بعث الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، اليوم الأربعاء، "تهنئة خاصة" إلى الملك محمد السادس، بمناسبة عيد ميلاده وذكرى "ثورة الملك والشعب"، تفادى خلالها بوتفليقة الحديث عن العلاقات بين البلدين واكتفى بعبارات التهاني والتبريك. وجاء في البرقية، التي نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية: "يطيب لي والشعب المغربي الشقيق يحتفي بالذكرى المزدوجة لميلادكم السعيد (21 غشت 1963) وثورة الملك والشعب المجيدة، أن أعرب لكم باسم الجزائر شعبًا وحكومة وأصالة عن نفسي عن أحر التهاني وأزكى التبريكات، سائلا المولى عز وجل أن يديم عليكم وعلى أفراد أسرتكم الملكية الشريفة نعمة الصحة والهناء ويحقق للشعب المغربي الشقيق اطراد التقدم والرقي تحت قيادتكم الرشيدة". وأضاف الرئيس الجزائري: "إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن أستحضر في هذه المناسبة الغالية مآثر التلاحم والتآزر الأخوي والتضحيات الجسام التي صنعها شعبانا أثناء مسيرة نضالهما المشترك ضد الاستعمار الغاشم من أجل استرجاع حريتهما وسيادتهما". وجاءت برقية الرئيس الجزائري لنظيره المغربي في هذه المناسبة خالية من أي حديث عن راهن أو مستقبل العلاقات بين البلدين، والتي تمرّ بفترة فتور شديد من حادثة إنزال العلم الجزائري من قنصلية الجزائر في الدارالبيضاء مطلع نوفمبر الماضي، وهو التاريخ الذي يصادف ذكرى ثورة التحرير الجزائرية من العام 1954. وحكمت محكمة مغربية بالسجن شهرين مع وقف التنفيذ وغرامة مالية قدرها 250 درهمًا (30 دولارًا) على الشاب التي أنزل العلم، وهو ينتمي إلى حركة الشباب الملكي (حركة شعبية موالية للملك). ومنذ تلك الحادثة والعلاقات بين البلدين تسير من فتور إلى فتور، حيث قررت الجزائر خفض تمثيلها الدبلوماسي، وتوقفت زيارات الوزراء بين البلدين بعد أن عرفت انتعاشا قبل حادثة إنزال العلم. كما تشهد العلاقات بين البلدين عدة أزمات بشأن إقليم الصحراء، الذي يراه المغرب جزءًا لا يتجزأ من أراضيه، ويتهم الجزائر بدعم جبهة البوليساريو (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) التي تنازع الرباط على هذا الإقليم. وقد درج الرئيس بوتفليقة، في برقيات سابقة بهذه المناسبة إلى الملك محمد السادس، أن يتحدّث عن العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها.