووايزمن التي أدت إلى اعطاء وعد بلفور الوعد المشؤوم.. ولا شك بأن بعض المسلسلات التاريخية المنحى التي قدمت وتقدم أثارث مواضيع كثيرة وأشعلت باب النقاش للباحثين عن الحقيقة والمصداقية ومسلسل "الشتات" السوري لمؤلفه فتح الله عمر سيقدم للعالم الوجه الحقيقي للصهيونية العالمية ..كما سيحل رسالة سياسية اعلامية عربية لدعاة السلام في العالم..؟؟ ولكن السؤال الأهم والذي يتداوله الشارع العربي اين الفضائيات العربية من هذا المولود الجديد ..؟ ولماذا كل هذا التمنع الفضائي عن عرضه..؟؟ محمد أحمد طيارة المصدر: جريدة الرياض