وزير الخارجية الإسباني: المغرب وإسبانيا يعيشان أفضل فترة تعاون في تاريخهما    بنعلي تُبرز تجربة المغرب ببريطانيا    الركراكي: نتطلع إلى إسعاد المغاربة    تصفيات كأس العالم 2026: المغرب على بعد نقطة من التأهل إلى المونديال بعد فوزه على تنزانيا    مكتب السكك يدين تخريب محطة    وزارة التربية تعلن ترميم 1443 مدرسة وتكشف حصيلة توفير مرافق صحية    قرار نزع الملكية بطنجة يثير القلق .. والعمدة: الخبرة تحدد قيمة التعويضات    حرب الطرق في المغرب تواصل حصد المزيد من الأرواح    الركراكي يعبر عن رضاه عن أداء لاعبيه ويقول إن هناك عملا كبيرا ينتظر المجموعة قبل كأس إفريقيا    تطور جديد في قضية وفاة الأسطورة مارادونا    أمام مجلس الأمن.. المغرب يندد ب"سياسة الكيل بمكيالين" للجزائر    في رسالة إلى بوريطة.. بوركينافاسو تشكر المغرب على دعمها في رفع تجميد عضويتها في الاتحاد الإفريقي    المنتخب المغربي يهزم تانزانيا … بدون إقناع … !    تنقيط أداء لاعبي المنتخب الوطني المغربي بعد الفوز المثير على تنزانيا    تصفيات المونديال.. فلسطين تهزم العراق وتعزز آمال الأردن    شكوى حقوقية حول إصابة طفلة بفيروس الإيدز إثر عملية أذن في مستشفى جامعي    الركراكي: التأهل للمونديال أصبح اعتياديًا.. وهذا دليل قوة الأسود    أمطار مارس تنعش زراعات الشمندر وقصب السكر بجهة الشمال وتغطي أزيد من 9 آلاف هكتار    بالأسماء والمسارات: هذه لائحة الطرق العامة التي ستُوسَّع بمدينة طنجة لحل مشاكل الازدحام (خرائط)    المركز الثقافي الروسي يبرز نضال الجنود السوفييت والمغاربة ضد النازية    نشر القانون التنظيمي للإضراب في الجريدة الرسمية    ألباريس يشيد بإرساء "أفضل مناخ للتعاون على الإطلاق" في تاريخ العلاقات المغربية الإسبانية    تطوان: توقيف شخصين تورطا في نشر أخبار زائفة ومحتويات رقمية تحرض على تنظيم الهجرة غير المشروعة    الأرصاد الجوية: استقرار أجواء الطقس بالمغرب سيتم تدريجيا خلال الأيام المقبلة    ميناء طنجة المتوسط يتقدم في الترتيب العالمي للموانئ    توقيف مواطن فرنسي مبحوث عنه دوليًا في طنجة    ألمانيا تسحب شحنة فلفل مغربي لاحتوائها على كميات مفرطة من مبيدات حشرية    أداء سلبي ينهي تداولات البورصة    جلالة الملك يهنئ رئيس جمهورية اليونان بمناسبة العيد الوطني لبلاده    الدورة الثلاثون للمعرض الدولي للنشر والكتاب فضاء لمواصلة السعي الواعي إلى النهوض بالكتاب والقراءة (بنسعيد)    ارتفاع حصيلة الضحايا في غزة إلى 792 قتيلا، والاحتلال الإسرائيلي يخطط لهجوم بري كبير    اكتشاف سلالة مغربية من "بوحمرون" في مياه الصرف الصحي ببروكسل    الدورة العشرون للمهرجان الدولي للرحل.. محاميد الغزلان تتحول إلى ملتقى عالمي يجمع الفنانين    مشاهد جريئة تضع مسلسل "رحمة" في مرمى الانتقادات    عندما يعزف الشيطان: فصول الجابي !    