تصاعد الجدل حول مسلسل تلفزيوني مصري من المقرر أن يبث على نطاق عربي في ليالي شهر رمضان الذي يحل قريبا، وهو عمل أثار حفيظة جماعات يهودية اتهمته بانه معاد للسامية. وتمثل هذا التصاعد في طلب الولاياتالمتحدة من الحكومة المصرية وحكومات عربية أخرى عدم بث محطاتها التلفزيونية الحكومية لمسلسل الفنان المصري محمد صبحي المعنون "فارس بلا جواد" يسرد فيه مقتطفات من كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون". وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الامريكية يوم الخميس: "نحن نعتقد أنه من غير اللائق بث محطات التلفزيون الحكومية برامج نعتبرها عنصرية وليست صحيحة". وأضاف باوتشر إنه مسلسل يفترض أنه يعالج موضوعات اخرى "لكنه يشتمل على بروتوكولات حكماء صهيون البغيضة، وقد أثرنا الامر مع مصر وحكومات اخرى". يذكر أن مسلسل "فارس بلا جواد"، وهو في 30 حلقة، يحكي قصة مواطن مصري قاوم الاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية في فلسطين في نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. إلا أن إدارة التلفزيون المصري رفضت مبررات الاعتراض التي أبدتها كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل والمنظمات اليهودية على البرنامج ونفى صفوت الشريف وزير الإعلام المصري أن يكون في المسلسل التمثيلي ما يمكن أن يعتبر معاداة للسامية. يذكر أن الكتاب كان قد استخدم كوثيقة إدانة إبان الحكم النازي في ألمانيا لتسويغ ملاحقة وتعذيب اليهود في ألمانيا واوروبا في ذلك العهد، لكن الكثير من اليهود يرفضون أن تكون محتويات الكتاب حقيقية، ويقولون إنه مزيف وغير واقعي ويهدف إلى الإساءة إلى سمعة اليهود في العالم. وتقول رابطة مكافحة تشويه السمعة، ومقرها نيويورك والمكلفة رصد الأنشطة المعادية للسامية، إن "الاعلام العربي يصور، من جديد، إسرائيل واليهود على انهم وحوش ولا احد يحتج. يجب ان يضع القادة العرب نهاية لبث برامج تقوم على الجهل والضغائن ومعاداة السامية". ويتطرق محمد صبحي في عمله التلفزيوني هذا إلى بعض ما ورد في كتاب "برتوكولات حكماء صهيون"، التي تظهر ما يقال إنها خطط استراتيجية يهودية تهدف إلى سيطرتهم على العالم. وحتى الآن يخطط التلفزيون المصري، ومحطات تلفزيونية عربية أخرى، لبث المسلسل خلال رمضان، حيث تصل معدلات مشاهدة برامج التلفزيون إلى الذروة.