مرت 18 سنة على تأسيس حركة التوحيد والإصلاح، التي كانت ثمرة وحدة بين حركتين، وأعتقد أن 18 سنة من عمر حركة التوحيد والإصلاح هي كافية لكي تؤسس لمرحلة جديدة، كما أن 18 سنة من عمر الإنسان هي مدة تؤهله لتحمل المسؤولية، وللمشاركة المسؤولة في الحياة، فكذلك أعتقد أن حركة التوحيد والإصلاح كانت دائما مؤهلة لعدد من المسؤوليات المجتمعية، واليوم أضحت أكثر تأهيلا، وأعتقد أن هنالك تلاحم كبير وتآلف كبير كذلك بين الجيل المؤسس للوحدة، وأبناء الوحدة الذين ولدوا في الوحدة وانتموا وتربوا في أحضان حركة التوحيد والإصلاح، ولم يعرفوا عن الحركتين السابقتين وغيرها من الحركات التي كانت بمثابة البذور الأساسية لحركة التوحيد والإصلاح، وهم حقا يُؤسسون لمرحلة جديدة وقادمة نسأل الله التوفيق، وللحركة لتزداد نضوجا ورسوخا وعطاء، ويجب أن يبرز جيل الشباب أكثر فأكثر في مهامها ومسؤولياتها وفي قيادتها، وأنا سعيدة بالقيادة الجديدة التي تنتمي لجيل الشباب أكثر من جيل المؤسسين ولجيل الشيوخ فأتمنى لهم مزيدا من العطاء ومزيدا من التوفيق. وأعتقد أن أكبر المحاذير التي يجب على الحركة توخيها هي أن لا تنسى رسالتها الأساسية، فالحركة يجب أن تدعم رسالتها التي ضُخت في المهام الأساسية (الدعوة والتربية والتكوين)، وأن تركز على هذه المهام وعلى هذه الوظائف الأساسية. فحركة التوحيد والإصلاح ليست حركة إدارية، لذلك أرجو أن تبتعد أكثر عن اعتبار نفسها بأنها مؤسسة تهتم بالجانب الإداري أكثر، ولكن يجب أن تهتم بالجانب الدعوي أكثر فأكثر، وتلفيا لمحاذير أخرى يجب على الحركة أن تنخرط أكثر فأكثر في قضايا المجتمع، وفي قضايا الأمة، لأنها حركة في خدمة المجتمع، وحركة في خدمة الأمة وقضاياها الكبرى، لذلك عليها أن تبرز هذه المهام، وأن تبتعد أكثر فأكثر عن الخلافات، لأن مساحة القواسم المشتركة هي كبيرة جدا بيننا وبين الفرقاء في المجتمع وفي الأمة، وبالتالي يجب الاشتغال على القواسم المشتركة، وأن تبتعد عن النزاعات الضيقة.