بعد تداول تصريحات منسوبة إليه.. عمرو موسى يوضح موقفه من المغرب وينفي الإساءة    حوض سبو.. نسبة ملء السدود تفوق 50 في المائة إلى غاية 25 مارس    يا رب أنا جيتلك.. جديد سميرة سعيد    واشنطن تتباحث مع كييف في الرياض    الكوميدي "بهلول" يطلب دعم الفنانين لتسديد شيك بدون رصيد    دراسة: الخلايا السرطانية تتعاون من أجل البقاء على قيد الحياة    تركيا.. القبض على 41 متهماً ب"شتم أردوغان وعائلته"    الوزيرة السغروشني: التحول الرقمي في التعليم يحتاج إلى تعبئة جماعية وتنسيق فعال    أسعار الذهب تتراجع مع صعود الدولار لأعلى مستوى منذ أكثر من أسبوعين    "تراث المغرب".. سلسلة وثائقية لتثمين الموروث الثقافي للمملكة    زلزال عنيف بقوة 6,7 درجات قبالة سواحل الجزيرة الجنوبية بنيوزيلندا    الاتحاد الأوروبي يعزز الدعم العسكري لموريتانيا في إطار مكافحة تهديدات الساحل    الصين وتايلاند يجريان تدريبات بحرية مشتركة    أوراق من برلين .. رسالة فرانز كافكا: جروح قديمة ما زالت تنزف    اكتشاف جديد يحدد الأجزاء المسؤولة عن تذكر الكلمات في الدماغ    ملياري شخص غير مشمولين في إحصاءات عدد سكان الأرض    نهاية سوق پلاصا جديدة بطنجة    بعد 17 شهرا من الزلزال... النشاط السياحي في "الحوز" يتحسن ب48 في المائة بداية 2025    كسوف جزئي للشمس مرتقب بالمغرب يوم السبت القادم    عمرو خالد يحث المسلمين على عدم فقدان الأمل في وعد الفتح الرباني    السعودية تحين الشروط الصحية لموسم الحج 2025    المجلس العلمي يحدد قيمة زكاة الفطر بالمغرب    المجلس العلمي المحلي للجديدة ينظم حفلا قرآنيا لتكريم الفائزين بالمسابقة القرآنية المحلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لمسح الأوقاف في 48..مؤسسة الأقصى تتبنى مشروع الخارطة المفصلة للمقدسات الإسلامية
نشر في التجديد يوم 02 - 04 - 2003

لم تقتصر نكبة فلسطين عام 1948 التي نفذها الاحتلال الصهيوني على تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه، وهدم قراه ومدنه التي يزيد عددها على خمسمائة قرية ومدينة، بل امتدت يد العدوان إلى تدنيس وانتهاك وتخريب المقدسات الإسلامية واقتلاع آثارها وكل ما يدل على وجودها.
فقد تم هدم ما يزيد على 1200 مسجدا وجرف مئات المقابر، ووضعت القوانين الظالمة لمصادرة وهدم ما تبقى من آثار دلت وتدل على هوية هذه الأرض المباركة.
ومع مرور خمس وخمسين عاما على إصدار الأمم المتحدة قرارها الظالم بإسدال الستار على قضية شعب هجر من أرضه، وإعلان قيام دولة على أنقاضه تسمى "إسرائيل"، مازال الشعب الفلسطيني ينزف دما ويقف على أطلال أرضه، وبقي الفلسطينيون في الأرض الفلسطينية في الداخل (أو ما اصطلح على تسميته عرب ومسلمي 48) يدافعون عن حقوقهم وأملاكهم ومقدساتهم سيما مع حلول ذكرى يوم الأرض الخالد.
حماية الجذور
وللتغلب على الاحتلال نشط الفلسطينيون في تأسيس الجمعيات والمؤسسات الأهلية التي تعنى بالحفاظ على المقدسات والأوقاف الإسلامية والجذور الإسلامية، ومن هذا المنطلق تأسست الحركة الإسلامية ومؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية التي يرأسها الشيخ رائد صلاح لتعمل بكل الوسائل المتاحة لها بهدف الحفاظ على الجذور التاريخية للفلسطينيين وتعميق روح الانتماء إلى هذه الأرض بهويتها وتاريخها وحضارتها الإسلامية.
وتؤكد الحركة الإسلامية أنها تدرك ضخامة المشروع الصهيوني المقابل لمشروعها، والذي يسعى إلى إخفاء معالم الحضارة والتاريخ والهوية الإسلامية بتدبير منهجي ومتدرج ليشمل المقدسات من مساجد وكنائس ومقابر ومعالم القرى المهجرة والعقارات الوقفية من أرض ومبان وغيرها، إلا أنها تؤكد أن مشروعها سيستمر بكل الإمكانيات المتاحة، لضمان الثبات على أرض لها تاريخ وهوية ممتدة في عمق التاريخ الإسلامي والعربي.
