وصف الأستاذ مصطفى الرميد السلسلة الهزلية المحظوظة "لالة فاطمة" والتي صرف لإنجازها المليار و800 مليون سنتيم "أنها إذا كان فيها شيء من الضحك فهو ضحك على المواطنين الذين تعوزهم وسائل أخرى لمتابعة برامج غير تلك التي تبثها قناة دوزيم". وقال رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية ل"التجديد": "إنه إذا حصل وتأكد أن مبلغ المليار و800 سنتيم قد صرفت فعلا لإنجاز السلسلة المذكورة، فإنه من واجب الحزب أن يسائل الحكومة المساءلة التي تستحقها على هذا الإسراف والإسفاف". وكان نور الدين الصايل مدير القناة الثانية التي تبث السلسلة صرح بشكل غير قاطع أمام إصرار الصحفيين في ندوة عرض فيها برامج رمضان قبل أسبوع من رمضان أن المبلغ الذي صرفته إدارته لصناعة السلسلة مسابقتها هو 600 مليون سنتيم. إلا أنه ومع أيام الأسبوع الأول من رمضان شرعت بعض الصحف الوطنية في تداول أخبار عن المبلغ الحقيقي الذي خصص للسلسلة الفكاهية المحظوظة، وتساءلت عن مبررات تبذير مثل المبلغ من المال العام في دعم أعمال تلفزيونية أو سينمائية تستخف بعقول المشاهدين. وذهبت إحدى هذه الصحف إلى المطالبة بإنشاء هيئة وطنية لمراقبة مجالات صرف ميزانية دعم الأعمال الفنية. يحدث هذا في الوقت الذي منع فيه مسلسل "فارس بلا جواد" من البث في القناة الوطنية بعد الضغوط الصهيونية على أصحاب القرار الإعلامي، وهو مسلسل يفضح الصهيونية وألاعيبها ومخططاتها. منع لم يقف حائلا دون مشاهدته المكثفة في القنوات المصرية والبحرينية واللبنانية. ويحدث هذا في الوقت الذي تؤخر فيه الأفلام الجيدة إلى وقت متأخر من الليل، كما هو الشأن بالنسبة ل"صلاح الدين الأيوبي". وفي وقت ما زال مسلسل الاحتجاجات الاجتماعية مستمرا. وقد سبق أن أثار >سيتكوم لالا فاطمة< جدلا كبيرا في رمضان من العام الماضي، ولقي معارضة شديدة من عدة هيئات شعبية وأهلية ومنابر إعلامية، لكن المعنيين بالأمر استمروا في سياسة الأذن الصماء والنعامة متحدين مشاعر المغاربة وقيمهم. جدير بالذكر أن حزب العدالة والتنمية ما فتئ يثير تساؤلاته في قضايا مماثلة حول برامج التلفزة المغربية في رمضان وغير رمضان منذ 1999. وقد تقدم فريقه النيابي بعدة أسئلة شفوية طالب فيها الحكومة والوزارة المختصة بضرورة جعل وسائل الإعلام ومنها التلفزيون الوطني يساير مناخ شهر رمضان والاستغناء عن البرامج التلفزيونية التي تتناقض وقدسيته وتشوش على المغاربة وصيامهم وتستنزف ميزانيتهم. وكان من بين الأسئلة التي تقدم بها فريق "العدالة والتنمية" في هذا الصدد سؤال كتابي إلى وزير الثقافة والاتصال السابق حول الجزء الأول من سلسلة "لالة فاطمة" العام الماضي. وكانت أغلب الصحف الوطنية عبرت عن خيبة أملها في هذا الإنتاج التلفزيوني الذي لا يعكس هوية المغاربة وغنى بلادهم التراثي والحضاري وكفاءة الأطر الفنية المغربية. يشار كذلك إلى أن المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية امتنعت عن التصويت على الميزانية الخاصة بوزارة الاتصال في القانون المالي للستة أشهر المتبقية من سنة 2000، وارتكز هذا الموقف على رفض الدعم المخصص للقناة الثانية في ميزانية الوزارة لأسباب من بينها إصرار القناة على تقديم برامج سخيفة ومائعة وتبذير أموال ضخمة في ذلك. ع. الهرتازي