قال عبد الرحيم شيخي الرئيس الجديد لحركة التوحيد والاصلاح إن لحظة انتخابه رئيسا للحركة كانت لحظة مفاجئة وفي الوقت نفسه كبيرة جدا بالنسبة إليه، بالنظر إلى هذه الحركة التي يعرف الجميع قوتها وعمقها وإشعاعها بالداخل والخارج. واعتبر شيخي الذي خلف المهندس محمد الحمداوي على رأس الحركة أن الجموع العامة والأحداث الكبرى في الحركة ليست أحداثا تنظيمية صرفة، يتم فيها فقط المصادقة على الأوراق والانتخاب وتطبيق المساطر فقط، بل تكون محطة تربوية بالأساس تُعرض فيها المشاريع من طرف القيادة التي تحاسب وتناقش وقد يعترض عليها وعلى آرائها واجتهاداتها. وأكد شيخي في الحوار الذي أجرته معه جريدة "التجديد" أن قراءة الحركة للتحولات الجارية في المغرب والعالم العربي تدفع الحركة إلى التعديل في توجهها للمرحلة المقبلة بما يجعل له معالم وأولويات أخرى، وأهمها "التعاون على ترشيد التدين"، ثم "التشارك في ترسيخ قيم الإصلاح". وعن النائبة الثانية لرئيس الحركة التي جاءت خطوة غير مسبوقة، اعتبر شيخي أنه اقترح الأستاذة فاطمة النجار نائبة له لما لها من الكفاءة والقدرة والتجربة والخبرة، فضلا عن أن تصورات الحركة تسمح للمرأة بأن تتولى رئاسة الحركة. وفي أول حوار له بعد انتخابه رئيسا ، اكد شيخي أن الحركة منذ مدة تحرص على التقليص من مجال الاشتغال في الرموز إلى أبعد مدى، مؤكدا أن قيادة الحركة تحتاج إلى نوع من التشبيب وإلى وجوه جديدة تتولى هذه المسؤولية حتى نعطي للحركة نفسا جديدا. - بداية كيف تلقيت خبر انتخابك رئيساً جديدا لحركة التوحيد والإصلاح، وهو الأمر الذي لم يكن متوقعا؟ بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أولا أشكر جريدة "التجديد" الجريدة الوطنية، التي تحاول جهد المستطاع أن ترتقي بمهنة الصحافة وتقدم إعلاما مسؤولا وصادقا. فيما يخص سؤالكم، فقد تلقيت خبر انتخابي رئيساً للحركة بشكل مفاجئ، وقد كانت المفاجأة الأولى لما تم ترشيحي ضمن الخمسة الأوائل وإن كنت في آخر الترتيب، فأنا شخصيا لم أكن أتوقع ذلك، فكيف أتوقع أن أكون رئيساً، ولذلك اقترحني الاخوان ضمن لجنة الإشراف على الانتخابات مع الأخ عبد الله شبابو والأخ سعد لوديي على اعتبار أنني لست من المرشحين الذين ينتظر أن يكونوا من بين الخمسة الأوائل، لكن صعودي بين الخمسة الأوائل، فتح الباب للتداول، وطبعا الكل يعلم أن النتيجة ومن خلال الترشيح الأولي تعزز حظوظ الدكتور أحمد الريسوني يليه الدكتور مولاي عمر بن حماد، على أساس أن الترشيح مكنهم من حصد أصوات كثيرة ومعتبرة، لكن في مرحلة التداول ومن خلال النقاش الذي دام لأكثر من ثلاث ساعات، كان هناك حديث عن اعتبارات متعددة أفضت في النهاية إلى أن المصوتين صوتوا في الأول حسب مسطرة انتخاب الرئيس على المرشحين الأوفر حظا للرئاسة، فكان أن جاء إسمي في أول اللائحة يليه اسم الأخ أحمد الريسوني ثم الأخ مولاي عمر بن حماد، ثم الأخ أوس الرمال فالأخ سعد الدين العثماني، ولأن الأمر لم يكن سهلا احتجنا إلى دور ثان لأن أصواتنا