وفي هذا الإطار بدأت المؤسسة مشروع الخارطة المفصلة للمقدسات الإسلامية بهدف توثيق كل ما يتعلق بها وحفظها.
تاريخ الأوقاف الفلسطينية
وبالعودة إلى الماضي ويستدل من تقرير أعدته مؤسسة الأقصى وحصلت "التجديد" على نسخة منه أن الوقف الإسلامي في فلسطين شهد اتساعا وتراجعا على اختلاف العصور التاريخية، ففي العهد المملوكي والعثماني اتسعت رقعته في أنحاء فلسطين سواء كان أرض وقفية أو عمارات أو تكايا أو زوايا أو مساجد أو مصليات أو مقابر أو خانات، إلا أن العكس حصل في أواخر العهد العثماني بعد أن تولت جمعية الاتحاد والترقي سدة الحكم في تركيا، حيث بدأ التراجع البطيء في قضية الوقف.
وفي عهد الانتداب البريطاني حيث تم السيطرة على فلسطين، فقد بدأت بريطانيا مؤامرتها على الأوقاف والمقدسات الإسلامية منذ عام 1856م مرورا بوعد بلفور عام 1917م، وانتهاء بإقامة دولة ما تسمى "إسرائيل" عام 1948م رغم المحاولات الجادة للمجلس الإسلامي الأعلى للحفاظ على الأوقاف والمقدسات، بل وتوسيع رقعتها واهتمامه بالأوقاف الإسلامية اهتماما بالغا من توثيق وأرشفة خلال عهد الانتداب البريطاني.
وبعد قيام ما تسمى دولة "إسرائيل" وضعت المؤسسة الإسرائيلية يدها على كافة الأوراق والوثائق البريطانية ذات الصلة بالوقف الإسلامي، وقامت بمصادرة الأراضي الوقفية بحجة ما يسمى "قانون أملاك الغائبين" وصودر ما عليها من مساجد ومقابر فحولت الكثير من المساجد إلى مطاعم وخمارات وحظائر للأبقار أحيانا وكنائس ومعابد لليهود تارة أخرى.
كما جرفت المؤسسة الصهيونية المقابر ونبشت عظام المسلمين وأقامت عليها الشقق السكنية والعمارات الشاهقة.
هدم ممنهج للمقدسات والأوقاف
ويوضح تقرير مؤسسة الأقصى أنه بعد قيام دولة الكيان الصهيوني قامت المؤسسة الإسرائيلية (وهو المصطلح الذي دأبت مؤسسة الأقصى على استخدامه) بعمليات هدم منهجية للأوقاف والمقدسات الإسلامية كمحصلة لهدم القرى والمدن الفلسطينية التي نكبت وهجر أهلها مستعملة عدة أساليب كالهدم المباشر للمساجد والأوقاف والتكايا والزوايا والمقابر، أو تحويل المساجد إلى خمارات ومقاهي ونوادي أو متاحف، أو تحويل بعض المقابر إلى مجمعات للنفايات، أو مصادرة الأراضي الوقفية العامة والخاصة ونقلها إلى دائرة أراضي إسرائيل، وشركات وهمية منبثقة عن هذه الدائرة كشركة هيمونتا، أو بتشكيل شركات حكومية للإشراف على الأوقاف في المدن الساحلية كتلك التي يمكن أن تعتبر معالم سياحية تشكل رافدا ماليا كما هي الحال في عكا حيث شكلت شركة تطوير عكا.
ومن وسائل الهدم أيضا منع المسلمين من ترميم أوقافهم المتصدعة خاصة في المدن الساحلية والمهجرة وجعل عوامل الزمن تأخذ دورها في هذه الوقفيات، أو منع المسلمين من دخول القرى المنكوبة وزرع بعض الأراضي فيها بالغابات لطمس المعالم نهائيا كما حدث في بعض القرى والنجوع في ألوية بيسان وطبريا، كما حولت حكومة الاحتلال بعض الأوقاف الإسلامية إلى أوقاف يهودية خاصة فيما يتعلق بقبور بعض الصالحين والخانات والمصليات والتكايا، وعينت لجان وقف إسلامية لشرعنة مصادرة الأوقاف كما حدث في المدن الساحلية حيفا وعكا.
