بعد ستة أيام من الحرب الصاروخية بين العدوان الصهيوني والمقاومة المسلحة في قطاع غزة، تتأكد الحقائق التالية: أولاً: إن المقاومة في قطاع غزة لم تتوقف للحظة واحدة طوال السّنوات الخمس الماضية عن تعزيز دفاعاتها وتطوير تسلحها تصنيعاً وتهريباً ولم تنم عن تهيئة نفسها للحرب القادمة كما تتجلى في أروع صورها اليوم وهي تقصف ضمن دائرة تمر بحيفا مما يغطي مناطق واسعة من فلسيطننا المحتلة 1948. فبوركت أيادي حماس والجهاد وبوركت أيادي الفصائل الأخرى وفي مقدمها اخوتنا في الجبهة الشعبية التي راحت تسهم في الحرب الصاروخية الأمر الذي يؤكد أن المقاومة تخوض حرباً طويلة النفس سوف يضيق نفس العدو أمامها ليرتد مهزوماً مدحوراً. ثانياً: إن أنوية الحركات الشبابية المبادرة في الضفة الغربية أسست للانتفاضة الشاملة القادمة طوال المرحلة السابقة لاسيما منذ التظاهرة ضد زيارة موفاز لرام الله ثم التضامن مع انتفاضة جماهير ال48 في إنزال الهزيمة بمخطط برافر. ثم أضف مجموعة النشاطات التي مورست ضد الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس وتقسيم المسجد الأقصى، ونصرة للأبطال المضربين ضد الاعتقال الإداري. هذه النشاطات التي مارسها الشباب والشابات الشجعان وصلت مستوى أرقى في المواجهة التي خاضتها جماهير الخليل وشعفاط بعد اختطاف الجنود الثلاثة واستشهاد الفتى محمد أبو خضير محروقاً حياً على أيدي عصابات صهيونية. وهنا لا بد من إبراز هبة جماهير الفلسطينيين في قرى مناطق ال48 ومدنها ولاسيما في حيفا والناصرة وأم الفحم. وذلك باعتبارها تأكيداً على وحدة الشعب الفلسطيني وأصالة جماهيرنا التي بقيت مغروسة فيها عبر الأجيال بالرغم مما تعرضت له من تنكيل وإبادة وعنصرية وتهويد. ثالثاً: ان الأسابيع القليلة الماضية أثبتت خطأ الذين توهموا أن لا مقاومة ولا انتفاضة في فلسطين وروجوا أن فلسطين لم تعد القضية المركزية لشعوبنا العربية والإسلامية وأحرار العالم . فمن يتتبع بدقة عشرات ومئات النشاطات في المدن العربية وإن لم تعكسها أجهزة الإعلام، ومن يتابع ما يدور من نقاشات في كل المدن والقرى العربية يتأكد أن التضامن مع الشعب الفلسطيني سوف يتصاعد كلما دامت الحرب في غزة أسابيع أخرى وكلما تحرك الشارع في الضفة الغربية ومناطق ال48. الأمر الذي سيفرض على الجامعة العربية وعلى المتخاذلين في الأنظمة العربية التحرك . هذا ولا بد من أن يرفع الحصار عن قطاع غزة من قبل السلطات المصرية ولا مفر من أن يتحشد الرأي العام العالمي ضد نتانياهو وعدوانه. من هنا فالأمر يحتاج من شعبنا إلى النفس الطويل في المقاومة والانتفاضة ليتصاعد التضامن العربي والإسلامي والعالمي فيدخل نتانياهو ومناصروه في أمريكا والغرب المأزق الخانق، وعندئذ يتحقق الانتصار للمقاومة في قطاع غزة ويمهد للانتصار في الضفة الغربية لدحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات واستنقاذ القدس وإطلاق الأسرى وذلك شريطة ان تتواصل انتفاضة شاملة في الضفة الغربية لبضغة أشهر أو ربما لأسابيع. فالعدو الصهيوني وأمريكا لن يتحملا انتفاضة مصممة لا تهدأ حتى تحقق أهدافها. ويشترط هذا إغلاق باب المساومة ليفرض انتصار كامل لأن الخسارة بالانسحاب وتفكيك المستوطنات ستكون أقل عليهما من الخسارة مع استمرار المواجهات ضد الانتفاضة، وذلك من خلال رأي عام عالمي مناصر للحق الفلسطيني. وختاماً غني عن القول أن مسؤولية كبيرة تقع هنا على عاتق حركة فتح لتنتهي من استراتيجية التسوية والتفاوض والتعاون الأمني وتتحد مع كل القوى المناضلة والمقاومة تحت استراتيجية الانتفاضة الشاملة المصممة على إنزال الهزيمة بالعدو.