سجلت المسيرة الاحتجاجية التي دعا لها حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، ونقابته الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بالرباط يوم الأحد 22 شتنبر 2013 فشلا ذريعا على عدة مستويات. وأكد مراقبون أن المسيرة التي توقع شباط في السابق أن تكون مليونية لم يحضرها سوى بضع مئات من الأشخاص تم استقدامهم في الحافلات من مناطق مختلفة. وحسب هؤلاء قد يصل عدد المحتجين في مسيرة الاحتجاج ضد ارتفاع الأسعار على الأكثر خمسة آلاف شخص. وعاينت «التجديد» نساء وشبابا ممن حضروا للمشاركة في المسيرة وقد تفرقوا على شكل مجموعات في جولات سياحية التحق بعضها ب«السويقة» بباب الأحد فيما اختار آخرون التجول في باقي شوارع المدينة أو الاستمتاع بشاطئها، واكتفى آخرون بالوقوف بجنبات شارع محمد الخامس للتفرج على المسيرة التي اختار شباط أن يتقدمها حمير تم إلباسهم أقمصة، الشيء الذي استفز مشاعر المارة وأحدث استنكارا واسعا على صفحات المواقع الاجتماعية "فيسبوك" و"تويتر". من جهة ثانية، سجل المراقبون ضعفا تنظيميا كبيرا في المسيرة، وحضور شباب يتعاطون «الحشيش والكالة» أمام الملأ، كما استعان شباط ب«مشجعي الأولترا» الذين خلعوا أقمصتهم وشرعوا في رفع شعارات لم تخلو من بعض الكلمات النابية. وسجلت مسيرة شباط أعمال سرقة وقع ضحيتها بعض الصحافيين، كما تعرض مصور قناة العربية للضرب على مستوى الصدر ومحاولة كسر آلة التصوير، فيما أصيب مساعده للضرب وتم كسر نظارته مما دفعهما إلى وضع شكاية لدى مصالح الأمن، فيما انتهت التغطية الصحفية بالنسبة للزميلة فاطمة بوغنبور، مراسلة قناة «دوتشيه فيلي» الألمانية في المستعجلات، وأكدت أنها أصيبت بالإغماء وحين استفاقت شعرت بآلام حادة في كتفها ولم تقو على قيادة سيارتها فيما بعد، كما أكدت «بوغنبور» تعرضها للتحرش الجنسي، مستنكرة ما حدث بمسيرة شباط. و سجلت المسيرة حضورا كبيرا للأطفال وشباب دون سن الرشد القانوني بالإضافة إلى المعطلين الذين يحضرون لأول مرة للتضامن مع حزب معين، فيما غابت عن المسيرة قيادات الحزب والجمعيات الحقوقية المناهضة لارتفاع الأسعار. وفي تعليق له، استنكر خالد البوقرعي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، المستوى المتدني الذي وصلت إليه المسيرات الاحتجاجية والعمل النقابي. وأكد، الكاتب الوطني لشبيبة حزب المصباح حول تصريحات شباط التي طالب فيها بحل حزب العدالة والتنمية، أن هذا التصريح ليس بجديد، متسائلا «من وراء هذه الفكرة التي يدافع عنها شباط وهذا التلويح بمصير بنكيران» مستغربا تشبيهه «بمصير مرسي الذي تمت الإطاحة به من طرف العسكر». وطالب القيادي في حزب مصباح «شباط» بالإفصاح عن نواياه الدفينة وراء تصريحاته تلك. وكذب حزب التقدم والاشتراكية مزاعم شباط مشاركة الحزب في مسيرته في كلمته التي ألقاها خلالها، و نفى كريم تاج عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية مشاركة الحزب في المسيرة عكس ما صرح به شباط، واكد «تاج» في تصريح ل»التجديد» أن «حزب التقدم والاشتراكية لا علاقة له بهذه المسيرة لا من قريب ولا من بعيد، وكون أن عضو من الحزب حضرها -حسب ما قيل- فهو يمثل نفسه ولم يحضر بصفته السياسية ولم يمثل الحزب».