المشروع الجديد
في ظل المعطيات السابقة رأت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية من خلال أعضائها ورئيسها الشيخ رائد صلاح أنه لا بد من وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية بكافة الطرق والوسائل والإمكانيات المتاحة، ومحاربة الاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية بكل الوسائل المشروعة القانونية والشعبية والإعلامية.
ومن هذه الوسائل القيام بترميم بعض المساجد والمصليات وتنظيف المقابر المستمر والزيارات الدورية للمقدسات وإقامة صلاة الجمعة في بعض المساجد المهجرة منذ عام 1948.
وعلى ضوء العمليات التدميرية الممنهجة التي مارستها قوات الاحتلال ضد الأوقاف الإسلامية، وارتفاع منسوب الوعي لدى المسلمين فيما يتعلق بالأوقاف واعتباره الرافد الأساس لتشكيل الوعي وبناء الهوية للمسلمين في الداخل الفلسطيني، تسارعت هذه عملية الحفاظ على الأوقاف خاصة مع استغلال المؤسسة الإسرائيلية لقواتها لقطع الطريق على عملية الترميم التي بدأت متواضعة حيث نُظفت المقابر المهجرة، فَفَعَّلت إسرائيل مؤسساتها القانونية والتنفيذية (الشرطة) ولجان التنظيم المحلية واللوائية لمنع إتمام هذا المشوار.
كما أن حكومة الاحتلال في مخططاتها لعام 2020م تحرص على إخفاء أي معلم إسلامي في فلسطين، متجاهلة الخرائط والمسوحات التي قامت بها في السنوات الأخيرة وبينت معالم وقفية في أراض وبلدان منكوبة.
مشروع الخارطة المفصلة
ويؤكد الشيخ رائد صلاح رئيس مؤسسة الأقصى أنه نتيجة لهذا الوضع ولدت فكرة "مشروع مسح الأوقاف والمقدسات في الداخل الفلسطيني"، أو ما اصطلح على تسميته بعد لإنجاز مراحل من المشروع " مشروع الخارطة المفصلة للمقدسات".
ويقول الشيخ رائد صلاح أن مؤسسة الأقصى انطلقت بمشروعها " الخارطة المفصلة للمقدسات " لتشمل مسح جميع المعالم المقدسة في الداخل الفلسطيني من منطقة قيسارية إلى الخالصة والذي يشمل قضاء حيفا، عكا، بيسان، صفد، الناصرة، طبريا، مسحا هندسيا ومفصلا، والعمل على إعداد خارطة واحدة تضم جميع هذه المقدسات من مقابر ومساجد وكنائس.
أهمية المشروع
ويوضح الشيخ رائد صلاح أن للمشروع أهمية كبرى على حاضر الوقف الإسلامي ومستقبله في الداخل الفلسطيني من حيث التأكيد على وجود وقف إسلامي في فلسطين، وتأكيد الهوية الإسلامية لفلسطين التاريخية، وتعميق التواصل مع القضية الفلسطينية ببعديه الوقفي -الإسلامي والوقفي – الحضاري، ورفع منسوب الانتماء والحس الديني لدى الأقلية العربية المسلمة في الداخل الفلسطيني، ووضع لبنة أساس كمادة حية إحيائية ذات شق حضاري ومعنوي وتحقيق دور الوقف في حياة المسلمين من الداخل.
وأضاف أن هذا المشروع سيوفر مادة علمية قيمة تمثل حقلا للدراسات الوقفية الإسلامية في فلسطين يمكن من خلالها رسم صورة حية وحقيقية لدور الوقف في المدينة الفلسطينية قبل النكبة، إضافة إلى توثيق الخارطة الوقفية واعتمادها كمصدر قانوني مع الوقفيات الإسلامية في الداخل الفلسطيني من منطلق قاعدة "إنقاذ ما يمكن إنقاذه".,
آليات تنفيذ المشروع
ولتنفيذ المشروع وإنجازه يشير الشيخ صلاح إلى وضع آليات وخطط ملائمة لتحقيق الهدف المنشود فشكلت لجنة استشارية مكونة من مهندسين ومحامين وباحثين تاريخيين ورؤساء سلطات محلية وعلماء شريعة ومخططي مدن، كما تم تكليف مدير للمشروع وفريق عمل ليقوم بالبحث التاريخي في المناطق المحددة بالمشروع.
