عدل مجلس مدينة الدار البيضاء عن قرار إغلاق مركب محمد الخامس وقرر في اجتماع طارئ أمس الثلاثاء السماح لفريقي المدينة الرجاء والوداد الاستقبال على أرضية الملعب الذي كانت الشركة المكلفة بالصيانة تستعد لبدء أشغال تخص العشب، وقال محمد جودار نائب العمدة في تصريح ل«المساء» إن الظرفية الراهنة للبطولة وسباق السرعة النهائية الذي يخوضه ممثلا الدار البيضاء في الدوري المغربي حتمت على المجلس العدول عن قرار الإغلاق وفتح الملعب في وجه الناديين لخوض المباريات المقبلة محليا وعربيا على أن يؤجل الإغلاق إلى نهاية الموسم الرياضي. وبناء على هذا القرار فإن مباراة الرجاء ضد الكوكب المراكشي ستجرى بعد زوال يوم الأحد بمركب محمد الخامس بدل المجمع الرياضي مولاي عبد الله، كما سبقت الإشارة إلى ذلك مما يعيد الهدوء إلى الشارع البيضاوي الذي غضب للقرار واعتبره محاولة لإضعاف الفريقين في هذا الظرف الحساس من عمر البطولة. وكان المكتب المسير للرجاء البيضاوي قد راسل عمدة الدار البيضاء في شأن السماح بخوض المباراة القادمة برسم ثمن نهاية كأس العرش بالمركب الرياضي محمد الخامس، واستند إلى مضاعفات إبعاد مباريات الرجاء خارج الدارالبيضاء، والخسارة التي يتكبدها ماديا ومعنويا في كل اللقاءات التي يجريها خارج القواعد، خاصة وأن المباراة الأخيرة في الجديدة أمام النادي القنيطري أكدت حجم الضرر الذي يتعرض له صندوق الفريق وكذا جماهيره. وقال المهندس محمد العسري المسؤول عن المساحات الخضراء بمجلس المدينة في تصريح ل«المساء» إن إجراء 11 مباراة في ظرف 18 يوما قد أساء للملعب وأرضيته، وأضاف بأن العشب كجميع الكائنات يحتاج لغذاء وفترة للراحة، وأن المقاييس الدولية المعتمدة في كبريات الملاعب الرياضية تحدد عدد المباريات في مباراة واحدة كل أسبوع، وأبرز بأن العقد المبرم مع الشركة التي قامت بزرع العشب وصيانته ينص على إخضاع الأرضية لعمليات متجددة للترميم والصيانة بشكل أسبوعي وشهري وفصلي، وأضاف بأن الشركة قامت بزرع بدور تتطلب عدم خوض مباريات بشكل مكثف كي تتمكن من النمو بشكل جيد. وكانت جمعيات محبي الرجاء قد نددت بالإغلاق عبر مجموعة من البيانات وطالبت المكتب المسير للتدخل من أجل فتح أبواب الملعب، ولعل أكثر البيانات تشددا هو الصادر عن جمعية رجاويون بلاحدود وعن جمعية البيت الأخضر والتي اعتبرت إغلاق المركب مؤامرة تستهدف الفريق، لكن إدارة الرجاء فضلت التريث بدل التصعيد الذي لا يخدم مصالح الفريق حسب نائب العمدة الذي أكد بأن إغلاق الملعب في مباراة الديربي ليس نابعا عن قرار للمجلس بل بأمر من الجامعة التي فضلت إبعاد الديربي للرباط خوفا من أعمال الشغب. وكان الاتفاق المبرم بين المجلس ومسؤولي الناديين ينص على حرمان كل فريق من إجراء مباراة واحدة على أرضية مركب محمد الخامس، وهو ما جعل الرجاء يستقبل بالجديدة، إلا أن التزام الوداد بمباريات كأس العرش خارج الدار البيضاء قد جعل الرجاء أكثر تضررا من الإغلاق.