أمام مدرجات مملوءة عن آخرها، وفوق أرضية جد رديئة، ولا تصلح لاحتضان مباراة من هذا الحجم، تمكن أصدقاء أبو شروان، من انتزاع تأهيل مستحق لنهاية عصبة الأبطال بعد أن سحق أسيك ميموزا أبيدجان بأربع إصابات لصفر، معلنا بذلك عن صحوة حقيقية لكرة القدم الوطنية. قبل بداية المباراة كان الكل متخوفا؛ خاصة وأن الاسيك دخل المباراة وفي جعبته هدفين انتصر بهما في لقاء الذهاب ولتجاوز هذا الحاجز اعتمد المدرب والترموس على خطة هجومية محضة، من خلال الضغط المتواصل ومنذ اللحظات الأولى، حيث خلق اللاعبون فرصا عديدة كانت تجد دفاعا متماسكا وحارسا تمكن من صد جميع القذفات، مع اعتماد خطة الشرود ولتكسير اندفاع الرجاويين، وهي العملية التي أعطت أكلها بعد أن رفض الحكم هدفا رجاويا بدعوى التسلل، وقد استمر الوضع على نفس الوتيرة، أي هجومات متكررة واندفاع قوي مع استماتة الدفاع الإيفواري، الذي سيتلقى هدفا قاتلا في الوقت بدل الضائع بعد انسلال هشام أبو شروان، وهو الهدف الذي ألهب حماس الجماهير التي فاقت الستين ألفا. بعد بداية الشوط الثاني حاول الإيفواريون الاعتماد على خطة الشرود مع تضييع الوقت، ومحاولة تهدئة اللعب لامتصاص ضغط هجوم الرجاء الذي واصل اندفاعه، حيث أصبح يعتمد على القذف من بعيد والأخطاء المباشرة لهز شباك الخصم، وستبقى لحظة تغيير الحارس الرسمي نقطة تحول في المباراة بسبب ضعف الحارس البديل وارتباكه الواضح، وهو ما استغله اللاعب فرانسوا ليسجل الهدف الثاني، الذي كان بداية إشعال شموع الفرحة وسط مدرجات مركب محمد الخامس التي امتزج فيها الأحمر والأخضر تعبيرا عن التوحد بين أنصار الوداد والرجاء، ومع توالي الدقائق ازداد ضغط النسور المدعومين بهتاف الجمهور، الذي انتظر الوقت بدل الضائع لكي يتنفس الصعداء، بعدما تمكن فرانسوا من إطلاق قذفة الأمل ويوقع هدف الخلاص، وأمام فرحة الجمهور والمسؤولين بهذا الفوز المستحق أبى زويت إلا أن يوقع على حضوره ضمن هذه المباراة؛ بعد أن سجل هدفا رابعا كان بمثابة الشرارة التي حولت مدرجات الملعب إلى شعلة متوهجة. لقد عاشت مدينة الدارالبيضاء حدثا رياضيا كبيرا، أثبت من خلاله فريقا الوداد والرجاء أن كرة القدم الوطنية بخير إن شاء الله، وأن العزيمة والإرادة قادرة على تحقيق المعجزات، كما أن الجماهير الرياضية عبرت عن مستوى حضاري افتقدناه منذ زمن، حيث امتزج جمهور الرجاء والوداد في المبارتين معا ليعزفا سمفونية باللونين الأحمر والأخضر، ويعطيا الدليل أن إقلاع كرة القدم المغربية ينطلق من المدرجات، فهنيئا للرجاء بهذا التأهيل وبالتوفيق إن شاء الله لإحراز لقب عصبة الأبطال. تصريحات بعد التأهيل والترموس: مدرب الرجاء الرياضي صراحة لعبنا بحماس كبير، وضغطنا طيلة أشواط المباراة، ولحسن الحظ سجلنا هدفا في آخر أنفاس الشوط الأول، وقد استمر اللاعبون على نفس النهج، وخلقوا فرصا كثيرة لتسجيل الهدف الثاني وهو ما تم فعلا، وبعدها تمكنا من تسجيل هدفي الخلاص في الوقت بدل الضائع، وأظن أن الحضور الجماهيري كان أكبر دعم للاعبين الذين أدوا مباراة رائعة، والآن ما يهمني هو الاستمتاع بنشوة الفرح، وبعدها سأفكر في لقاء الزمالك المصري. زكرياء عبو: لاعب الرجاء الرياضي أهدي هذا الانتصار للجمهور الرجاوي وإلى كافة الشعب المغربي، وهذه المباراة لا تعني الرجاء فحسب ولكن تهم الوطن بصفة عامة، وبخصوص النهاية ضد