كما تم إعداد مكتب هندسة مساحة يمسح المعطيات التاريخية ويتأكد منها، ومكتب هندسة عمرانية يرسم الوضعية الوقفية (مسجد، مقبرة، أرض ...الخ)، ومصور فوتوغرافي يصور الوضعية الراهنة للوقفية المتحدث عنها، ومصور فيديو يوثق الوضعية الراهنة التي آلت إليها( قد تكون شارع، مدرسة، غابة...الخ).
وإضافة إلى الاستعدادات السابقة سيتم حوسبة المعطيات ورسم الخوارط الوقفية، ورسم الخارطة الوقفية الكلية محوسبة ونشرها في الإنترنت.
خطة العمل
وتشير مؤسسة الأقصى إلى أنه وفي إطار خطة العمل المعدة تم حصر القرى والمدن والنجوع في الألوية الواقعة بين قضاء صفد وحيفا (من المطلة وحتى قيساريا) (حيفا، طبرية، صفد، بيسان، عكا، الناصرة).
كما أنه من المقرر إجراء دراسات تاريخية مقارنة، وبحث ميداني يعتمد على مقابلات للشخصيات الحية المهجرة من بلدانها وجولات ميدانية إلى جانب المسوحات الهندسية والتوثيق التاريخي، وسيتم دراسة ملاءمة المعطيات التاريخية مع الواقع.
وفي إطار الخطة أيضا سيتم المسح الهندسي ويليه العمراني، ثم رسم الخارطة وإدخالها إلى شبكة الإنترنت، وتوثيق المادة وحوسبتها، وأخيرا إصدار الخارطة في إطار المشروع العام لمسح باقي الأوقاف والمقدسات.
وبعد اكتشاف معالم الأوقاف والمقدسات الإسلامية من قبل المندوبين أو الإحصائيين أو حسب الخطة السابقة تقوم الطواقم المختصة من جهتها بالتعرف على معلم الأوقاف والمقدسات الإسلامية ميدانيا، ويتم بعد ذلك مقارنة معالم الأوقاف والمقدسات الإسلامية بالمواد التاريخية الموجودة، ومن ثم يؤكد الاسم الصحيح له.
بعد ذلك تقوم فرق المساحة بتجميع المواد الهندسية المطلوبة لمسحه والعمل على تجهيز خرائط مساحة له بالإضافة إلى الأراضي التي تحده إن كانت موقوفة على اسمه، ويعمل كذلك المهندس المعماري على قياس معلم الأوقاف والمقدسات الإسلامية قياسا دقيقا لكي يستطيع تجهيز خرائط تفصيلية له.
وتشير مؤسسة الأقصى إلى أنه وبعد الانتهاء من الخطط السابقة يتم تجهيز الخرائط بالحاسوب لتسنى إدخالها في موقع الإنترنت، وسهولة تغيير بعض الأمور أو زيادة في الخرائط. كما سيتم تصوير معلم الأوقاف والمقدسات الإسلامية فوتوغرافيا، وتصوير فيديو للتوثيق.
العوائق
وتؤكد مؤسسة الأقصى أن خططها ومشروعها وطواقمها يواجهون عوائق عدة في مسار عملهم منها المضايقات من قبل المستوطنين اليهود الذين تقع بعض مواقع الأوقاف والمقدسات قريبة منهم، وعملهم على منع السماح بدخول الطاقم للقيام بعمله، الأمر الذي أجبر طاقم العاملين بتنفيذ عمله خفية في هذه المواقع.
ومن العوائق أيضا تسييج بعض المواقع من قبل السلطات الإسرائيلية الرسمية، وصعوبة التعرف عن بعض المعالم الوقفية المقدسة بسبب التغيير المعماري لها، كتحويل مسجد إلى بيت سكني أو متحف..الخ، وهدم الكثير من معالم الأوقاف والمقدسات الإسلامية، ووقوع بعض المعالم الإسلامية على سفوح جبلية وتلال يصعب الوصول إليها أو بين البيارات وأنقاض البنايات القديمة وكثرة الأعشاب والأشواك المرتفعة والتي اخفت ظهور هذه المعالم، وبالتالي صعوبة الاستدلال عليها.
ولكن رغم هذه الصعوبات فإن مؤسسة الأقصى تؤكد أن طاقم المشروع وفرق العاملين واصلت العمل وأنجزت الكثير لتحقيق أهداف مشروع "مسح المقدسات".
إنجازات
ورغم العوائق إلا أن مؤسسة الأقصى تؤكد على عدد من الإنجازات واجتياز خطوات كبيرة في مشروع الخارطة المفصلة للمقدسات الإسلامية.
