اهتز مسرح محمد الخامس الذي اكتظ عن آخره بهتافات وشعارات التضامن مع شعب العراق وكذا مسلسل "فارس بلا جواد". وبنفس الحماس والغضب وقفت الجماهير أكثر من مرة للتنديد بالهجمة الصهيو-أمريكية على مسلسل "فارس بلا جواد" وعلى تخلي التلفزة المغربية عن بثه بعدما أعلنت عنه ضمن برامج رمضان. كان هذا خلال الحفل الفني الذي أقامته لجنة مبادرة دعم العراق لجهة الرباط عشية الأحد الفارط بمسرح محمد الخامس، وأحيا الفنان الساخر أحمد السنوسي (بزيز) التظاهرة التي حضرتها فعاليات سياسية وحقوقية وجمعوية إسلامية وديموقراطية وتقدمية، كان من بينها أعضاء في حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والقائم بأعمال السفارة العراقية.. وقام بتنسيق فقرات هذا الحفل خالد السفياني الرئيس السابق للجمعية المغربية لمساندة كفاح الشعب الفلسطيني. وفي معرض حديثه إلى الجماهير، ندد السفياني ب"عرض وتكريم أكبر فيلم صهيوني (كيدما) لل"سرائيلي" آموس غيطاي بمهرجان الفيلم الدولي الأخير بمراكش، في مقابل محاصرة الفنانين المغاربة الأحرار مثل الفنان الساخر "بزيز"، و التضييق على مسلسل "فارس بلا جواد" وتراجع القناة الأولى عن بثه." واستجابت الجماهير بتشديدها على التنديد بالقناة الأولى( وكذا القناة الثانية) ووصفوها ب"التلفزة المخزنية". وواصل السفياني قائلا " إنه يكفي مسلسل "فارس بلا جواد" أن المغاربة هاجروا إلى الفضائيات العربية لمتابعة حلقاته". واعتبر أن الهجمة الصهيو- أمريكية على المسلسل هي اعتداء على كرامتنا، ودعا إلى تكوين لجنة مبادرة للتضامن مع المسلسل. ووجه الفنان أحمد السنوسي استنكاره للسلطة، واعتبر موقفها متخلفا، كما سخر من سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمغرب التي نصبت نفسها إلى وقت قريب في موقع المدافع عن الحريات في المغرب، وتناقضها مع هذا الموقف بسرعة حينما أعطت إشاراتها لمنع بث المسلسل في القناة الأولى. واعتبر هذا التضييق على المسلسل في المغرب ممارسة قمعية، وتأسف كثيرا لخضوع التلفزة المغربية، مع إبدائه احترامه للعاملين فيها. للإشارة كان حزب العدالة والتنمية أصدر بلاغا ندد فيه بالضغوط الأمريكية والصهيونية ضد عرض المسلسل المذكور في القنوات العربية ومنها التلفزيون المغربي، ودعا إلى الاحتجاج ضد تراجع القناة الأولى عن بثه في رمضان بعد العلان عنه. على هامش الحفل التضامني مع شعب العراق ضد الهجوم الأمريكي-البريطاني المحتمل ضد ه، وفي سياق التنديد بالهجمة الصهيو-أمريكية على المسلسل العربي "فارس بلا جواد" والتراجع عن بثه في القناة المغربية، صرحت لنا فعاليات فنية وحقوقية وسياسية وحركية بتعليقها على الموضوع: عبد القادر البدوي، مسرحي: زمن الحجر ولى..والمسلسل مبثوث في فضائيات عربية أخرى المسلسل الممنوع يطرح مشكل الهيمنة الصهيونية في المنطقة العربية سنوات 84 و05. ولذلك لا نستغرب للحملة والضجة الإعلامية التي تثيرها أمريكا حول هذا العمل الدرامي. فلتقم الدنيا، فالمسلسل يعرض في مصر وفي غير مصر. في القناة الأولى تم الإعلان عن المسلسل ضمن برامج رمضان، ولكن بعد أسبوع اكتشف أن العمل تم إلغاء بثه. وكيفما كان الحال، فالإلغاء تم بتدخل أجنبي في شؤوننا الثقافية الوطنية، في جهاز إعلامي وطني يمول من جيب الشعب وأمواله. كان على القناة أن تقدم العمل ما دامت قد أعلنت عنه، فليس من المعقول أن تتراجع عن بثه.