استطاعت انتفاضة الأقصى الفلسطينية التي مر عليها السبت عامين على التمام، أن توقع خسائر فادحة في الكيان الصهيوني لم يتوقعها. ولم تنجح الآلية العسكرية لخامس أقوى دولة في العالم في الحد من نزيف الدم والخسارة في الأرواح التي ألحقتها بها انتفاضة الأقصى ذات الإمكانيات المتواضعة. وتؤكد الإحصائيات الإسرائيلية أن العام الثاني لانتفاضة الأقصى شهد مقتل مئات الإسرائيليين، أي بضعف ما كان عليه الحال في السنة الأولى للانتفاضة، وهنا يلاحظ أنه كلما زاد البطش الإسرائيلي كان الرد الفلسطيني قويا، وكانت النتائج مرتفعة. وجاءت هذه النتائج في وقت أعاد في جيش الاحتلال الاستيلاء على كافة مدن وقرى الضفة الغربية. فمنذ الثامن والعشرين من أيلول 2000 وحتى نهاية آب 2002 قتل في العمليات الفدائية الفلسطينية 333 إسرائيليا، وجرح 4497 آخرين. وحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية فإنه بالعودة قليلا إلى الماضي فبعد سنوات أوسلو السبعة وحتى بدء الانتفاضة سجلت 793 حادثة إطلاق نار ضد قوات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة. أما خلال عامي انتفاضة الأقصى فقد سجلت في هذه المناطق حوالي 11.000 أي أربعة عشر ضعفا. وحسب نفس الصحيفة فإنه بين السنوات 1997 -2000 سجلت في داخل الخط الأخضر (فلسطينالمحتلة عام 1948م) حوالي 390 محاولة تنفيذ عمليات استشهادية، بينما في عام الانتفاضة الأول فقط (2001) سجلت في الخط الأخضر 1794 عملية. وفي النصف الأول من عام 2002 وصل عدد العمليات الفدائية إلى 3069 حادثة، وهو ضعف ما جرى في عام 2001 السابق له. ويبرز الاختلاف في عدد القتلى؛ فخلال الخمسة عشر سنة السابقة لاتفاقات أوسلو قتل في العمليات الفدائية حوالي 250 مستوطنا إسرائيليا، أي معدل 17 قتيلا في السنة، ومنذ التوقيع على أوسلو وخلال السنوات السبع التي تلته قتل 300 مستوطنا، أي بمعدل (47 قتيلا في السنة) ، أما خلال العامين الأخيرين فقد قتل 619 شخصا في العمليات الفدائية أي بمعدل 309 مستوطنين في السنة، وذلك بسبب عودة فصائل للعمل المسلح بعد الانتفاضة بعد أن أوقفت هذه الفصائل هذا النوع من العمل كالجناح العسكري لحركة فتح كتائب شهداء الأقصى. وكان حوالي 130 من بين 619 قتيلا من سكان المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة، أي ما نسبته 21.5% من مجموع القتلى، بينما كانت نسبة المستوطنين القتلى في الأحداث التي سبقت العامين الأخيرين 40 في المائة. د ولم تؤثر عملية "السور الواقي" كما سماها الاحتلال، على المقاومة الفلسطينية بالرغم من أنها قلت بدرجة كبيرة من عدد العمليات، إلا أنها لم تقلل من عدد المصابين؛ حيث قتل 117 مستوطنا وجنديا في 15 عملية استشهادية، كما قتل 64 مستوطنا آخرين بيد الفلسطينيين خلال العملية. وقدر وزير المالية الإسرائيلي المدعو "سلفان شالوم" أن الضرر المالي اللاحق بالكيان الصهيوني من المقاومة الفلسطينية يصل إلى حوالي 24 مليار شيكل (نحو 5.5 مليار دولار). إضافة إلى فقدان 80 ألف فرصة عمل. كما فقد الكيان الصهيوني 4% من منتوجها الاقتصادي منذ بداية الانتفاضة وحتى كانون الاول 2001 (12.3 مليار شيكل). والنفقات المترتبة على مكافحة الانتفاضة (5.5 مليار شيكل)، ومداخيل الدولة تضررت ب 5 مليارات. فلسطين-عوض الرجوب 29-9-2002م