أكد السيد بن عزوز حكيم، مؤرخ مغربي ومهتم بالعلاقات الإسبانية المغربية أن المغرب ملزم بتحسين علاقاته مع الجانب الإسباني حتى في ظل وجود قطيعة في العلاقات التي تربط بين البلدين. وأضاف المؤرخ المغربي في تصريح ل"التجديد" أن العلاقات بين هذين البلدين الجارين هي علاقات متجذرة وضاربة في عمق التاريخ بحيث وصلت في الوقت الحالي إلى حوالي عشرة قرون. وأشار إلى أن تجذر هذه العلاقات هو الضامن الحقيقي لاستمرارها أولا وتقويتها ثانيا. وذكر أن كلا من الطرفين المغربي والإسباني ملزمان بالدفع في اتجاه تحسين الروابط المشتركة وتفادي كل ما من شأنه أن يعكر صفو الجو بينهما. وأوضح السيد بن عزوز حكيم أن احتجاز البحرية العسكرية الإسبانية لقارب مغربي بالمياه الإقليمية المغربية قرب جزر الخالدات يكرس "الحمق" الإسباني من جهة ويرسخ التعامل الرزين للديبلوماسية المغربية من جهة أخرى. وقال السيد بن عزوز إن الحكومة الإسبانية الحالية يسيطر عليها التيار العسكري الذي أثبت عنصريته ولا مبالاته في العديد من التجارب، مبرزا أن هذا التيار يعد استمرارا للعقلية "الفرانكوية" الاستعمارية المستبدة. من جانب آخر أبرز المؤرخ المغربي أن رد الفعل المغربي كان رزينا متعقلا كما هي عادته الشيء الذي يرسخ تواجد المغرب على الساحة الدولية كدولة تحترم القانون الدولي والشرعية الدولية. وبخصوص استمرار التعاون الاقتصادي المغربي الإسباني رغم التوتر الخطير الذي تشهده العلاقات السياسية بين البلدين، قال المؤرخ المغربي إن العلاقات السياسية منفصلة عن العلاقات الاقتصادية. وأضاف أن تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين يؤكد هذا الأمر بشكل خاص بحيث أنه سبق للسلطان المغربي "محمد بن عبد الله" الذي كان في حالة حرب مع الجانب الإسباني في مدينة مليلية المحتلة أن أرسل إحدى سفنه الحربية لإصلاح عطبها بجزيرة قادس على السواحل المغربية والتي كانت تحتلها إسبانيا . وذكر بن عزوز حكيم أن ما وقع مؤخرا بخصوص احتجاز السفينة المغربية بالمياه الإقليمية المغربية لا يعد شيئا جديدا في العلاقات موضحا أن تاريخ هذه العلاقات شهد ثلاث حروب معلنة، في حين أن الاستفزازات الإسبانية للمغرب لا تعد ولا تحصى. من جهة أخرى حمل السيد محمد الإدريسي رئيس جمعية الصداقة المغربية الإسبانية الديبلوماسية المغربية المسؤولية في عدم مجابهة مثل هذه التصرفات العدائية الإسبانية بالحزم اللازم. وذكر الإدريسي في تصريح ل"لتجديد" أن من شأن هذه التدخلات الحازمة أن تلزم الجارة الشمالية باحترام المغرب واحترام كرامته وسيادته. وأوضح الإدريسي أنه يجب على الديبلوماسية المغربية إعادة النظر في مهام السفراء الذين يمثلون المغرب في الخارج، مبرزا أن الدور الحقيقي الذي يجب على الديبلوماسية المغربية تبنيه هو ربط علاقات متينة مع مختلف شرائح المجتمع الإسباني من شأنه أن يخدم القضايا الوطنية الكبرى. وأضاف أن اختزال دور السفراء في بعض الإجراءات الإدارية البيروقراطية لا يعدو أن يكون مضيعة للمال والوقت. وأشار الإدريسي إلى أن تحسين العلاقات بين البلدين يفرض عليهما تجاوز بعض مشاكلها الثنائية، مؤكدا أن استمرار الجانب الإسباني في ممارساته الاستفزازية لا يمكن أن يكون في مصلحتهما معا. ومعلوم أن البحرية العسكرية الإسبانية احتجزت قبل يومين باخرة صيد تحمل العلم المغربي في المياه الإقليمية بين جزر الخالدات والشواطئ الجنوبية المغربية وعلى متنها أكثر من 61 مغربيا وحوالي ثلاثة من الإسبان، بدعوى اختراقها "للمياه الإقليمية" الإسبانية، هذا في الوقت الذي أكدت فيه مصادر من القنصلية المغربية بجزر الخالدات أن الباخرة كانت داخل المياه الإقليمية للمغرب وأن الإجراء الإسباني هو إجراء استعماري يخالف القانون الدولي. أحمد حموش