وليعلم المسؤولون أن زمن الحجر على الشعوب قد ولى مع وجود فضائيات مبثوثة هنا وهناك. فإذا لم نستطع رؤية المسلسل في القناة المغربية، فإننا سنتابعه في سوريا أولبنان أوغيرهما، فالعالم أصبح قرية صغيرة. خالد الشرقاوي السموني رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان: هوليود أنتجت أفلاما أساءت للمسلمين ولازالت للأسف، فإلغاء المسلسل المذكور من برامج القناة الأولى بأمر من أمريكا يسيئ إلى إعلامنا، ويؤكد أن إعلامنا غير مستقل، ويؤكد كذلك أن أمريكا أصبحت تتدخل في شؤوننا بشكل سافر. إنها كارثة!! فحتى اليوم تنتج هوليود أفلاما تسيئ إلى الإسلام وإلى العرب وسمعتهم. وكانت ولاتزال هذه الأفلام تعرض حتى في بلداننا، ورغم ذلك نضرب صفحا عن الأمر ونتغاضى عنه. أمريكا اليوم تتحرك بإيعاز من اللوبي الصهيوني في أمر لا يخصها ولا يمس مصالحها، وهذا يؤكد أن لا فرق بين أمريكا و"إسرائيل". أحمد وايحمان، رئيس فدرالية الصحفيين المغاربة: منع مسلسل "فارس بلا جواد" يطرح اليوم ومرة أخرى واقع الإعلام ببلادنا إن كل ما يأتي من الإدارة الأمريكية من فظاعات ضد الشعب العربي والمسلم لم يعد يفاجئنا في شيء. فقد سبق للإدارة الأمريكية أن تدخلت لدى الحكام العرب لإلغاء عدد من المواد في البرامج التعليمية، بل وإلغاء آيات من القرآن الكريم في بعض المقررات. لم يعد شيء من هذه القرارات والضغوطات يثير الاستغراب. إن الأمر يكشف بجلاء عما وصلته الإدارة الأمريكية من صلف في حق الشعوب الإسلامية بتأثير من اللوبي الصهيوني، وهذا أيضا يبين فداحة التحكم الصهيوني والأمريكي في إرادتنا. والغريب هو أن نركن نحن القواعد والطلائع إلى عجزنا. والخضوع للابتزاز الأمريكي لحكامنا الذي تجاوز كل الحدود. إنه يكشف أن سيادتنا مرهونة بالقرار الأجنبي . منع مسلسل "فارس بلا جواد" يطرح اليوم ومرة أخرى واقع الإعلام ببلادنا ويطرح عجزه. من هذا المنطلق، أقول يجب على الإرادات الخيرة في كل المواقع مراجعة عجزنا، كما يجب تضافر الجهود وتناسي الخلافات الإديولوجية لتوحيد الجهد ورص الصفوف لتحرير البلاد، وتكريس سيادتنا وتقرير مصائرنا في كل المجالات الإعلامية منها والفنية.ولعل هدا الهجوم الصهيوني على أمتنا في هذا المجال قد يكون فيه نعمة توحدنا. خالد السفياني، الرئيس السابق للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني: ندعو إلى ضرورة مواجهة هذا الحصار الظالم في باب الفن وحرية التعبير المخطط الأمريكي للهيمنة على الشعوب العربية يستهدف الجميع، وعلينا أن نتحرك. يخطئ من يعتقد أن العراق مستهدف لوحده، أو أن فلسطين مستهدفة لوحدها.لنتحرك جميعا لنقول لأمريكا كفى. وإنني أنادي بتكوين لجنة مبادرة للتضامن مع مسلسل "فارس بلا جواد "، ولمواجهة أمريكا و"إسرائيل" اللتين تريدان خنق حريتنا وإذلال كرامتنا من خلال منع مسلسل "فارس بلا جواد" من أن يذاع في تلفزتنا سواء في المغرب وغير المغرب من الدول العربية.