شكلت حالة مركب محمد الخامس المزرية حديث الشارع الرياضي، خصوصا بعد نزول أمطار الخير، التي أتلفت أرضية الملعب وجعلت المجموعة الحضرية تفكر جديا في إغلاقه بغرض الاصلاح، لكن وبسبب الاستحقاقات الافريقية التي تنتظر فريق الرجاء الرياضي وحاجته إلى دعم جماهيره تقرر تأجيل عملية الاغلاق واعتماد إصلاح مؤقت يضمن تهيئ الأرضية حتى يوم السبت المقبل. يجمع المهتمون والمتتبعون إلى أن ما تعرض له مركب محمد الخامس من تلف ناتج بالدرجة الأولى عن غياب الصيانة، وعدم وجود مهندسين مختصين قادرين على تتبع حالة الملعب، وحسب هؤلاء فإن المكلفين بالملعب هم عمال عاديون وظيفتهم تشذيب العشب وسقيه ليس إلا، مع العلم أن هناك أشغالا أخرى لابد من القيام بها للحفاظ على العشب لأطول مدة ممكنة. وعلميا فإن أرضية الملعب يمكن أن تحافظ على جودة العشب خمس سنوات على أقصى تقدير نظرا لوجود قنوات تصريف المياه تحت الأرضية، لصرف مياه الأمطار خارج الملعب، لكن في حالة مركب محمد الخامس فإن الأثقاب التي توصل المياه إلى القنوات أقفلت بسبب جذور الأعشاب مما جعل المياه لا تطفو على سطح الأرض وتؤثر على العشب الذي اختلط بالتربة. مما أدى إلى وجوده على تلك الحالة، وقد يكون في الأمر فساد من أعلى نظرا لكون مشروع الإصلاح لم يتعد حتى الآن ستة أشهر، والبعض يتحدث عن عدم احترام دفتر التحملات من قبل الشركة المكلفة بالمشروع. إن ما يعيشه مركب محمد الخامس اليوم، هو نتاج سياسة غير مسؤولة لا تأخذ بعين الاعتبار المصالح العليا للبلاد، إذ أن المكلفين لا يعنيهم إن كان الملعب سيتضرر أو أنه سيتحول إلى حقل لزراعة البطاطا، مع أن ذلك كلف الملايين من أموال الشعب؟ ولماذا تغيب المراقبة المفترض أن تقوم بها الجهات المختصة، لأن هناك مواصفات يجب احترامها والمؤكد أن الشركة المسؤولة لم تحترم ذلك، مع العلم أن مناقشة المشروع تم بحضور ممثل وزارة الشبيبة والرياضة وممثل عن المجموعة الحضرية ومهندس مختص ورغم أن الشركة نفذت المشروع فقد تمكنت من تمريره بالطرق المعلومة دون حسيب ولا رقيب. لن نقول في هذه الورقة أكثر مما قلناه، وهذا الموضوع يحتاج إلى كثير من البحث والتمحيص لمعرفة الحقيقة كاملة، ونحن نتهيأ لبدء مشوار احتضان كأس العالم 2010، نطلب أو بمعنى أصح، نتوسل من أصحاب القرار ومن أعلى السلطات التدخل بحزم لمنع المهازل التي تراكمت على مدى السنوات الماضية، هذا إذا كنا فعلا نطمح إلى عهد جديد خالي من الشوائب.