حقق الأسرى الفلسطينيون اليوم انتصارا هاما في معركة الأمعاء الخاوية التي بدأوها قبل تسعة عشر يوما، بعد أن رضخت مصلحة السجون الإسرائيلية لغالبية مطالبهم التي أعلنوا الإضراب لأجلها. وأعلنت القيادة الموحدة للإضراب في سجون الاحتلال عن إنهاء الإضراب بعد أن وافقت مصلحة السجون الإسرائيلية على عدد من المطالب العامة لكافة الأسرى في جميع السجون الإسرائيلية بينها التعليم في الجامعات العربية وإلغاء العزل الانفرادي وإلغاء الحاجز الزجاجي أثناء الزيارات وإلغاء التفتيش العاري. وقالت نادي الأسير الفلسطيني إن مفاوضات جرت خلال الأيام القليلة الماضية بين إدارات السجون وممثلي المعتقلين بدأت في سجن عسقلان ثم انقلت إلى باقي السجون ومنها شطة وجلبواع وفي نفحة وأخيرا بئر السبع. و اعتبر النادي في بيان له أن "الأسرى الذي علّقوا إضرابهم عن الطعام اليوم انتصروا على المحتلين ، بعد مفاوضات بين قيادة الحركة الأسيرة و إدارة السجون العامة أسفرت عن تحقيق العديد من مطالبهم الإنسانية التي طرحوها خلال الإضراب". وأضاف "تسعة عشر يوماً من إضراب الإرادة الفلسطينية في سجون الاحتلال، ليكلّل الجوع المقدّس ... جوع الأسرى وآلامهم بانتصارهم على الجلاد الظالم و سياسة القمع والوحشية وسلب الحقوق التي مارستها إدارة السجون بحقّ أبنائنا و بناتنا في السجون". وقال: "إن معركة الأسرى هي معركة الحرية ، معركة الإنسان المقاتل ... الفدائي الذي رفض التنازل عن كرامته و إنسانيته ... تحدّى الحديد و ظلام الزنازين و آلام الجوع في سبيل حريّته و حقوقه و كرامته" . مشيرا إلى أن "إدارة السجون و حكومة شارون الحاقدة تراجعت عن مواقفها السابقة عندما رفضت الحوار مع الأسرى و تمنّت الموت لهم لتخضع في النهاية لإرادة الأسرى و تجري مفاوضات معهم و على أعلى المستويات". وأكد أن "هذه المعركة حملت أبعاداً إنسانية و سياسية ، فهي ردّ فعل واضح على من حاول أن يتعاطى مع أسرانا كمجرمين و إرهابيين ليثبت الأسرى و شعبهم و أصدقاؤهم في كلّ أنحاء المعمورة أنهم جنود حرية و مقاتلون قانونيون و أسرى حرب ناضلوا من أجل حرية وطنهم و استقلاله" . و طالب نادي الأسير الفلسطيني أن "يتحرّك المجتمع الدولي و يضع حدّاً نهائياً لتجاهل المكانة القانونية لأسرانا البواسل و يلزم حكومة الاحتلال بتطبيق و تنفيذ المعاهدات و الشرائع الدولية و مبادئ القانون الدولي الإنساني بما يتعلّق بأسرانا في سجون الاحتلال". الاتفاق على معظم المطالب كما أكدت جمعية أنصار السجين الفلسطينية أنه "من خلال المفاوضات الجارية بين إدارة مصلحة السجون والقيادة العامة للإضراب تم الاتفاق بين الطرفين على معظم المطالب الخاصة لكل سجن على حدا، وانه تدور مفاوضات في ساعة كتابة هذه السطور على المطالب العامة لكل السجون والتي تتلخص في أربع نقاط أساسية هي إزالة الزجاج العازل من غرف الزيارات والتعليم في الجامعات العربية والسماح بالاتصال مع الخارج ( التلفون) وإنهاء العزل حيث أن العديد من الأسرى معزولون عن باقي الأسرى في غرف انفرادية منذ سنوات . من جهته أوضح محامي نادي الأسير رائد محاميد، الذي تمكن من زيارة أسيرين من سجن جلبوع أن إدارة السجون استجابت لمعظم مطالب الأسرى باستثناء الاتصال الهاتفي. مشيرا إلى أن مفاوضات جرت بين ضباط إدارة السجون والأسرى والمعتقلين في سجون "نفحة" و"السبع" و"هداريم"، إضافة إلى قيادة الأسرى المعزولين في سجن "الجلمة". من جهتها أكدت المحامية حنان الخطيب من وزارة شؤون الأسرى أن الأسيرات في سجن الرملة قررن تعليق الإضراب عن الطعام لمدة أسبوعين مشترطات فك الإضراب بالاستجابة لخمسة مطالب رئيسية أهمها وقف التفتيش الجسدي العاري والمهين والسماح بإدخال الأطفال دون سن التاسعة لزيارة أمهاتهم والسماح بإدخال المواد الغذائية من قبل الأهالي وإزالة الحاجز البلاستيكي العازل أثناء الزيارات والسماح بزيارة الغرف. وقالت الخطيب إن عددا من الأسيرات في حالة صحية صعبة ومنهن فاطمة زايد التي تعاني من آلام في الكلى وأمل جمعة التي تعاني من آلام بالخاصرتين وحالات إغماء. وقال هشام عبد الرازق وزير شؤون الأسرى والمحررين من جانبه إن وفدا من إدارة مصلحة سجون الاحتلال من المفترض أن تكون استكمل أمس المفاوضات مع ممثلي الأسرى. مشيرا إلى أن مصلحة السجون نكثت بوعدها بالسماح لممثلي الأسرى بالتشاور مع زملائهم قادة الأسرى في مختلف السجون. وأضاف أنه "ليس لديه شك في أن إدارة سجون الاحتلال ستخضع في نهاية المفاوضات وتستجيب لجميع مطالب الأسرى الأساسية". إضراب في ظروف صعبة وجاء إضراب الأسرى الذي بدأ في الخامس عشر من الشهر الماضي في وقت تتزاحم فيه الأحداث، ورغم ذلك استطاع الفلسطينيون تحقيق نصرهم بالصبر على الجوع. وأرج عدد من الأسرى انتصارهم في الإضراب إلى "توفيق الله ثم الإعداد والتنظيم الجيد خاصة وأن إدارة السجون لم تتوقع أن يتمكن الأسرى من إعلان الإضراب المفتوح عن الطعام مراهنة على صعوبة الوضع السياسي وعلى الإجراءات القمعية التي تنفذها بدون رحمة يوميا وعلى مدار الساعة". فلسطين – عوض الرجوب -التجديد