أربع سنوات من المقاومة غلبت عشر سنوات من المفاوضات" بهذه العبارة التي علقها كوادر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في شوارع غزة، وبأداء صلاة الشكر والقنوت لله عز وجل شكراً، بدأت حركة حماس احتفالاتها باندحار الاحتلال الصهيوني عن قطاع غزة". حركة حماس بدأت احتفالاتها منتصف الليلة الماضية في كل مساجد القطاع، حيث أحيت الليلة بركعتين شكر لله عز وجل على هذا النصر، فيما صدحت المساجد بالتكبير والتهليل وترديد عبارات النصر المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل: "الله أكبر.. الله أكبر.. نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده"، فيما انطلق عشرات الشبان من أنصارها وكوادرها بتعليق الرايات الخضراء وشعارات حماس ولافتات تؤكد على أن الهروب الصهيوني من قطاع غزة هو ثمرة للمقاومة والصمود الشعبي. وألقى الناطق باسم حركة حماس مشير المصري كلمة مركزية للحركة في المسجد العمري الكبير بمدينة غزة وسط حشد من المواطنين، أكد فيها أن هذا النصر يأتي من الله سبحانه وتعالى، وأن هذه الليلة سيظل الفلسطينيون يذكرونها طوال السنوات القادمة، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني يتذكر في هذه الليلة الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن، وعلى رأسهم الإمام الشهيد الشيخ أحمد ياسين، والدكتور القائد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي والقادة الشهداء إبراهيم المقادمة والمهندس إسماعيل أبو شنب والشيخ صلاح شحادة، وأبو علي مصطفى، وفتحي الشقاقي، وجهاد العمارين، تالياً قوله تعالى: "واذكروا إذ كنتم قليل مستضعفون تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره". وأكد المصري أن الاحتلال يخرج وخيار المقاومة ينتصر ويصبح خيارا استراتيجيا بعدما أثبت نجاحه وفشل خيار التسوية والمفاوضات والتنسيق الأمني، معتبرا أن هذا الانسحاب هو نصر للشعب الفلسطيني بأكمله، ومحطة في طريق الانتصار الشامل، ويستحضر فيه المسلمون عظمة الله عز وجل. وشدد على أن الاستشهاديين والمقاومين وصواريخ القسام وصواريخ "البنا" و"الياسين" والعمليات الجهادية هي التي أخرجت العدو الصهيوني من قطاع غزة، ولقنت العدو دروساً لا ينساه، ليفر من غزة صاغراً، كخطوة على طريق تحرير باقي الأرض الفلسطينية، مؤكداً أن سلاح المقاومة سيبقى حتى زوال الاحتلال عن كامل التراب الفلسطيني، وقال: "لا يحلم أحد أن تلقي حماس أو المقاومة سلاحها طالما هناك شبر من أرض فلسطين تحت الاحتلال، إذ ستبقى راية الجهاد يرفعها أبناء حماس وكافة فصائل المقاومة". وأشار إلى أن "هذه الليلة التي يحي فيها الشعب الفلسطيني بدء الانتصار، تقضي على ثقافة الانهزام والانبطاح التي يحاولون زرعها في هذه الأمة، مشدداً على أن حماس ستواصل حمل خيار المقاومة، وترى في الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة أول خطوة في خروجهم من القدس، فهم يفرون من أمام ضربات المجاهدين فيما يقف المسلمون متذللين لله عز وجل". وأم الشيخ وائل الزرد مئات الفلسطينيين الذين لبوا دعوة حماس بأداء صلاة الشكر في مختلف مساجد القطاع، ورفع المشاركون في الصلاة أياديهم بالدعاء لله شكرا على نصر المقاومة في غزة، متمنين أن تتكرر في القدس والضفة الغربية وبقية الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. كما هتف المصلون داخل المسجد العمري بغزة لحركة حماس وانتصار المقاومة، ورددوا شعارات التكبير والتهليل، وحرص المشاركون على التذكير بالقدس، والمخاطر التي تهدد المسجد الأقصى، واستمرت الصلاة حتى الواحدة فجراً.