اعتقلت مصالح الأمن المغربية يوم الإثنين الأخير تسعة أفراد ينتمون إلى شبكة إجرامية نفذت عدة جرائم في حق عدد من المواطنين بعدة مدن مغربية، الناضور، البيضاء، آسفي... فيما يجري البحث عن أفراد آخرين يفترض أنهم شركاء في هذه الأعمال الإجرامية. وقد تناقلت بعض الجهات الإعلامية ذات الميولات اليسارية والعلمانية التي اعتادت الخوض في الماء العكر، خصوصا بعد اعتقال خلية جبل طارق في ماي الماضي والتي لا تزال التحقيقات جارية مع أعضائها قبل جلاء الحقائق، تناقلت هذه الجهات الإعلامية قبل أسبوع أنباء عن اعتقال بعض هؤلاء الأفراد الذين ما زالت هويتهم غير معروفة، وتعمدت الخلط والالتباس للإيحاء علانية بوجود علاقة بين هؤلاء المعتقلين وبين الحركة الإسلامية والجماعات الدعوية عموما، مما خلق نوعا من التشويش الإعلامي وخلط الأمور على الرأي العام المغربي. وذكر بلاغ لوزارة الداخلية يوم أمس الأربعاء أن مصالح الأمن تدخلت في حي دومة بشارع سيدي مومن بالدار البيضاء لاعتقال مجموعة من الأفراد يكونون شبكة إجرامية، بعد أن تلقت معلومات تفيد بمكان وجود هذه المجموعة برئاسة المدعو دمير محمد المبحوث عنه، وتم القبض على أفراد العصابة والبالغ عددهم ثلاثة رفقة ثلاث نساء، وقال البلاغ أن البحث والتحريات مع العصابة المذكورة قادت إلى استجلاء وحل عدد من الخبايا كتكوين عصابة إجرامية والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وتشويه جثت وإخفائها ومحاولة القتل واستعمال السلاح الناري وحيازته وقنينات غازية مسيلة للدموع وتعدد السرقات الموصوفة والاختطاف والاحتجاز والضرب والجرح والتزوير وانتحال هوية وانتحال صفة الشرطة، وذكر بلاغ وزارة الداخلية أن هذه المجموعة الإجرامية تنتمي إلى تنظيم "السلفية الجهادية" التي يتزعمها المدعو يوسف فكري. وقد اتصلت "التجديد" بالشيخ عبد الوهاب محمد رقيقي أحد الخطباء بمدينة فاس الذي نشرت إحدى الصحف اليومية الفرنكوفونية صورته إلى جانب خبر اعتقال المجموعة المذكورة، وقال الشيخ عبد الوهاب المعروف بلقب أبي حفص: "نحن لا نصدق مثل هذه الأنباء، ولم نعد نثق فيها منذ ظهور قضية خلية القاعدة في جبل طارق، إذ أصبح معتادا تلفيق الاتهامات واختلاق القضايا من طرف سلطات الأمن"، وأضاف أبو حفص الذي اعتقل في ماي المنصرم وحكم عليه بستة أشهر حبسا قضى منها قرابة شهرين ثم أفرج عنه: "حتى لو كانت هذه الأنباء حقيقية فنحن لا علاقة لنا بالملف، لأننا جماعة دعوة وعلم ولا جماعة قتال، ولا علاقة لنا بهذه المتاهات". وردا على الاعترافات التي أدلى بها أفراد المجموعة المعتقلة حسب ما ورد في الصحافة الوطنية قال الشيخ رقيقي: "إذا كانت الاعترافات التي أدلى بها هؤلاء حقيقية فهذا معروف عنهم، أما نحن فإن دعوتنا ترتكز على دعوة الناس إلى الاندماج في المجتمع، ونحن ضد تكفير الناس"، وكانت الصحف المغربية قد ذكرت سابقا أن المعتقلين ينتمون إلى جماعة التكفير والهجرة، قبل خروج بلاغ وزارة الداخلية الذي قال بأنهم تابعون ل "السلفية الجهادية". وعن تفسيره للحملة الصحافية ضد الجماعات السلفية قال الشيخ أبو حفص: "هناك عدة مصالح من وراء تضخيم هذه القضية". وارجع ذلك إلى اقتراب موعد الانتخابات ومحاولة هذه الصحف تهويل الأمور لضرب التيار الإسلامي بجميع تصوراته، واستبعد الشيخ رقيقي أن لا يكون هناك نوع من التنسيق أو تكامل الأدوار بين بعض الصحف الفرانكوفونية والسلطات الأمنية من أجل استهداف الإسلاميين والدعاة. وفي بيان وقعه وتوصلت "التجديد" بنسخة منه، تعقيبا على ما نشرته يومية (أوجوردويه لوماروك) عن المدعو يوسف فكري وذكرت أنه ينتمي للسلفية الجهادية، قال الشيخ أبو حفص أن الموضوع لا يهمه من قريب أو بعيد. وقد بينا مرارا وتكرارا أن حركتنا حركة علمية وليست فصيلا سياسيا أو جماعة منظمة، وبينا أن السلفية الجهادية إسم لقيط تريد به بعض الجهات التحريض على علماء السنة بهذه البلاد للنيل منهم". وأضاف البيان "وقد علم من منهجنا والله الحمد الذي هو منهج السلف ومنه علماء الأمة وعلماء المغرب قديما وحديثا أننا نقول بعصمة دماء المسلمين وأموالهم، ونحث المسلمين على تعظيم النفس المسلمة"، وأضاف: "نحارب الفكر الإرجائي المائع المنحرف، ونعتبر أن دين عموم الناس في هذا البلد الإسلام ما لم يثبت العكس، وبالتالي فدماؤهم معصومة وأموالهم مصانة، ونصلى في مساجدهم، ونأكل من ذبائحهم، ولهم ما لنا وعليهم ما علينا"، وقال البيان أن الصحف التي حاولت الخوض في هذا الموضوع من منطلق التحريض والإثارة" عرفت بعدائها للإسلام، وتوجهها العلماني الصرف "، وأعلن الشيخ أبو حفص تبرأه من لقب السلفية الجهادية، وقال إن حشر صورته في مقال اليومية المذكورة الهدف منه التحريض عليه أو الإيحاء بوجود علاقة له بالمجموع المعتقلة. وختم بيانه بالقول:" وأخيرا فهذه حملة خبيثة تحركها عدة جهات من أجل تشويه علماء السنة عند البلد حتى لا ينهضوا بمحاربة المد التغريبي الذي اكتسح البلاد". ادريس الكنبوري