الزمالك فسنهيء لها بجدية، خاصة وأن فريق الزمالك يتوفر على عناصر متمرسة ولها الخبرة، لكن قوة فريقنا تكمن في التلاحم بين جميع العناصر ودعم جميع المكونات، خاصة الجمهور الذي حج اليوم بكثافة. هشام أبو شروان: لاعب الرجاء الرياضي أولا أشكر هذا الجمهور الذي حج بكثافة والانتصار كان مستحقا، النهاية ضد الزمالك ستكون صعبة جدا، أرضية الملعب لم تكن في مصلحة الرجاء، لكن رغم ذلك تمكن اللاعبون من التغلب على كل العراقيل، سجلنا أربعة أهداف وكان حضورنا بارزا بفضل عزيمة وإرادة اللاعبين ودعم الجمهور الذي كان رائعا للغاية، وهنيئا للجميع بهذا التأهيل المستحق. نور الدين قاسمي: لاعب الرجاء الرياضي بكل فخر تمكنا من انتزاع التأهيل إلى نهاية عصبة الأبطال، بفضل استماتة اللاعبين وحماسهم وبشكل أخص بفضل جماهير الرجاء التي ملأت جنبات الملعب وأعطت اللاعبين قوة أكبر، صحيح أن أرضية الملعب لم تكن عاملا مساعدا، ولكن المهم هو الانتصار، مباراتنا ضد الزمالك ستكون بطعم خاص لكن إن شاء الله سننتصر ونهدي الجمهور المغربي لقب عصبة الأبطال. مصطفى الشادلي: حارس الرجاء الرياضي جمهور الرجاء كان عظيما وكبيرا بكل معنى الكلمة، لأنه شجع الفريق أثناء التداريب وحضر المباراة بكثافة، ولم يعاتبه على الهزائم الأخيرة، حج بكثرة وكان في الموعد ولم نخيب ظنه، نهاية عصبة الأبطال ستكون كبيرة وصعبة، والأقوى هو الذي سينتصر. سامي تاج الدين: لاعب الرجاء الرياضي أولا أشكر الجمهور على حضوره المكثف وعلى دعمه ومساندته للاعبين، المباراة كانت صعبة، وتطلب منا ذلك تسجيل هدفين لتحقيق التعادل وبعدها البحث عن الانتصار، والحمد لله اللاعبين ركزوا جيدا طيلة الأسبوع، وكنا عازمين لتحقيق نتيجة إيجابية خصوصا وأنها ستكون مباراة الموسم. أمين الرباطي: لاعب الرجاء الرياضي اللاعبون يستحقون التأهيل، وكانوا واعين بحجم المسؤولية وقاموا بمباراة جيدة رغم أرضية الملعب التي كانت عائقا لنا، وأهدي هذا الانتصار إلى الجمهور المغربي وجمهور الرجاء بصفة خاصة، بخصوص المباراة النهائية فنحن سنستعد لها بما فيه الكفاية، وكلنا طموح لنحرز اللقب، وإن شاء الله سنلعب المباراة بنفس الحماس والرغبة في الانتصار. عبد اللطيف العسلي: عضو مكتب الرجاء انتصار الرجاء هو انتصار لكل المغاربة، وهو ثمرة عمل مشترك بين المكتب المسير واللاعبين والطاقم التقني والجمهور الذي أوجه له تحية خاصة للدعم والمساندة القوية التي خص بها فريقه، هنيئا لكل المغاربة بهذا الانتصار المستحق. عبد السلام حنات: رئيس الفريق فرحتي لا توصف ونحن في أجواء رمضان ووسط هذا الجمهور العظيم الذي حضر بكثافة لمؤازرة الفريق، وهذا معناه أن المغرب بكل مكوناته كان ينتظر هذه النتيجة والحمد لله لم تخيب الظن، وأتمنى أن نحرز هذه الكأس لنهديها إلى الشعب المغربي، وعلى كل حال نحن نتعامل مع كل مباراة على حدة. وبعد أن تأهلنا سنفكر في النهاية التي ستكون نهاية عربية محضة، وأتمنى أن نعطي صورة جيدة عن الكرة العربية، ثم إن شاء الله التوفيق للفوز بهذه الكأس، وبخصوص أرضية الملعب لا يد لنا فيها، وخاصة بعد هطول أمطار الخير، نتمنى أن يتحرك المسؤولون عن المجموعة الحضرية لإصلاح أرضية الملعب ونحن كفريق الرجاء مع إمكانية إغلاقه لأسبوعين أو حتى شهر، لأن ذلك من مصلحتنا وسنستفيد من ذلك حتى نعبر عن كرة القدم التي نعرفها. محمد والي