في المرتبة الأولى لم تكن متقاربة. وقد ظننت في تلك المرحلة أني ناج من المسؤولية بحكم أن الأصوات التي أعطيت لمولاي عمر بن حماد أصحابها سيمنحونها للدكتور أحمد الريسوني لأن خلفيتهما متقاربة، وقلت في الدور الثاني مازال لي أمل بألا أكون رئيساً. ولذلك عندما أعلنت النتائج كانت بطبيعة الحال بالنسبة إلي مفاجئة فلم أتمكن حينها من توجيه كلمة للإخوان لأنها بالنسبة إلي كانت لحظة كبيرة جداً أن تكون رئيساً لحركة التوحيد والإصلاح، هذه الحركة التي يعرف الجميع قوتها وعمقها وإشعاعها بالداخل والخارج، وطبعا الرؤساء الذين سبقوني هم من عيار ثقيل وكبير في حركة التوحيد والإصلاح وفي الحركة الإسلامية عموما، فأسأل الله تعالى أن يبارك فيهم وأن يوفقهم وإيانا للقيام بهذه المسؤولية على أحسن وجه. - ما تقييمك وانطباعاتك حول الجمع العام الوطني الخامس للحركة والأجواء التي طبعته؟ أنا دائماً أعتقد أن مثل هذه الجموع العامة والأحداث الكبرى في الحركة ليست أحداثا تنظيمية صرفة، يتم فيها فقط المصادقة على الأوراق والانتخاب وتطبيق المساطر التي عادة ما يصفها الإخوان بأنها إدارية وجافة. أعتبر أن تلك الأجواء الديمقراطية هي التنزيل العملي لروح المبادئ التي نؤمن بها، إننا نؤمن جميعا كحركات إسلامية وعدد من التنظيمات الفاعلة في مجال المجتمع المدني بالديمقراطية والشورى وبآليات الانتخاب وتولي المسؤولية، لكننا في الممارسة نجد تباينا كبيرا في الموضوع، نجد تخوفات و محاذير ومراعاة للمشاعر والنفوس، وآنذاك بكثرة التبريرات بسد الذرائع، يحاول البعض تأجيل تطبيق المساطر أو أن يعدل فيها. ولذلك نحن في حركة التوحيد والإصلاح وأنا شخصيا أعتبر محطة الجمع العام محطة تربوية بالأساس، يكون فيها عرض المشاريع من طرف القيادة التي تحاسب وتناقش وقد يعترض عليها وعلى أرائها واجتهاداتها وعلى ما اقترحته وكذلك يكون هناك اقتراح مسؤولين يتداول بشأنهم بعرض سلبياتهم وإيجابياتهم بحضورهم، كما يتم الحديث عن مؤهلاتهم بكل وضوح وصراحة وفي بعض الأحيان بتجاوز، ولكن الحمد لله الأجواء تبقى أخوية وتبقى إيمانية ويغلب فيها الصالح العام ويغلب فيها مصلحة الإسلام والمسلمين، وهذا تحديدا ما عشناه بالجمع العام الوطني الخامس، وكانت أجواء تربوية بالأساس. طبعا لا أنسى كذلك أنه بتيسير من الله تعالى تمكنا من أن تمر الجلسة العامة للجمع العام في أجواء وصفها المراقبون والمتتبعون بالجيدة، وحتى الإخوة الضيوف كانت لهم مشاعر فياضة في هذا المجال ونشكرهم على تلبيتهم للدعوة كما نشكرهم كذلك على كلماتهم وعلى تحفيزهم ودعائهم لنا. إذن فالجمع العام كانت أجواؤه بالنسبة إلي جيدة ودرسا لنا بالداخل وكذلك بالخارج. - اخترت إحدى عشر شخصية قيادية حتى الآن لتتحمل معك عبء المسؤولية التي وصفتها بالصعبة، ما الخيط الناظم بينها، أو مالذي حكم اختيارك لفريق كهذا؟ وما موقع هدف تعزيز التمايز بين قيادات الحزب وقيادات الحركة من خلال الفريق الذي اخترته ودافعت عنه أمام الجمع العام؟ أولا في اختيار فريق العمل وجدت صعوبة، لأنه عندما لا يكون من المنتظر أن تتولى مسؤولية من هذا الحجم فإنك لا تفكر أبدا، لا في الفريق ولا فيمن سيكون نائبا أو غير ذلك. طبعا تكون عندك أفكار وقناعات تحملها معك عبر هذه السنين، لكن أن تفكر في الخلفيات فهذا أمر تتركه إلى أن يقع. فلما وقع هذا الأمر علي تشاورت مع عدد من الإخوان الذين هم من رموز وحكماء هذه الحركة ومن ذوي الخبرة والتجربة والمسؤولية، وكانت لي فكرة أن أجدد ما استطعت، وهذا لا يعني أن الإخوة الذين كانوا في المكتب التنفيذي السابق واستغنيت عنهم ليسوا أكفاء لكنهم من الإخوان الذين قطعوا أشواطا كبيرة في الحركة وأسسوا للعمل الحركي وما يزالون يسهمون وسيبقون كذلك. لكن قيادة الحركة تحتاج إلى نوع من التشبيب وإلى وجوه جديدة تتولى هذه المسؤولية حتى نعطي لهذه الحركة نفسا جديدا وهذه خلفية كانت حاضرة عندي، ولذلك حتى المكتب التنفيذي وهؤلاء الأعضاء نفسهم خلال هذه الولاية كنا نلحق بعض الأعضاء بصورة غير رسمية حتى يتدربوا على هذه المسؤولية ويعيشوا أجواء المكتب التنفيذي ليتمكنوا من تحملها في المستقبل، ولذلك هؤلاء الإخوان والأخوات حاولنا من خلالهم أن نجدد وأن نعطي للقيادة نفسا جديدا، وطبعا حتى على مستوى النيابة كان التفكير دقيقا في الموضوع ولم يكن لدي أي حرج، فأنا الذي اقترحت على الإخوة، أنني أرى الأخت فاطمة النجار مناسبة ومؤهلة لتكون نائبة للرئيس فلها من الكفاءة ولها من القدرة والتجربة والخبرة ما يؤهلها لذلك، فضلا عن أن تصورات الحركة تسمح بأن تتولى رئاسة الحركة فما بالك بالنيابة عنه، فإذا توجه التجديد والتشبيب كان حاضرا في اقتراح الفريق، فضلا عن الرغبة في رفع الفعالية في الأداء، خاصة أن حركة التوحيد والإصلاح تتطور وتتوسع وتحتاج إلى مكتب تنفيذي يجمع بين الرأي والحكمة وبعد النظر، وكذلك الجانب العملي المناسب لتتبع مختلف أعمالها وتخصصاتها. - وماذا عن موضوع التمايز؟ قضية التمايز تطرح كل مرة، ونحن نتحدث عن التمايز لا عن الفصل ولا عن الوصل بين الدعوي والسياسي. وقد ذكر الرئيس السابق أخي محمد الحمداوي مشكورا أن هذا الأمر من خصوصيات الحركة، بحيث لا فصل ولا وصل ولكنه تمايز، من بين عناصره التباين في القيادات والرموز. وقد حرصنا من مدة على أن نقلص من مجال الاشتغال في الرموز إلى أبعد مدى، وأعتقد أن هذه المرحلة هي من المراحل المتقدمة في هذا الموضوع، فقد بقي فقط الأستاذ الفاضل عبد الله باها والذي لم يختر فقط لأنه عضو في الأمانة العامة أو أنه سيحقق التواصل أو لشيء من هذا القبيل، فالإخوان جميعا يعرفون أن الأستاذ عبد الله بها معروف بخبرته وحكمته وبعد نظره وأننا في حاجة إليه وإلى رأيه، فهو لا يتكلف عادة بأي ملف من الملفات، لكن نظره السديد وتجربته الغنية، تستفيد منها حركة التوحيد والإصلاح ويستفيد منها إخوانه في المكتب التنفيذي، والرئيس الحالي في حاجة إليه ليكون قريبا منه. ويقترح علينا بعض الإخوان أننا يمكن أن نستشير الأخ عبد الله بها في أي وقت بدون عضويته بالمكتب التنفيذي، لكن عندما يبتعد الإنسان عن مباشرة المسؤولية وعن الاطلاع على الملفات والحضور في عدد من اللقاءات، يصبح رأيه غير مواكب وبعيد عن الإشكالات التي يدعى للاستشارة فيها. - في صلة بالتوجه الإستراتيجي للمرحلة 2014/2018 الذي صوت لصالحه الجمع العام وهو "التعاون على ترشيد التدين والتشارك في ترسيخ قيم الإصلاح"، ما هي أبرز المعالم التي تؤطر عمل الحركة خلال هذه المرحلة؟ -بالنسبة للتوجه الإستراتيجي للمرحلة، طبعا هو مجموعة كلمات، لكنها تختزل تحليلا وتختزل توجها للمرحلة المقبلة. في المرحلة السابقة كان لدينا، توجه هو "ترشيد التدين وتعزيز سمو المرجعية الإسلامية في تدافع الهوية والقيم"، وهو الذي أجرأناه في شكل أهداف إستراتيجية وبرامج وأنجزنا منه الشيء الكثير الذي عرض على الجمع العام في التقرير الأدبي، هذه المرحلة شهدت تقدما في هذا الانجاز، وشهدت أيضاً تحولات في العالم العربي عموما وتحولات كذلك في المغرب، سواء على المستوى السياسي أو على المستوى الاجتماعي، وقراءتنا لهذه التحولات تدفعنا اليوم بأن نعدل من توجهنا للمرحلة المقبلة بما يجعل له معالم وأولويات أخرى، وهي أولا "التعاون على ترشيد التدين"، وقد يفهم أنه تقريبا تكرار لنفس التوجه السابق، لكن هذه المرة أضفنا كلمة "التعاون" حتى نخبر الجميع ونخبر أنفسنا أننا معنيون به نحن أولا وأننا لسنا الوحيدين المؤهلين للقيام به بل يجب أن نتعاون مع كل من يمكن أن يرشد ويسهم في ترشيد هذا التدين من فاعلين مدنيين ودعويين. ولذلك نريد أن نوسع دائرة الترشيد والفاعلين في ترشيد التدين، فنحن لسنا وحدنا في هذا الوطن وهذه الأمة، ونحتاج إلى التعاون مع الآخرين في ترشيد التدين، ثم "التشارك في ترسيخ قيم الإصلاح"، وطبعا قيم الإصلاح هي قيم قد تحملها تنظيمات الحركات الإسلامية لكنها تتلاقى في حملها مع تيارات متعددة ، وفي بعض الأحيان إذا عدنا للتاريخ نجد هناك بعض التشنج الإيديولوجي في حمل قيم الإصلاح، ونحن نريد في هذا الوطن أن نفتح المجال للتشارك وللتعاون في ترسيخ قيم الإصلاح مع الجميع، وهذا تحصيل حاصل فهو تعبير عن مبدأ من المبادئ التي تعتمدها الحركة في ميثاقها، وهو التعاون على الخير مع الغير، والغير هنا غير محدد فقط فيمن يشتركون معنا في نفس المرجعية، ولذلك يرتقب أن يكون في برامجنا وفي توجه جمعياتنا والمؤسسات المرتبطة بنا انفتاح أكبر على كل من يؤمن بالإصلاح وبقيم الإصلاح ويسعى لترسيخها في هذا المجتمع. - سبق الجمع العام العديد من التكهنات حول من سيكون رئيساً للتوحيد والإصلاح بين من روج اسم أحمد الريسوني ومن قال بمولاي عمر بن حماد، بل من ادعت إحدى الجرائد قبل يومين أن المكتب التنفيذي السابق جاء بقرار يمنع الريسوني من أن يرشح اسمه، كيف تقرأ هذه التخمينات؟ كنا نطلع على هذه التخمينات وما يكتب في الصحافة وكننا في كل مرة واثقين، ونجيب أنفسنا وإخواننا بأن تلك الأسماء قد تكون من بين المرشحين لرئاسة الحركة وحتى هذه القضية لم تكن محسومة. لكن عددا من إخواننا الذين لهم تجربة وحضور كنا نقول أنهم قد يكونون من المرشحين، لكن لا أحد كان يعتقد أن كونهم من المرشحين يؤهلهم مباشرة للمسؤولية. وكنا نعتقد أن التداول سيحسم الموضوع، وأن مسألة الترشيح هي حق حصري للجمع العام، ولذلك كنا نعتبرها تخمينات قد نتطرق لبعض أبعاد وخلفية أصحابها وماذا يراد بها ونحاول أن ندرسها لكنها لم تكن محددا أبدا، وكنا نقول أن اللائحة الأولى التي ستفرزها عملية التصويت الأولى هي التي ستكون محددة للتداول فيمن قد يكون رئيساً مقبلا للحركة، طبعا من المرشحين كان هناك اسم الأخوين أحمد الريسوني ومولاي عمر بنحماد وهما وجهان دعويان لحركة التوحيد والإصلاح وربما كانوا من الأوفر حظا. وقد رأيتم أنهما حصلا على أكبر نسبة من الأصوات في الدور الأول من الانتخابات. وفيما يهم المكتب التنفيذي ذكرت إحدى الصحف أنه اتخذ قرار أو كان ينوي اتخاذ قرار بمنع الريسوني من الترشيح وعرض ذلك على المؤتمرين، والواقع أن عكس ذلك هو الذي حصل فالدكتور أحمد الريسوني جاءنا في لقاء للمكتب التنفيذي وبسط أعذاره كي يقنع المكتب التنفيذي بتعذر تحمله للمسؤولية في المستقبل وقدم لنا الحيثيات كي نتولى نحن عرضها على الإخوان في مرحلة التداول، فرفض جميع أعضاء المكتب التنفيذي أن يتم تداول تلك النقطة أصلا، وقيل للدكتور أحمد أن هذا حق للجمع العام ولن نحجر عليه. وعندما يقع الأمر فكل واحد من أعضاء المكتب التنفيذي سيدلي بدلوه فيما لديه من آراء، ولذلك لم يكن هناك أي تحكم أو توجيه في الموضوع والذين حضروا الجمع العام يعرفون ذلك جيدا. لكن العجب والاستغراب ممن لم يحضر ويتحدث بتلك الوثوقية. ولا يفوتني قبل نهاية هذا الحوار أن أقول أن الأخ المهندس محمد الحمداوي رئيس الحركة السابق، ومن خلال جميع الإخوة الذين عاشروه وعرفوه عن قرب، يعرفون دماثة أخلاقه وقوة رأيه، وطبعا قوته التنظيمية كذلك. وأنا عاشرته لمدة طويلة قبل أن يكون رئيساً وبعد أن أصبح رئيسا لولايتين ونصف ولاية استثنائية، فوجدت فيه نعم الأخ المحتضن والمتفهم، ونعم الأخ المتفرغ الذي وهب نفسه للعمل في سبيل الله من خلال هذه الحركة وأعمالها وبرامجها، ولذلك لا يقدر إخواننا جميعا، مهما حاولنا أن نقدم له من شكر ومن تقدير أن نوفيه حقه فالله سبحانه وتعالى يجزيه عنا خيرا، وطبعا الإخوة الذين عاشروه عن قرب يعرفون أن وضعه الصحي في المرحلة الأخيرة عرف بعض الصعوبات، ولكنه بقي مرابطا إلى آخر لحظة وما يزال، وكان يذكرنا دائما ونحن في هذه السنة الأخيرة بحديث "الفسيلة" بأنه إن قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها فليغرسها، وذلك حتى لا تفتر همم الإخوة ويقولون هذه السنة النهائية ، نعد فيها للجمع العام عوض أن ننجز باقي الأشغال، وأنا أحيي فيه أنه لا يزال وفيا ولا يزال قائما بمسؤوليته، ومباشرة انخرط معنا في المكتب التنفيذي، وهو الآن منسق لمجلس الشورى وهو منصب له أهميته الأساسية في عمل الحركة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك فيه ويقويه، وجزاكم الله خيرا.