فبعد دراسة معالم الأوقاف والمقدسات الإسلامية من ناحية البحوث التاريخية ما بين الخالصة وقيساريا وجدت (1155) معلما للمقدسات والأوقاف الإسلامية, كما نجحت في التعرف على (313) معلما للمقدسات والأوقاف الإسلامية وتصويرها وإعداد 90 خارطة مفصلة لها، وإعداد تقارير هندسية وتعريف للوضع الحالي لها من حيث مساحة الموقع ووضعه الحالي وما يلزم لصيانته.
كما تم إعداد قوائم بجميع القرى الواقعة بين قيسارية والخالصة مع معالم المقدسات والأوقاف الإسلامية الموجودة بكل قرية على حدة. ونجحت في الحصول على الوثائق اللازمة لِ 754 معلما للمقدسات والأوقاف الإسلامية أما بالنسبة لباقي المعالم فتؤكد أنها ستقوم بالعمل على إيجاد الوثائق اللازمة لهذه المعالم من خلال مؤسسات مختلفة أخرى.
وتشير المؤسسة إلى أنها نجحت في إعداد تعريف تاريخي ل744 معلما للمقدسات والأوقاف الإسلامية وستجتهد لتجد لبقية المعالم مصدرا تاريخيا لاستكمال تعريفها.
وأشارت المؤسسة إلى أنها نجحت في إدخال ما يخص المشروع من المواد إلى موقع الإنترنت (www.Islamic-aqsa.com ) وسنقوم بتزويد هذا الموقع وتغذيته في مواد أخرى حسب التقدم واستمرارية العمل في المشروع من المواد والخرائط والصور والتعاريف الهندسية والتاريخية إلى موقع في الإنترنت.
وأكدت المؤسسة أنها ستواصل بحثها الميداني حتى تتعرف على مصير بقية مواقع المقدسات التي يصل عددها إلى ( 1155) موقعا.
استثمار المشروع
وتؤكد مؤسسة الأقصى إلى نيتها استثمار نتائج المشروع بإعمار وصيانة كل المساجد والمصليات والمقابر التي تم مسحها، وتحويل هذه المادة العلمية إلى موسوعة ثقافية وكذلك تحويلها إلى مجموعة أدلة سياحية مثل دليل عكا السياحي ودليل حيفا السياحي وهكذا، وإقامة متحف وبنك معلومات لكل الأوقاف والمقدسات والسعي إلى استعادة الوثائق الوقفية الموزعة في بعض المؤسسات الأوروبية والإسرائيلية، وكذلك استعادة المخطوطات الإسلامية التي كان يزخر بها مسجد حسن بك بيافا ومسجد الجزار بعكا.
وإضافة إلى ما سبق سيتم نقل المعلومات إلى الحاسوب بشكل صفحات وكل صفحة تشمل كل المعلومات أي من نبذ تاريخية وخرائط وصور فوتوغرافية ويتم تحضير هذه الصفحات لنقلها عبر الانترنيت.
وفي هذا الإطار أكدت المؤسة سعيها لتعاون مع صحف العالم العربي والإسلامي لوضع زاوية تتحدث أسبوعيا تتحدث عن كل قرية مهجرة وتاريخها، وعن المواقع المتواجدة فيها، وعن الترميمات التي تمت لهذه المواقع إن حصلت.
ومن الخطط الاستمثارية أيضا إحياء السياحة الإسلامية وإجراء جولات ميدانية للتعرف على كل موقع في كل منطقة وقضاء، وتشكيل فرق حراسة لمراقبتها ومتابعتها لإعطاء نبذة بسيطة عن التطورات التي تحصل كل شهر. والعمل على تحويل نتائج هذه المسح إلى خارطة مفصلة، قطرية والسعي الضاغط للاعتراف بها من قبل المؤسسة الإسرائيلية لأن من شأن هذا الاعتراف أن يجعلها محمية مباشرة من قبل القانون الذي ينص على حماية الأوقاف والمقدسات ومعاقبة كل من يعتدي عليها، حيث أن القانون لا يحمي هذه الأوقاف والمقدسات التي تم مسحها لان المؤسسة الإسرائيلية منذ عام 1948م وحتى الآن لا تعترف بها كأوقاف ومقدسات بل تعتبرها (ملك غائب مصادر).
فلسطين-خاص


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.