يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: (إنما الخمر والميسر والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) وهي آية تؤكد بوضوح تحريم الخمر وكل الآيات والأحاديث حرمت هذه الآفة المقيتة، وفي وقت ننتظر فيه تحرك المسؤولين لتطبيق شرع الله في هذا الباب، نجدهم يطلقون العنان لممتهني بيع الخمور لبيعيه للمسلمين، بل إن الأمر امتد إلى جميع المجالات والمناحي، فلم تسلم الرياضة المغربية الموروثة من الاستعمار من هذه الآفة، حيث تتسابق الأندية والأفراد للظفر برخص بيع الخمر باسم الرياضة، والأمر لا يهم فقط أندية الكرات الحديدية التي لها باع طويل في هذا المجال، بل إن أندية أخرى بدأت تضمن قوت يومها من أموال الخمور كحال فارس الشاوية نهضة سطات (ولدينا معلومات أن الأمر يتعلق بعصابة من الكرابة وضعت يدها على الفريق، والويل لمن يرفع صوته). إننا ونحن نستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك، حري بنا أن نذكر المسؤولين أن خمارات الكرات الحديدية لا تزال تستقبل زبناءها، وتوزع عليهم كؤوس الخمر، دون اعتبار لخصوصيات الشهر الكريم وإذا كان من المستحيل إقفال هذه الخمارات، بدعوى أنها تدعم الرياضة (ولا نعرف أي رياضة سننميها بالمال الحرام) فعلى الأقل وجب إغلاقها في هذا الوقت بالذات، لأننا شعب مسلم، نقيم الصلوات الخمس، وبيوت الله تصدح خمس مرات بالآذان، إن الوضع أصبح كارثيا ويحتاج إلى وقفة حقيقية، لأن مستغلي رخص الخمر داخل الأندية الرياضية لا هم لهم سوى ما يروجونه من أموال ما يجنونه من أرباح تصل إلى ثلاثة ملايين سنتيم يوميا، مع أن جامعة الكرات الحديدية لا تتوفر سوى على ميزانية 20 مليون سنتيم سنويا، فأي تناقض هذا!؟ إننا نؤكد إصرارنا على رد الاعتبار للرياضة المغربية، التي يستغلها بعض تجار المناسبات للاغتناء غير المشروع، ويعملون على تبييض الأموال الحرام بواسطة تقديم بعض الدريهمات بين الفينة والأخرى فيما أرصدتهم المالية تزداد تضخما يوما بعد آخر، والغريب في الأمر أن الممارسين الحقيقيين لهذه الرياضة يؤدون صلاتهم في الوقت، ويرفضون أن ينتسبوا إلى هذه الأندية المخمورة، والتي تفتح أبوابها لأناس لا علاقة لهم بالرياضة، ومنهم من لا يعرف حتى قوانينها، لذلك نهيب بهؤلاء الممارسين تكثيف الجهود لرفع التهمة عن رياضتهم وفضح سلوكاتهم وممارسة مشينة لأفراد معدودين على رؤوس الأصابع لا هم لهم سوى ما يحققونه من أرباح، وعسى أن يفهم هؤلاء أننا إنما نبغي الخير لهذه الرياضة التي يمارسها حتى الشيوخ. (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) صدق الله العظيم. محمد والي