إننا نعتبر هدا الفعل قمة في الاستهتاربمشارعنا وكرامتنا وحرية تعبيرنا. ولذلك ندعو إلى ضرورة مواجهة هذا الحصار الظالم في باب الفن وحرية التعبير. إنها محاولة لخنق حريات شعوبنا وأنفاسها، لفرض الهيمنة الفكرية والثقافية والفنية في المنطقة. فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والاحسان:أمريكا لم تعد بحاجة لمبررات ومسوغات لإعطاء الأوامر إذا كانت الحرب الأمريكية في السابق تتخفى تحت مسوغات ومبررات للهجوم على البلدان العربية واحتضان الكيان الصهيوني، هاهي اليوم تسقط تلك المسوغات بالمرة، لأن الأنطمة العربية وصلت ال درجة من التدني والتخاذل في الدفاع عن شعوبها، فلم تعد أمريكا تبحث اليوم عن مبررات مقنعة، وهي اليوم تتصرف دون حرج، وتتجرأ في إعطاء الأوامر للحكومات العربية وتطلب منها مثل هذا الطلب، بل وتأمر بحذف فقرات من برامجها التربوية بل وتغييرها. وهذا المسلسل من الخنوع لن ينتهي ما دامت الحكومات لا ترتبط بشعوبها. وشيء طبيعي أن تتصرف الولاياتالمتحدة مثل هدا التصرف. عبد الله البقالي، عن النقابة الوطنية للصحافة المغربية: نعلن رفضنا وتمردنا ضد تدخل هذه أمريكا في تلفزتنا وإعلامنا من ناحية المبدإ لايمكن أن نقبل المساس بحرية التعبير وبالتعددية في الأفكار مهما كان الحال وكيفما كانت الغطاءات. ومن ناحية أخرى لا نفهم هذه ال"أمريكا" كيف تدعي الدفاع عن منظومة حقوق الإنسان والحريات العامة داخل الولاياتالمتحدة، وتسمح لنفسها بطمس ودوس هذه الحريات في باقي أصقاع المعمور.أيضا لا نفهم هذه ال"أمريكا" كيف تصل بها الوقاحة إلى مستوى ودرجة التدخل في الشؤون الداخلية لدول معينة، وبالتالي هاهي تصل إلى حد التدخل في التلفزة المغربية وفي الإعلام العمومي. من الناحية السياسية لا نفهم أيضا كيف تسمح الحكومة المغربية والمسؤولون المغاربة بأن يتلقوا الأوامر من الولاياتالأمريكية في إدارة الشؤون الداخلية. ومهما يكن من أمر نحن نرفض هذا المنع ولا نقبل به. إننا نتمرد عليه من خلال مبادرات سنعلن عنها وسنصرفها في وقت عاجل. لا يمكن أن نقبل بالمساس بحرية التعبير في بلدنا ممن كان في الخارج أو الداخل. محمد الساسي عن تيارالوفاء للديموقراطية:ما حدث يفضح هشاشة الخطاب الأمريكي حول حرية التعبير إننا أولا نلاحظ التناقض الأمريكي فيما يخص الشأن المغربي. فالسفيرة الأمريكية التي انتهزت كم من مناسبة لتعلن عن مساندتها للحريات في المغرب، وهاهي اليوم تكون المصدر الذي يأتي منه الضغط لإلغاء المسلسل العربي "فارس بلا جواد" من برامج رمضان في القناة الأولى. ومصادرة هذا العمل الفني في إطار محاربة الإرهاب شيء لا يقبل بمقاييس حقوق الإنسان. لا يجب أن تحرم شعوب الأمة العربية من إنتاج فني عربي يطرح أسئلة تهم قضاياها وتهم مسلسل الصراع العربي الصهيوني. لهذا، فالموقف يظهر حقيقة النوايا الأمريكية وهشاشة الخطاب الأمريكي حول حرية التعبير وحقوق الإنسان. ولنعلم أن هذا التناقض أصبح اليوم من يتصدى له من داخل الشعب الأمريكي نفسه. إن أمريكا والصهيونية تقدر قيمة الفن والإبداع في خلق مشاعر جماعية، ولذلك وانطلاقا من الرغبة في تفتيت الشعوب العربية وموقفها يحاربون كل الإنتاجات الثقافية والفنية التي يمكن أن تنتج ثقافة تدمج العالم العربي والإسلامي في لحمة واحدة. إنهم يحاربون الآخر كلما تشكل في شكل وحدة، كلما أكد الرغبة في هوية مشتركة يمكن أن تقاوم الاستعمار الأمريكي والصهيوني. ع.الهرتازي