تمكنت فرقة الشرطة القضائية بالحي المحمدي عين السبع من إيقاف عصابة إجرامية محكمة التنظيم يتألف أفرادها من ثمانية أشخاص متهمين بارتكاب جرائم السرقة الموصوفة، وقد أخضعتهم للبحث، حيث أحيلوا على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء. ففي إطار التغطية الأمنية الشاملة لقطاع المنطقة الأمنية للحي المحمدي عين السبع والتي تباشرها فرقة الشرطة القضائية المحلية، سعيا منها للحد من ظاهرة الإجرام بمختلف أنواعه، وبعد تلقيها سيلا من الشكايات، تتمحور حول نشاط عصابة إجرامية محكمة التنظيم تسطو على الشركات والوحدات الصناعية وممتلكات شركة اتصالات المغرب، وأخرى تخص مصلحة ليديك الخاصة بتوزيع الماء والكهرباء وخط السكك الحديدية. ولكون التحريات والمعاينات كانت قد أبانت على أن أفراد العصابة الإجرامية، قد سلكوا نهجا جديدا وغير مسبوق ينم على احترافيتهم، وحنكة تخطيطهم، حيث يستهدفون ليلا شركات ووحدات صناعية، ويعمدون إلى استعمال الكسر والتسلق، فيعمل البعض منهم على ولوج مقر الوحدة الصناعية أو الشركة، فيما يتولى الباقي القيام بدور الحراسة، للحيلولة دون الوقوع في أيدي عناصر الأمن وتكون الحصيلة منتوج تلك الوحدات. وتسخر العصابة لذلك ناقلات ذات محرك، تتجلى في سيارات خصوصية وسيارات نقل البضائع وأحيانا شاحنات الشيء الذي خلف ردود فعل سيئة الأثر، واستياء في نفوس أرباب الشركات ورؤوس الأموال. وأمام هذا الوضع فقد تم التقيد بخطة مدروسة، وجند لهذه الغاية فريق ميداني كلف بالتوجه إلى الأسواق المحلية والأسبوعية المجاورة لهذه المدينة للوقوف على عينات السلع المختلسة والجهات المستقبلة لها، وتم تسخير فريق ميداني آخر كلف بالبحث والتحري عن أفراد العصابة. وخلصت هذه التحريات إلى أن جل أفراد العصابة هم من ذوي السوابق القضائية، وموضوع بحث على الصعيد الوطني من قبل هذه المصلحة ومصالح أمنية أخرى، وتأكد بالملموس أن الرأس المدبر للشبكة المذكورة، وعمودها الفقري هو (ع.ز) المعروف في أوساط ذوي السوابق ب«ولد عين البرجة» حيث توجهت الأبحاث والتحريات صوب هذا الأخير الذي ظل مثار جدل كبير لدى المصالح الأمنية، ليضبط «بجوطية» الحي المحمدي المتاخمة لمستشفى محمد الخامس، على متن سيارة «رونو 26» الذي كان يحمل عليها جملة من الأدوات التي يسخرها لعمليات السطو متحصلة من السرقات صحبة اثنين من الجناة (أ.ر أ) المعروف بالشلح و(م.ر) المعروف بلقب المزابي. وتأكد بما لا يدع مجالا للشك أن المعنيين بالأمر يشكلون عصابة إجرامية خطيرة ظلت تهيئ لتنفيذ أعمالها بكل دقة وأن (ع.ز) هو موضوع بحث دقيق ومعمق، لإضفاء الحقيقة برمتها على ما نسب إليه من جرائم خطيرة تتجلى في تكوينه لعصابات إجرامية متعددة وقيادتها وتسييرها وتوجيهها وفق خططه وأهوائه. وإقدام العصابة على اقتراف جرائم لسرقات موصوفة بجنايات سبق لهذه المصلحة أن عاينتها وأوقفت البعض من مرتكبيها، وظل (ع.ز) في حالة فرار متخذا احتياطات استثنائية وحذر مسبوق الشيء الذي جعل أمر الكشف عنه صعبا. وتبعا لتصريحات جميع الجناة سواء الذين سبق تقديمهم إلى النيابة العامة، أو الموقوفين معه، أو حتى زعيم العصابة فإن تسييره لهؤلاء الجناة واتفاقه معهم ظل يشكل خطرا كبيرا، ويزيد من مدى وكثافة وكثرة النشاط الإجرامي الذي جند له مجموعة من اللصوص الذين ظلوا ينفذون أعمال السرقة بطرق ماكرة إلى أن تم القبض عليهم وإحالتهم على القضاء.