اليوم يدخل إضراب الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني يومه الرابع، فيما ينضم للإضراب الذي بدأه ألف وسبعمائة أسير في أربعة سجون ما تبقى من الأسرى وعددهم ثمانية آلاف، بمن فيهم أسرى اتفاقية الذل التي وقعت بعد معركة مخيم جنين وعرفت بصفقة المقر والتي أودع على خلفيتها الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات وعدد من رفاقه في سجن فلسطيني في أريحا. يستحق الأسرى الأبطال في معتقلات العدو وأمثالهم في معتقلات الاحتلال الأمريكي في العراق وكثير من معتقلي الحرية من أبناء أمتنا في السجون العربية وغير العربية، يستحقون أن نتذكرهم ونعيش معاناتهم ولو بقلوبنا وأرواحنا ودعائنا، ليس بمناسبة إضرابهم عن الطعام ولكن بسبب معاناتهم المستمرة من ممارسات الجلادين، والتي لم يكن ما كشف بشأن سجن أبو غريب العراقي وما يكشف على الدوام من جرائم في سجون الاحتلال الصهيوني سوى عينة عابرة منها. نتذكر هؤلاء الأبطال لأنهم وقبلهم الشهداء هم زينة رجال الأمة وحرابها المشهرة في وجه الذل والهوان. نتذكرهم لأنهم كانوا أكرم منا يوم أن حملوا الراية وتحدوا الصعاب، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من وقع في الأسر، ومنهم مجاهدون لا يزالون على العهد الذي قطعوه لإخوانهم الذين سبقوهم. نتذكر هؤلاء الأبطال لأننا من دونهم أمة متعبة قليلة الحيلة، بل لأننا سنكون برسم الإذلال من قبل عدو لا يرحم. نتذكرهم لأنهم أكرم منا واكثر روعة وعطاءً. نتذكرهم لأننا حين نفعل ذلك فإنما نمارس الإنكار بالقلب الذي لا يصح الإيمان إلا به بوصفه الحد الأدنى حين لا تتوفر إمكانية الإنكار باليد أو اللسان. نتذكرهم لنغسل أرواحنا ونتذكر أننا ما نزال هنا على ثغرة ما ننتظر دورنا في مسيرة العز والكرامة. نتذكرهم لكي نبحث عما يمكن أن نفعله في سياق نصرتهم ونصرة قضيتهم. نتذكرهم كي نحدث أنفسنا بالغزو الذي سنموت على شعبة من شعب النفاق إن لم نحدث أنفسنا به، كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم. نتذكرهم، لأننا في حاجة إلى شيء من الإحساس بأننا لا نزال هنا، نقف من خلفهم، ندعو لهم ونحرس رسالتهم وندافع عنها، في ذات الوقت الذي نخلفهم فيه في أهلهم حين نستطيع إلى ذلك سبيلاً وكثير منا يستطيع بالفعل. في فلسطين والعراق وأماكن أخرى مجاهدون رائعون، منهم من قضى نحبه ومنهم من يتحدى الجلادين في السجون والمعتقلات، ومنهم من لا يزال على عهد الجهاد ينتظر مكانه في المعسكرين، وإن خرج طلباً للشهادة أو الانتصار قبل كل شيء. يستحق هؤلاء الرجال منا أن نتذكرهم ونعيش معهم ونبشر برسالتهم، فذلك هو أضعف الإيمان الذي لا يستقيم أمرنا من دونه. إذا كان لنا من دعوة للمؤمنين المحبين للأسرى والشهداء والمجاهدين، فإننا ندعو إلى صيام أحد الأيام القادمة تقرباً إلى الله أولا وأخيراً، ولكي نتذكر الأحبة المضربين عن الطعام، ومعه سائر معتقلي الظلم في هذه الأمة، ونتذكر الشهداء ونتذكر المجاهدين الذين يواجهون الهجمة الصهيونية الأمريكية البشعة، وندعو الله لهم بالنصر والتمكين، كما ندعوه عز وجل أن يلحقنا بركبهم في الدنيا والآخرة. أرواحنا ونحس أننا ما نزال هنا على ثغرة ما ننتظر أ ياسر الزعاترة - كاتب فلسطيني