قال الشيخ إسماعيل أبو شنب أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في فلسطين أن الحركة مستمرة في مقاومة الاحتلال حتى الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة.وأكد الشيخ أبو شنب في حوار شامل وصريح أجرته معه "التجديد" أن عقلية المقاومة الفلسطينية قادرة على ابتكار إبداعات تفوق تصور العدو إذا استمر في احتلال أرضها، وأن حركة حماس مستعدة لوقف عملياتها الاستشهادية ضد من يسمون مدنيين إسرائيليين إذا انسحب الاحتلال ورفع الحصار عن المدن الفلسطينية وأطلق سراح المعتقلين. وأوضح أبو شنب أن إعلان حماس قبولها الهدنة مع الاحتلال له شروطه، ولا يتضمن الاعتراف بإسرائيل. وكشف أبو شنب عن مساع أردنية وسعودية ومصرية لدى الحركة لوقف العمليات الاستشهادية، وحذر من تورط أجهزة الأمن والمخابرات العربية في التصدي للمقاومة والوقوف كشرطي حراسة للكيان الصهيوني. وأعلن أبو شنب أن حماس لم تحسم أمرها في المشاركة أو عدم المشاركة في الانتخابات المزمع إجراؤها نهاية العام الجاري ومطلع العام المقبل. ونفى أبو شنب وجود أية اتصالات للحركة مع ابن لادن وتنظيم القاعدة ومنظمة حزب الله، مشددا على أن أكد كفاح ومقاومة حركة حماس محصورة داخل فلسطين. وفيما يلي نص الحوار مع الشيخ إسماعيل أبو شنب:
أهداف الحركة بداية ما هي أهداف حركة المقاومة الإسلامية (حماس)؟ حركة حماس هي حركة تحرر وطنية ترتكز على مبادئ الإسلام والفكر الإسلامي، بهدف استعادة الأرض الفلسطينية المغتصبة، وبناء مجتمع ودولة فلسطينية ينعم فيها الشعب بالحرية والأمن والسلام، ويمارس عقيدته الإسلامية بحرية واطمئنان. أساليب الحركة وما هي أساليب الحركة في تحقيق هذه الأهداف؟ كما نعلم فإن فلسطين محتلة، ومادام هناك احتلال فإن الأولوية تكون لمقاومة الاحتلال، والعمل على تحرير الأرض بشتى الوسائل وأهمها القوة، ولقد جرب الشعب الفلسطيني مع هذا الاحتلال كل الطرق الأخرى فلم تنجح، وحركة حماس ترى في المقاومة سبيلا أساسيا للتحرر كباقي شعوب العالم التي نالت حريتها بالكفاح الوطني. القاعدة الجماهيرية للحركة ما هو حجم القاعدة الجماهيرية لحركة حماس في الشارع الفلسطيني؟ حركة حماس اليوم تمثل تيارا فلسطينيا كبيرا وهي من كبرى الفصائل الفلسطينية، وتمثل حركتي حماس وفتح أكبر فصائل العمل الفلسطيني، وأستطيع أن أقول أن جمهور حماس يشكل أكثر من 40% من الشارع الفلسطيني. الدور الاجتماعي للحركة كيف تقوم حماس بدورها الاجتماعي على صعيد المساعدات والخدمات العامة؟ تقوم الحركة بدورها الاجتماعي من خلال المؤسسات الاجتماعية الفاعلة والتي شكلت البذرة الأساسية لعمل الحركة في السبعينيات كوسيلة اجتماعية للتصدي للاحتلال من خلال توفير الدعم الاجتماعي للأسر الفقيرة ورعاية أبناء الشهداء والأيتام وإشاعة جو من التكافل الاجتماعي ومحاربة الأمراض الاجتماعية التي كان الاحتلال يشجعها وبالإضافة إلى القاعدة الاجتماعية فقد اهتمت الحركة بالقاعدة التربوية والثقافية والشبابية من خلال إنشاء نوادي الرياضية والمؤسسات التعليمية فتشعبت قاعدة العمل الاجتماعي والتعليمي والتربوي وانخرطت الحركة في كل مجالات الحياة الفلسطينية. المشرد لا يكون إرهابيا وجهت لكم اتهامات برعاية جمعيات "إرهابية" فكيف تردون؟ حتى هذه اللحظة نواجه مثل هذه الحملة المغلوطة والكاذبة والظالمة على مقاومة شعبنا الفلسطيني. والشعب الفلسطيني يعاني من الاحتلال والتهجير والطرد والإبعاد من أرضه؛ منذ عام 48، وبعد ذلك استمر الاحتلال ليحتل الضفة وغزة ويواصل سيطرته على الشعب الفلسطيني ويحرمه من ممارسة أبسط حقوقه. هذا الوضع الظالم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني أكبر دليل على بشاعة جرائم الاحتلال وظلم الاحتلال، ومهما حاولت أمريكا وإسرائيل الادعاء أن المقاومة الفلسطينية هي "الإرهاب" فإن ذلك لا يغير من حقيقة الأمر أن الإرهاب هو الاحتلال وأن الشعب الفلسطيني الذي شرد من أرضه وظنه ويعاني من أبشع أنواع القتل والجريمة هو ضحية الإرهاب الصهيوني. حماس وانتفاضة الأقصى لو تحدثنا عن انتفاضة الأقصى، ماذا قدمت حماس خلالها؟ حماس تحمل هموم الشارع الفلسطيني سواء على المستوى السياسي أو التحرري أو النضالي أو الجهادي أو المستوى الوضع الداخلي، ولما وصلت مشاريع التسوية إلى طريق مسدود، وقام الإرهابي شارون باستفزاز المسلمين بالعدوان على المسجد الأٌقصى واستفزاز الشارع الإسلامي، بهدف أن يصلي داخل المسجد كانت حركة المقاومة الإسلامية أول من نبه المواطنين الفلسطينيين إلى ضرورة التصدي لهذه المحاولة، ودعت الناس إلى التظاهر والاحتجاج، وبالتالي كانت حركة حماس المبادرة منذ اللحظة الأولى للاحتجاج على العدوان على المسجد الأقصى ومقدسات المسلمين. وعندما ووجهت هذه الاحتجاجات الشعبية الفلسطينية بالسلاح وإطلاق النار من قبل الغزاة المحتلين شاركت حماس مع باقي أبناء الشعب الفلسطيني في التصدي لهذا العدوان وهذه الجرائم بالمسيرات والمظاهرات وتعزيز صمود الشارع الفلسطيني والمقاومة المسلحة أيضا. وأبرز ما قدمته الحركة في مجال المقاومة لك العمليات الاستشهادية التي هزت كيان العدو وأفقدته الأمن الشخصي وزعزعت وجوده، كما أن إبداعات الجناح العسكري للحركة ذهبت أبعد من ذلك فطور المجاهدون من كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة صواريخ القسام والبنا وقذائف الهاون، مخترقين بذلك كلب الحواجز الاستيطانية والأسوار الأمنية، ولقد كان لابداعات المجاهدين في اقتحام المستوطنات الحصينة والتصدي للمستوطنين الصهاينة وملاحقتهم على الطرقات آثارا تدل على الشجاعة والجرأة والصلابة. وتشكل عمليات حماس العسكرية خلال انتفاضة الأقصى غالبية العمل المسلح الفلسطيني دون إغفال مشاركة القوى الفلسطينية الأخرى مثل شهداء الأقصى وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى وحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية. شهداء ومعتقلو الحركة وماذا كان نصيب حركة حماس من حملة الاغتيالات والاعتقالات التي قامت بها قوات الاحتلال؟ حقيقة إن العدد يفوق الحصر، ولكن أستطيع القول أن الشهداء من حركة حماس بلغ أكثر من 60% من شهداء الانتفاضة وكذلك الجرحى والمعتقلين. ويكفي أن تطال الإغتيالات الصهيونية القياديين من أبناء الحركة من أمثال الشيخ جمال منصور وجمال سليم والمجاهدين الكبار أمثال الشيخ صلاح شحادة ومحمود أبو هنود وأن تطال الاعتقالات قياديين أمثال عباس السيد جمال لطويل ومحمد جمال النتشة، ومئات المعتقلين والشهداء والجرحى والقائمة طويلة في هذا المجال. رعاية أسر الشهداء والمعتقلين من يقوم برعاية أسر الشهداء والمعتقلين؟ وكيف تتابع حماس أسر الشهداء والمعتقلين؟ الشعب الفلسطيني عادة يكرم الشهداء وأسر الشهداء ويقوم رعايتها ورعاية الجرحى وأسر المعتقلين، وهذا تعاون اجتماعي فلسطيني منذ الانتفاضة السابقة، وهي جزء من تقوية صمود الشارع الفلسطيني في هذه الانتفاضة. ومارست حماس الدور الاجتماعي بفهم أبعاده بنشاط وحيوية، بهدف معالجة آثار الانتفاضة على المجتمع الفلسطيني بقدر إمكانيات حماس المتواضعة, فقد نشطت لجان الزكاة والعمل الاجتماعي لرعاية الأسر المحتاجة من ذوي الشهداء وعائلاتهم والجرحى، ونشطت جمعيات أخرى في توفير علاج لهم، وأيضا تم جمع التبرعات لإغاثة أصحاب البيوت المنكوبة والمهدمة. وكانت حماس منذ البداية تعي هذا الدور، ولها باع طويل فيه وهو عنصر قوي من عناصر صمود هذا الشعب في وجه الاحتلال. الانتفاضة تكسر مقومات الاحتلال الكثير يتساءل ماذا حققت انتفاضة الأقصى للشعب الفلسطيني؟ هذا سؤال مهم، قد يتبادر إلى البعض أننا نبالغ إذا قلنا أن الشعب الفلسطيني بهذه الانتفاضة قد كسر مقومات الكيان الصهيوني على أرض فلسطين. فالكيان الصهيوني قائم على الاستيطان والاحتلال ومنح المستوطنين الرخاء الاقتصادي، والآن المشروع الصهيوني يعاني من كل هذه النواحي؛ فعلى مستوى الأمن يخاف جميع أفراد المجتمع الإسرائيلي من الخروج إلى الشارع، وفقدان الأمن جعل القادمين الجدد يرحلون عن هذه الأرض ويحجموا عن القدوم إليها رغم الإجراءات والامتيازات العالية التي تقدمها لهم الوكالة الصهيونية، ولقد سجل مركز الإحصاء الصهيوني أكثر من مليون حالة هجرة مضادة خارج الكيان الصهيوني خلال هذه الانتفاضة، وبلغت تكاليف الانتفاضة أكثر من 10 مليارا دولار على ميزانية الاحتلال، والاقتصاد الإسرائيلي في انحدار. والسياحة وصلت إلى الصفر، والمستوطنات أصبحت فارغة، ولا يستطيع المستوطنون أن يمارسوا حياتهم في هذه المستوطنات إلا من خلال وجودهم في الملاجئ، فالانتفاضة أرهبت المستوطنين وأزعجهم وأقلقت مضاجعهم. فالانتفاضة، مقابل المشروع الصهيوني الاستعماري في فلسطين، حققت الكثير، ولذلك نريد مزيدا من الصبر والصمود حتى ينهار الكيان الصهيوني من داخله فهو اليوم يعاني من التفتت الداخلي والإنهاك حتى أن ميزانية الكيان الصهيوني للجيش وصلت إلى أكثر من 36 مليار شيكل بما يعادل أكثر من 8 مليارات دولار، وهذا فقط تكلفة الانتفاضة على جيش الاحتلال، أضف إلى ذلك تكلفة استدعاء الاحتياط، وكل ذلك يفت في داخل الكيان الصهيوني ويرهقه وعلى المدى البعيد سيكون هذا عامل مهم من عوامل إنهاك وانهيار هذا الكيان الصهيوني. وفي المقابل نحن دفعنا ثمنا باهظا من دماء شعبنا ومؤسساتنا، ولكنها لا تذكر أمام هذه الإنجازات. أقول ذلك لأن البعض ممن يردد الدعاية الصهيوني يحاول أن يقول لنا أن الكيان الصهيوني قد احتل الأرض وبالتالي فإن المقاومة لا جدوى منها، ونحن نقول أن ما يحدث من انهيار وتفتت داخلي سيؤدي إلى انهيار كامل إن شاء الله في أقرب فرصة إذا استمرت المقاومة في الصمود، وإذا استمر الشعب الفلسطيني في العطاء، وإذا أوقفت المؤامرات على شعبنا وعلى انتفاضته المباركة. استشهاد شحادة ما هو تعقيب حركة حماس على استشهاد الشيخ صلاح شحادة، مؤسس جناحها العسكري؟ هذه الجريمة النكراء توضح مدى همجية وإرهاب العدوان الإسرائيلي، حيث ألقي طن من المتفجرات على حي سكني مكتظ وسط الليل وهم نيام، روعت الآمنين، وهدمت عليهم بيوتهم وأثبتت للعالم وأوضحت له جرم وبشاعة هذا الاحتلال وكيف أن القوة في يد الطاغية هي سلاح إرهابي ولا يمكن إذا كانت القوة بيد الجبان أن ننتظر إلا هذا الإرهاب وهذا الغدر وهذه الخديعة. الشيخ صلاح شحادة مجاهد كبير ومؤسس للجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس منذ عام 1987م وهو شخصية تحظى باهتمام جميع الفصائل الفلسطينية ويعتبر عزيزا على قلوب أبناء الشعب الفلسطيني، وجريمة اغتياله ألقت بظلالها على مجمل الفصائل الفلسطينية التي طالبت أثناء تشييع جثمانه بالرد القوي والرد المؤلم لهذا الكيان الصهيوني، إن هذه الجريمة النكراء لن تمر دون عقاب بإذن الله. تأثير اغتيال شحادة كيف سيؤثر اغتيال الشيخ شحادة على حركة حماس؟ حركة حماس حركة مجاهدة وطريق الجهاد طويل ومعبد بالشهداء، .والجناح العسكري موطن نفسه على مثل هذا العمل ولا يقلق لفقد أحد ولا يهتز بل هو منظم يستمر في عطائه مهما بلغ حجم الخسائر والتضحيات لأن أساس هذا العمل الجهاد المستمر والمتواصل حتى دحر الاحتلال، ولا يوقف مسار الجهاد فقدان أبطال مثل الشيخ شحادة، ولا يغير تركيبات الجهاد فقد أبطال مثل الشيخ صلاح ولكنه طريق متواصل وكان لنا في سيرة السلف الصالح عبرة حسنة فقد أعطى الرسول الراية لثلاثة من كبار الصحابة في غزوة مؤتة وقد استشهد الثلاثة جميعا وسلمت الراية لخالد ابن الوليد، والقوة الإسلامية تعرف كيف تنظم صفوفها؛ ولذلك فإن حركة المقاومة الإسلامية حماس لا تضعف ولا تهتز بهذا الفقدان بل على العكس تزداد صلابة ويزداد جمهورها التفاف حولها ويزداد الراغبين في الانضمام إليها لأن شجرة الجهاد هي شجرة طيبة تروى بدماء الشهداء. العمليات أكبر إنجاز قد تكون العمليات الاستشهادية حققت جزءا كبيرا من هذه النتائج، والبعض أصبح ينادي بوقف هذه العمليات بحجة أنها تجلب الدمار للشعب الفلسطيني، فكيف تردون؟ هذا جزء من الحملة المضادة على الانتفاضة، إن شعبنا الفلسطيني الأعزل الذي حرم من السلاح والحماية الدولية وقف صامدا أمام أكبر آلة صهيونية وعسكرية تعتبر القوة الخامسة في العالم اليوم، وما كان من هذا الشعب إلا أن صبر واستطاع أن يرد بهجمات جريئة في قلب الكان الصهيوني، هذه الهجمات نفذها شبان مخلصون لدينهم ثم لقضيتهم ووطنهم، وفعلت هذه العمليات فعل السلاح السحري الذي لا تستطيع آلة الحرب الصهيوني التصدي لهه، وجعلتهم يسألون أنفسهم: نحن نستطيع أن نصنع صواريخ مضادة للصواريخ، وصواريخ مضادة للدبابات، وصواريخ مضادة للطائرات، لكننا لا نستطيع أن نحمي أنفسنا من الاستشهاديين. ماذا يعني ذلك؟ إنه فشل السياسة الأمنية الصهيونية في التصدي لمثل هذه الهجمات الذكية والبطولية الجريئة التي تستمد جرأتها وقوتها من عدالة قضيتها ومن إيمانها بربها. هذا الإنجاز اعتبر في زمن الانتفاضة أكبر إنجازات الانتفاضة، وأهم سلاح استطاع الشعب الفلسطيني أن يطوره في مقابل آلة البطش العسكرية، فعندما وصلنا إلى هذه الصيغة شعر العدو أنه عاجز عن أن يتصدى للاستشهاديين الفلسطينيين، فبدأ بشن حملة إعلامية مضادة قادتها أمريكا وكررتها بعض الدول العربية، وكأنها وقعت في الفخ الذي نصبه لها أعداء الأمة؛ لأنهم يريدون أن يجردوا شعبنا من أقوى سلاح استطاع أن يطوره بنفسه في وجه هذه الآلة الإسرائيلية الحربية. لذلك نقول نحن كشعب فلسطيني أن العمليات الاستشهادية كانت رد شعبنا على جرائم الاحتلال، وفي اللحظة التي يوقف الاحتلال جرائمه بحق شعبنا وينسحب فإننا سنتوقف عن هذه المقاومة، ولكننا لا نقبل أن نسلم سلاحنا لعدونا في اللحظة التي يتمترس فيها بكل أنواع الأسلحة الكيماوية والذرية والعسكرية التقليدية، ونحن نرفض أن يجردنا من سلاحنا وهي العمليات الاستشهادية. أسلحة من إنتاج محلي طورت حماس صاروخي قسام 1و2، وقذائف البنا؟ كيف تم ذلك في ظل الإمكانيات الفلسطينية المتواضعة؟ هذا أيضا إبداع من إبداعات المقاومة الفلسطينية، وكان من نصيب الجناح العسكري لحركة حماس، وفي ظل الحصار استطاع الفلسطينيون أن يطوروا قذائف سميت قسام 1 و2 ذات بعد استراتيجي بأنها تقفز عن الحواجز والتحصينات وتصل قلب المستوطنات لتزعج المستوطنين وتقول لهم: لا أمان لكم على أرضنا. فكانت هذه سلاحا استراتيجيا رغم بساطتها وبدائيتها، ولكن هذا السلاح كان قادرا على إحداث الرعب والزعزعة لكيان المستوطنين داخل المستوطنات، مما أزعج الكيان الصهيوني وجعله يطالب بوقف هذه العمليات. من هنا يمكن القول أن إبداعات شعبنا لا تنتهي وأن شعبنا مصمم على المقاومة ما دام الاحتلال قائما، وسوف تبتكر عقلية المقاومة إبداعات تفوق تصور العدو إذا بقي مصرا على استمرار الاحتلال. الفتور لا يعني النهاية كيف أثر الاجتياح على أداء حركة حماس؟ ولماذا شهدت الفترة الأخير فتورا في العمليات؟ المقاومة هي وسيلة الضعيف، وفي الميزان العسكري نحن في موقف ضعف أمام الترسانة العسكرية الإسرائيلية، وأمام القوات والحشود التي تصل إلى 100 ألف جندي مدججين بأقوى أنواع العتاد والسلاح؛ من طائرات أباتشي ودبابات ميركافا ومختلف أنواع السلاح. إذا لا تستطيع المقاومة أن تتصدى وجها لوجه لهذه الآلة الضخمة، ولذلك فإنها تناور، وتكمن لتنقض في الوقت المناسب، فما حدث هو احتلال جديد، ولقد جرب العدو احتلاله للأرض الفلسطينية منذ عام 1967، فماذا كانت النتيجة؟ الإجابة أن رابين قال لجنوده أنه لا يوجد حل عسكري للقضية، وشارون يحاول اليوم أن يفرض حلا عسكريا على المقاومة، في حين فشلت كل الحلول العسكرية الصهيونية للسيطرة على الشعب الفلسطيني والمقاومة. وإن ظهر أن المقاومة اليوم في كمون فلا يعني ذلك أنها انتهت أو غابت، بل تكمن لتنقض في المكان والوقت المناسبين، وما عملية عمانويل، إلا إحدى بوادر الانقضاض التي تمارسها المقاومة من بين الأنقاض، وبالتالي نحن نقول أن المقاومة مستمرة ولا يمكن للاحتلال العسكري أن يقهر إرادة الشعب الفلسطيني في سعيه لنيل الحرية بالمقاومة حتى النصر وزوال الاحتلال بإذن الله. الحجارة وسيلة احتجاج سمعت بعض الأصوات العربية تنادي بالعودة لسلاح الحجارة والتخلي عن العمليات الاستشهادية؟ فما تعليقكم؟ الحجارة وسيلة للاحتجاج، وعندما سال الدم الفلسطيني وحده في السابق لم يكن كافيا لاستعطاف العالمي علينا، بل رفضت أمريكا كل قرارات الأممالمتحدة الرامية لتوفير حماية للشعب الفلسطيني من الاحتلال، لذلك فإن شعبنا أدرك أن الاحتجاج بالحجر غير كاف، فجاءت العمليات التي هي من إبداعات الشبان الفلسطينيين الذين تصدوا للدبابات بالحجر، فهم الذين قالوا سنخترق الكيان الصهيوني بعمليات جريئة ونفجر الكيان من داخله، لماذا؟ لأنهم وجدوا أن الحجر لا تصمد أمام الدبابة، ولا تؤذي العدو، فكانت العمليات الاستشهادية والهجوم على المستوطنات. لذلك نقول أن مقاومتنا بدأت بالحجر وتطورت إلى العمليات الفدائية البطولية داخل الكيان ومستوطناته، وملاحقة جنوده ومستوطنيه، فأولئك الذين يقولون بالعودة للحجر يقولون: ليبقى التفوق في يد الكيان الصهيوني وسيلة ليسيل دمنا. وحتى الذين يقولوا بنظرية أن عطف العالم كاف لإجبار إسرائيلي على الانسحاب، اتضح أنها خاطئة لأننا جربناها، ورأينا أن العطف العالمي لا يزحزح أي جندي إسرائيلي، بل على العكس زاد الاحتلال من بناء مستوطناته في الثمانينات، وزاد من توسعه، ولم يأبه بكل الدعوات التي تنادي بالانسحاب. من هنا فإن الخيار أمام الشعب الفلسطيني الانتفاضة بكل وسائلها، وليس فقط بالحجر، بل كل ما يؤذي الكيان الصهيوني وما يجعله يشعر أنه يدفع ثمن احتلاله. وإذا لم يشعر الاحتلال أنه يدفع ثمن الاحتلال وغطرسته فلن يأبه بمواقف الرأي العام العالمي لأنه قادر على تحويلها لصالحه في أي وقت يشاء بآلة الإعلام الصهيونية العالمية التي تزور الحقائق وتقلب الجاني ضحية والضحية كأنه الجاني. شروط وقف العمليات ما هي شروطكم لوقف العمليات الاسشهادية؟ وهل لا زالت هذه الشروط قائمة بعد اغتيال الشهيد صلاح شحادة؟ أولا شروطنا هي الانسحاب الإسرائيلي الكامل ورفع الحصار ووقف عمليات الاغتيال وهدم البيوت وقتل المدنين والإفراج عن المعتقلين في السجون الإسرائيلية. الشروط.. وللتوضيح أن الحديث لا يدور عن وقف العمليات، بل عن زوال الاحتلال الذي هو المسبب الحقيقي لكل التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، ومن هنا كانت مبادرة الشيخ أحمد ياسين التي تؤكد أولا على ضرورة زوال الاحتلال، وكأنه يقول: إن المقاومة ستقف من تلقاء نفسها إذا انسحب الاحتلال، وإذا أردتم أن يحدث الهدوء فاضغطوا على الاحتلال، هذا هو فحوى المبادرة ومن خلال الأحاديث واللقاءات المتبادلة بيننا وبين الأطراف الوطنية الأخرى، وبتدخل عربي كانت هذه رسالة الشيخ أحمد ياسين ورسالة الحركة لكل أولئك الذين يريدوا أن يبذلوا جهدهم لزوال الاحتلال أن يأخذوا هذه الفرصة فكان موقف الحركة المعلن أن العمليات الاستشهادية يمكن أن يعاد النظر فيها بعد زوال الاحتلال. وهذا أمر طبيعي وليس فيه جديد أو تغيير في موقف الحركة.. ضغط لوقف العمليات جرى الحديث مؤخرا عن وساطة سعودية وعربية مع حماس لوقف العمليات الاستشهادية، فما مدى دقة هذه المعلومات؟ لا شك أن أمريكا تضغط من خلال الضغط الإسرائيلي على العالم العربي كله لوقف العمليات الفدائية، وشهدنا محاولات سابقة عندما تم دعوة رجال الدين لاستنكار هذه العمليات، وفشلت هذه المحاولات عندما تصدى رجال الدين المسلمون المخلصون لها، وقالوا أنها عمليات بطولة يقرها الإسلام، وهي من أرقى أنواع الشهادة والفداء. وعندما فشلت الدعوة من خلال العلماء، يحاولون اليوم الضغط على الأنظمة العربية لتضغط على السلطة الفلسطينية، والمقاومة لوقف مثل هذه العمليات. ونحن نقول لهم: لا داعي لهذا الضغط، إذا أوقف الاحتلال عدوانه على الشعب الفلسطيني وانسحب، وهذا هو السبب الرئيسي للتوتر في المنطقة، فإن الشعب الفلسطيني مستعد للهدنة والتقاط الأنفاس، وإيقاف هذه العمليات في مرحلة هدنة من أجل أن يمارس المجتمع الدولي ضغطا على هذا الكيان للانسحاب الكامل. جهات عربية من هي الجهات العربية التي طالبتكم مباشرة بوقف العمليات؟ كان هناك تواصل غير مباشر مع إخواننا في الخارج ومن خلال السلطة الفلسطينية ومن قبل وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن، وطرحت هذه الدول وقف العمليات الاستشهادية، وكلفوا السلطة بطرح مبادرات من هذا الشأن على الحركة، ونحن قلنا لهم أن لنا شروط هي وقف العدوان على الشعب الفلسطينيين وقصف المدنيين وهدم بيوتهم والإفراج عن المعتقلين ورفع الحصار. الهدنة لوقف النزيف هل توضح لنا موضوع الهدنة التي تطرحونها؟ الشعب الفلسطيني الذي شرد من أرضه الحق في استعادة كامل أرضه، وعندما لا تستطيع القوى الفلسطينية في ظل موازين القوى الظالمة التي ليست بيد الفلسطينيين أن تحرر وتعيد الشعب الفلسطيني إلى أرضه، سيبقى هذا الشعب متمسكا بكل حقوقه، وتكون الهدنة وسيلة لهذا الجيل ليحقق ويوقف نزيف الدم، ولذلك فإن الإسلام أباح الهدنة ليوقف نزيف الدم في اللحظة التي تكون فيها القوى غير متكافئة. نقول إن حماس عرضت الهدنة على الكيان الصهيوني منذ عام 1997م عندما خرج الشيخ أحمد ياسين من السجن ونادى وطالب الاحتلال بالانسحاب حتى حدود 67، وتأمين حق العودة للشعب الفلسطيني، وضمان قيام دولة فلسطينية على حدود67، عندئذ نحن مستعدون لأن نعطي هدنة لهذا الكيان الغاصب. الهدنة لا تعني الاعتراف هل تعني الهدنة الاعتراف بإسرائيل؟ عندما نتحدث عن هدنة نتحدث عن أمر واقع، وبالتالي نتعامل مع أمر واقع، والحقيقة التي لا يمكن إغفالها أن الشعب الفلسطيني الذي يعاني منه أكثر من 5 ملايين فلسطيني في الشتات لا يمكن أن يعترف بحق الكيان الغاصب في أرضه، وبالتالي عندما يتمكن من استعادة أرضه فإن الأمر يختلف حينها. والاعتراف فهو غير وارد في مبادرة الهدنة، وإنما التعامل مع المعطيات على أرض الواقع دون اعتراف حتى يستعيد الشعب الفلسطيني كافة حقوقه. اقتحام قطاع غزة وارد لو رجعنا قليلا إلى الوضع الميداني، هل تتوقعون اقتحام قطاع غزة؟ التهديد باقتحام غزة قائم، والاحتلال عندما واجه ملحمة جنين وبطولة جنين، ووجد أن الشعب الفلسطيني في غزة مصمم على التصدي ويستعد بكل ما أوتي من قوة للمواجهة تراجعت التهديدات ولكنها بقيت قائمة. وهذا عدو ماكر لا يؤمن جانبه، وفي اللحظة التي يرى أن خسائره في أي لحظة ستكون قليلة فإنه سيقدم على مثل هذه الحماقات، ومن هنا نقول أن على شعبنا أن يبقى متيقظا لمثل هذه التهديدات، وألا يركن إلى أية ادعاءات تقول أن الجيش لا ينوي الدخول لغزة، نقول أن ذلك نوع من التخدير لا يمكن الركون إليه. العلاقة مع السلطة كيف تصف علاقتكم بالسلطة؟ الحقيقة أن العلاقة مرت بأكثر من مرحلة خلال هذه الانتفاضة، الأولى كانت مرحلة تقارب ووقف الجميع في خندق المواجهة مع العدو، وعندما حوصر الرئيس عرفات في رام الله بدأت المحاولات الدولية لوضع شرخ بين السلطة والمقاومة بأن تغريها بطلب الهدنة والهدوء مقابل رفع الحصار عن الرئيس عرفات، هذا أحدث بداية تناقض داخلي، والشعب الفلسطيني بوعيه يدرك أن هذا التناقض يجب ألا يرقى لحد النزاع الداخلي، ونحن في كل مرحلة من مراحل الكفاح والمقاومة نحاول أن نجد صيغ تفاهم وتنفيس الاحتقان الداخلي من أجل أن يبقى صراعنا موجه في وجهة واحدة ضد الكيان الصهيوني. هل لكم معتقلون لدى السلطة؟ لا يوجد معتقلون. سجن أريحا كان خطأ وما رأيكم في اعتقال قتلة الوزير الإسرائيلي رحبعام زيفي في سجن فلسطيني بحراسة أمريكية وبريطانية؟ كانت هذه من الأخطاء خلال التجربة الفلسطينية، ويتعلم منها الشعب الفلسطيني الدروس حتى يتلافاها في محطات أخرى، وتم فعلا تلافي ذلك في محطات أخرى بفضل وعي الشعب الفلسطيني وقواه السياسية بضرورة التفاهم الفلسطيني الداخلي، وعدم تحويل الصراع من صراع مع الكيان الصهيوني إلى صراع فلسطيني فلسطيني. الإصلاحات مطلب إسرائيلي وما تعليق حماس على ما أطلق عليه "إصلاحات" في السلطة الفلسطينية؟ التغييرات لم تأت لتعبر عن حاجة الشعب الفلسطيني إلى الإصلاح، بل لتتوافق مع الطلبات الإسرائيلية المقدمة من قبل الأمريكان، لأن هذا الإصلاح إسرائيلي في ثوب أمريكي بتنفيذ فلسطيني لأهداف أمنية وليست سياسية. ولا يمكن أن يحدث إصلاح فلسطين من خلال الإملاءات والشروط الأمريكية، بل يجب أن ينبع من الشارع الفلسطينية نفسه وحاجته للإصلاح، ويجب أن يكون الإصلاح جذريا وقائما على الاختيار الحر، ودستور واضح، وعمل مؤسسي يحترم رأي الجميع، وتكون فيه القيادة جماعية دون انفراد أو تسلط من جهة على القرار الفلسطيني. تغيير عرفات مؤامرة وكيف تنظر حماس إلى المناداة الأمريكية بتغيير عرفات؟ الحقيقة هذه مؤامرة جديدة على الشعب الفلسطيني، وضغط من نوع آخر، والقصد من هذا الضغط هو شل القيادة عن دورها في المقاومة، وإيجاد انقسام فلسطيني داخلي بين القوى، وإيجاد صراعات على السلطة داخل المجتمع الفلسطيني، وهذه مطبات ومصائد للشعب الفلسطيني علينا أن نحذر منها جميعا، ونعلم أن أمريكا تضع هذا الشرط لأجل الإصلاح بل لتقول أننا طلبنا الإصلاح وإزالة السلطة وعرفات فلم يقم الشعب الفلسطيني بذلك، وبالتالي عدم إعطاء الشعب الفلسطيني دولة فلسطينية، وذلك أيضا شرط تعجيزي وليس رغبة أمريكية إزالة عرفات أو إزالة غيره إنما لها هدف خبيث هو الفرقة والانقسام في الشارع الفلسطيني، وإعفاء نفسها من التزاماتها بالضغط على الكيان الصهيوني بالانسحاب. وأيضا أقول هناك بعد آخر هو أن أمريكا وهي تحاول أن ترتب أوراق المنطقة لصالحها تحاول أن تضع هذا السقف، وتمرر من تحته كل ما تريد تمريره بلعبة سياسية ماكرة، نحن متنبهون لها ولن تمر عن شاء الله ، والشعب الفلسطيني سيحبط كل هذه المشاريع ولن يكون إلا من يختاره الشعب الفلسطيني. توريط الأردن مصر ذكرت وسائل الإعلام أن عناصر من الشرطة الأردنية ستدرب الشرطة الفلسطينية في الضفة، وعناصر من الشرطة المصرية ستدرب الشرطة الفلسطينية في غزة، كيف تنظرون إلى هذه التطورات؟ هذه خطة أمريكية جديدة لترتيب المنطقة وتوريط مصر والأردن في مواجهة المقاومة، ونحن نقول لإخواننا المصريين والأردنيين أن المقاومة مستمرة، وأن الشعب المصري الذي حمى القضية الفلسطينية عقودا طويلة من الزمان لن يكون حارسا للكيان الصهيوني، ولا شرطيا له، وعلى الاخوة في مصر والأردن فهم هذه المعادلة وعدم الوقوع في الفخ. نحن تربطنا بمصر والأردن علاقات جيدة وتنسيق عال، نحن كشعب فلسطيني مع الشعب العربي كله وعلى رأسه الشعب المصري والشعب الأردني. ونقول لإخواننا في مصر والأردن إن أي انخراط في ترتيبات أمنية سيكون دمار على القضية الفلسطينية والمقاومة؛ الأمر الذي لا تقبل به مصر والأردن ولا شعبيهما، ونحن سنرفض أية محاولة للتصدي للانتفاضة وستستمر الانتفاضة حتى زوال الاحتلال. وعندما يزول الاحتلال نرحب بأي استشارات أردنية ومصرية، أما في ظل الاحتلال فإن المقاومة لن تتوقف ومطلوب دعم هذه المقاومة عربيا. اجتماع تعارف عقد مؤخرا اجتماع بين ممثلي حماس في غزة ووزير الداخلية الفلسطيني الجديد عبد الرزاق اليحيى، ماذا جرى في هذا الاجتماع؟ كان لقاء أوليا تعارفيا من قبيل العلاقات العامة، ولم تكن هناك أية قضايا مطروحة للنقاش، وسمعنا منه كيف يفكر، وما هي خططه في الإصلاح ولم يكن اللقاء أكثر من ذلك. كيف وجدتموه؟ نحن لا نحاسب الأقوال لأنها سهلة وميسورة، وإنما نحاسب الأفعال ونحن سنحكم عل الرجل عندما نرى الإصلاحات الحقيقية على أرض الواقع، ودعونا له بالتوفيق في إصلاحاته التي تعزز الوحدة الوطنية وتقوي الصف الفلسطيني وتطهر الفساد. ولكن نسب إليه شجبه للعمليات الاستشهادية التي تقومون بها؟ نحن نعرف الظروف الرانة الدولية التي تقع فيها السلطة، وأي مفاوض يمكن أن يلتقي الإسرائيليين لا يستطيع إلا أن يقدم بين يدي لقاءاته مع الأمريكان والإسرائيليين مثل هذه الجمل، ولكن في حقيقة الأمر نحن نستطيع أن نتعرف على ذلك من خلال الواقع، فإذا واجه الانتفاضة والمقاومة يكون قد حكم على مشروعه بالفشل. الأولوية للمقاومة أعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عزمه إجراء انتخابات بلدية وتشريعية ورئاسية، ما موقفكم من هذا الإعلان؟ الحقيقية أننا قلنا بأن الحل الإصلاحي يبدأ من الانتخابات لبرلمان فلسطيني يمثل الفلسطينيين في الداخل والشتات، ويكون هذا البرلمان هو المرجعية العليا للشعب الفلسطيني، ويقوم عليه برنامج تحرر وطني مشترك تشارك فيه كل القوى، وتنتخب قياداته ومرجعياته السياسية طبقا لذلك، بغير هذه البداية كل الحلول ستكون ترقيعية. وإذا جرت انتخابات نزيهة فهل ستخوضها حماس؟ من السابق لأوانه الحكم على أنه ستكون هناك انتخابات؛ لأن المؤشرات تقول أن الواقع لا يسمح بالانتخابات، ولذا فإننا لا نشغل أنفسنا في ملهاة الانتخابات ودبابات العدو وجنود الاحتلال تربض على أرضنا وتحاصر مدننا وقرانا. نحن نقول الأولوية في هذه المرحلة لمقاومة الاحتلال، وفي اللحظة التي يتم فيها تقرير الشعب الفلسطيني بالانتخابات سنقرر في الوقت المناسب إن شاء الله. طرق التعامل مع العملاء يعاني المجتمع الفلسطيني كثيرا من ظاهرة العملاء، ماذا فعلت حماس للحد من هذه الظاهرة؟ هذه الظاهرة تنخر في الشعب الفلسطيني منذ وطأت أقدام الاحتلال الأرض الفلسطينية، وتعامل معها الشعب الفلسطيني بأكثر من طريقة، ونحن نقول أن ظاهرة العملاء بحاجة إلى جناحين للمعالجة: جناح فلسطيني داخلي يحاول أن يحل المشاكل التي تؤدي إلى مثل هذه الظاهرة. وجناح آخر هو ملاحقة العملاء وتطهير المجتمع منهم. وبالتالي نستطيع أن نطوق المشكلة ونحلها، ولما تكاسلت وتراخت السلطة عن هذا الدور استشرى دور العملاء في داخل المجتمع الفلسطيني حتى أصبحنا في ظل هذه الانتفاضة نعاني كثيرا من العملاء. ومن هنا فإن الشعب الفلسطيني الآن متيقظ ولديه العلاج لهذه الظاهرة باستئصال شأفة العملاء من ناحية، ومنع أسباب الظاهرة من ناحية أخرى، وعلاج من تورطوا فيها بالإصلاح. هذه نقاط مهمة نأمل أن يمارسها المجتمع الفلسطيني بشكل جماعي ومن خلال الأطر الرسمية، وليس من خلال الفصائل، لأنه لوترك لها الأمر فإن هذا سيؤدي إلى فوضى داخلية. أمريكا تورط إسرائيل هل تحاربكم إسرائيل نيابة عن الولاياتالمتحدة؟ الحقيقة أن هذه الحرب لا تقوم بها إسرائيل نيابة عن أمريكا، بل أمريكا تورط إسرائيل فيها حماية لمصالحها. كما أن الصهيونية أيضا لها مصالح أكبر من المصالح الأمريكية، وهذا أمر نفهمه نحن أبناء الشعب الفلسطيني، ونفهم أن الصهيونية تريد أن تركب على حصان ودبابات وطائرات أمريكيا للوصول إلى أهداف الصهيونية بإقامة دولة صهيونية من النيل إلى الفرات. ودولة الاحتلال تحاول بذلك أن تقنع الإدارة الأمريكية بأن ذلك يخدم المصالح الأمريكية، فلماذا لا تقف أمريكا معهم؟! هذا الحلف الشيطاني التآمري القائم على المصالح المتبادلة لا يعني أن نخرج من إطار المقاومة داخل فلسطين إلى خارجها، بل نقول أن من عوامل النصر بإذن الله التركيز على المقاومة داخل فلسطين لأن المقاومة تتشتت لو خرجت خارج فلسطين. نريد ضغطا على الحكومات كيف تنظرون إلى دور الشعوب العربية تجاه فلسطين؟ نحن ممتنون لكافة من دعموا الشعب الفلسطيني ماديا ومعنويا، ونحن لم نلحظ أي قصور من أي جمهور عربي، ولقد كان الجمهور المغربي على رأس الجماهير العربية التي وقفت معنا في هذه الانتفاضة رغم بعد المسافات إلا أن العلاقات العربية والإسلامية والروابط الأخوية التي تربط بين شعبينا تظل عنصرا أساسيا، وقد عبر الاخوة المغاربة في كثير من مسيراتهم الشعبية عن الصدق والإخلاص والمشاعر الحقيقية تجاه القضية الفلسطينية. ولكن هذا البعد العربي الجماهيري عليه أن يستمر في الضغط على الحكومات حتى يكون دورها إيجابي، وأن تتحول من التعبير عن الذات إلى فعل يدعم المقاومة ويحميها، ويعزز صمود الشعب الفلسطيني سواء كانت بالتبرعات المادية أو المواقف السياسية أو المواقف الإعلامية التي تحافظ على استمرار المقاومة. محاربة المقاومة بأيد عربية شهدنا مؤخرا اتصالات بين أجهزة المخابرات العربية والكيان الصهيوني، كيف تنظرون إلى هذه الاتصالات؟ نحن مع كل تنسيق عربي ليكون في صالح الانتفاضة، ولكن للأسف فإن أمريكا لا تنوي للشعب الفلسطيني خيرا، ومن هنا فإني أنبه كل الأجهزة المخابراتية العربية التي تشارك في هذه الاجتماعات لأن تحذر أن تقع في الفخ الذي تنصبه أمريكا وهو أن تكون دور شرطي حراسة لإسرائيل في المنطقة، وتحارب الانتفاضة بأيدي عربية. نحن نحذر من أن تحارب الانتفاضة من خلال أيدي عربية. لا علاقة لنا بالقاعدة توجه وسائل الإعلام الإسرائيلية بين الحين والآخر اتهامات لحماس بالاتصال بتنظيم القاعدة وابن لادن، فما تعلقكم؟ دعني أقول أن حركة حماس منذ بدايتها أكدت على أنها حركة فلسطينية ذات طابع فلسطيني وإسلامي، وهي معنية بتحرير الأرض الفلسطينية، ومن هنا كانت ترحب بكل دعم وتأييد عربي ودولي وإسلامي لها في هذا الاتجاه. وأسامة بن لادن أخذ صفة المجاهدين من خلال جهاده في أفغانستان وقيادته للحرب ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان، ولا تربط حركة حماس به أية روابط؛ لا على المستوى الشخصي ولا على مستوى تنظيم القاعدة، فلا يوجد بين تنظيم القاعدة وحماس أية علاقات، ونحن لم نتدخل في الشأن الأفغاني إطلاقا بعد تحرير أفغانستان، كما لا نقبل أن يتدخل أحد في شؤوننا؛ فهذه السياسة نسير عليها بانضباط إن شاء الله تعالى. أما عن الخلاف حول وجهة نظر ابن لادن من الغزو الأمريكي وعلاقته بأمريكا، فهذه قضية لا نتدخل فيها، وقلنا أن الهجوم على الأبراج في نيويورك كان إرهابا، وقتلا للأبرياء وأدنا هذه العمليات سواء كانت صادرة عن بن لادن أو أية جهة أخرى. نحن لم ندقق من هي الجهة التي تقف وراء تدمير الأبراج الأميركية، بل أدنا هذه العملية من خلال التصريحات التي أعلنتها الحركة منذ البداية، وقلنا أن الإسلام لا يقبل قتل المدنين الأبرياء. حزب الله يدعم القضية ادعت قوات الاحتلال أنها اعتقلت عنصرا من حماس كان على علاقة مع حزب الله، فماذا تقول حماس؟ هذه ألاعيب مخابراتية، وحماس مستقلة فلسطينيا، ولكنها منفتحة على العالم وترحب بأي دعم لهذه القضية العادلة، وحزب الله أحد القوى الداعمة للقضية الفلسطينية وتربطنا به علاقات قوية من خلال دعمه للقضية الفلسطينية، ولكن لا يوجد بين عملنا على ميدان المقاومة أي ارتباط عملياتي تنظيم خارج فلسطين. تحشد الولاياتالمتحدة قواتها لضرب العراق، كيف تنظر حماس لهذه التطورات؟ هذه الصورة حقيقة تحدي كبير ليس فقط لعراق بل للأمة العربية والإسلامية، ولقد أعلن بوش أن حربه ضد الإرهاب حرب ضد الإسلام وأنها "حملة صليبية"، فيجب أن نفهم المعادلة من هذا الجانب. وقوى الشر الصليبية تتجمع بتحالف صهيوني أمريكي اليوم للانقضاض على العالم العربية الإسلامي من خلال قضية العراق والقضية الفلسطينية. ونحن نقول بأن الأطماع الأميركية في المنطقة هي أطماع استعمارية ذات بعد صليبي. وهي حملة صليبية جديدة تريد أن تسيطر على العالم العربي والإسلامي وتنهب ثرواته وتمنع تقدمه وتدعه متخلفا إلى قرون قادمة. كما تهدف إلى إعاقة تقدمه ونهضته وتحرره، ومن هنا فإن التهديدات الأمريكية للعراق هي تهديدات لكل الأنظمة العربية والإسلامية في المنطقة لبسط سيطرة استعمارية جديدة على الأرض. والطرف الآخر لهذه الحرب هو الوجود الصهيوني في أرض فلسطين، وهي بتهديدها للعراق ودعمها للكيان الصهيوني أوضحت تماما عن نواياها الشريرة ضد العالم العربي والإسلامي. ألم وتفاؤل كيف تنظرون إلى المستقبل القريب والبعيد فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والشرق الأوسط؟ المستقبل القريب صعب ومؤلم، ونحن في بداية الطريق لأن الحملة شرسة، ولكن في اللحظة التي يتحلى فيها شعبنا العربي والإسلامي بشكل عام بالصبر ورباطة الجأش ودفع استحقاق المواجهة؛ فإننا في تلك المرحلة سنشهد تغيرا وتحولا لصالح المشروع العربي والإسلامي التحرري النهضوي، لان الاستعمار الذي يخاف على مصالحه ويهتم لخسائره يرى أن ذلك يكلفه فادحا وكثيرا وبالتالي سيعيد حساباته ويرحل ويتلاشى، وسيكون النصر حليف الفئة المؤمنة الثابتة الصابرة التي تعرف كيف تواجه عدوها وتتمسك بقيمها وأخلاقها ومبادئها لتعيد دورها الحضاري من جديد. وأنا متفائل من المستقبل البعيد في ظل هذه الصحوة العربية والإسلامية والانتفاضة المباركة في أرض فلسطين، وفي ظل هذا الوعي الجماهير العربي والإسلامي بأبعاد المؤامرة على مشروعنا العربي والإسلامي وعلى نهضتنا العربية والإسلامية، ولكن بين هذه اللحظة واللحظة المنيرة والمشرقة هناك مرحلة مخاض صعب وصعوبات جمة يجب أن نتحلى خلالها بالصبر والشجاعة لنعبرها بثقة واقتدار وأقل الخسائر إن شاء الله. المؤامرة كبيرة هل من إضافة أو استدراك أو تعليق لما سبق؟ نؤكد أن حركة المقاومة الإسلامية حماس وهي تتصدى للمشروع الصهيوني في فلسطين، هي جزء من مشروع عربي إسلامي للتصدي للأطماع الغربية الاستعمارية في عالمنا العربي والإسلامية؛ وبالتالي على أمتنا العربية أن تدرك أن حجم المؤامرة أكبر من قدرة الشعب الفلسطيني، وعليها أن تلتف حول مشروع عربي موحد وتضع استراتيجية عربية موحدة لرد هذا العدو، وعدم النظرة الجزئية إلى الوضع وكأنه فقط على أرض فلسطين. إن الأطماع أبعد من فلسطين وإذا انهارت المقاومة في فلسطين فإن جدار المقاومة العربية ستنهار.. اليوم فلسطيني وغدا مصر ثم تتجه غربا وشرقا حتى تحقق الصهيونية لا سمح الله أحلامها بقيام دولتها الكبرى. إن فلسطين ليست للفلسطينيين بل للعرب والمسلمين. فلسطين-عوض الرجوب