كان أول مصحف طبع على الحجر، هو ذاك الذي طبع بالمطبعة الحجرية بفاس عام 1296 ه / 1879م، في عهد المولى الحسن الأول العلوي بمطبعة الحاج الطيب بن محمد الأزرق الفاسي رحمه الله.وفي عهد الملك الراحل محمد الخامس طبع مصحف رسمي عام (1347ه / 1929م) باعتناء الأخوين الحبابي وبخط أحمد بن الحسن زويتن (توفي 1381ه / 1961م، الذي كان فكما قال محمد المنوني رحمه الله في كتاب تاريخ المصحف الشريف بالمغرب:علما لامعا في جودة الخط ووفرة منتسخاته، وهو الذي رشح لكتابة المصحف الشريف المطبوع على الحجر بالقاهرة باعتناء الحاج المهدي الحبابي ومحمد الحبابي الفاسيين عام 1347 ه 1929 م. ثم كتب الخطاط نفسه مصحفا شريفا ثانيا برسم مكتبة الحاج عبد السلام بن شقرون بالقاهرة. مصحف زويتن هذا، كان قد تحدث عنه المؤرخ المغربي عبد الهادي التازي فقال كان من الذكريات التي تربطني بهذا الشهر العظيم (رمضان)، امتلاكي لمصحف أحتفظ به إلى اليوم منذ حجتي الأولى عام 1378ه/1959م، وهو أصلا من إصدار محمد المهدي الحبابي الكتبي بشارع السبطريين من فاس. وكان له السبق من دون منازع في إصدار هذا المصحف الذي خطه الوراق الشيخ أحمد بن الحسين زويتن وطبع على الحجر بالقاهرة في شعبان 1349- يناير 1931. وفي عهد الملك الراحل الحسن الثاني طبع المصحف الحسني بأمر منه مرتين.الطبعة الأولى كانت عام 1395 ه، بإشراف الحاج أحمد بن عبد الرحمان بركاش وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك، فيما كانت الطبعة الثانية عام 1714م للمصحف الحسني الذي سمي ب المصحف الحسني المسبع بعد تجديد كتابته وطبعه، وعهد إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية مولاي الكبير العلوي المدغري آنذاك بالإشراف على طباعته بإذن من المرحوم الحسن الثاني. بأمر من المرحوم الملك الحسن الثاني وإشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، كانت الطباعة الأولى للمصحف الحسني بخط المبسوط المرونق المزخرف المذهب عام 1395 ه بمطبعة فضالة بالمحمدية. وقد كتب هذا المصحف بخط أحمد بن الحسين السوسي البهاوي، وقام بتصحيح رسم هذا المصحف وضبط مصطلحاته الأساتذة :- أحمد بن أبي شعيب الصديقي الدكالي- محمد بن كبور العبدي- محمد بريش-أحمد الحسناوي.وقام بزخرفته أحمد الكوثر.فيما قام بالإشراف الفني مصطفى أحمد الكوش رئيس قسم الخزانة والمستندات بوزارة الأوقاف آنذاك. وتم كل ذلك تحت إشراف عبد الرحمان ابن أبي شعيب الدكالي الكاتب العام الأسبق لوزارة الشؤون الإسلامية، وبتكليف من الحاج أحمد بن عبد الرحمان بركاش وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك. وطبع المصحف الحسني على شكلين وبأحجام مختلفة. فمن حيث الشكل، وقعت الكتابة فيه بالسواد في ورق صقيل أبيض ناصع. ومن حيث الحجم كان الحجم الكبير المذهب، والحجم الكبير الأبيض، والحجم المتوسط، والحجم الصغير. وفي عام 1405م/1985 ه، طبع المصحف الشريف برواية ورش عن نافع بالخط المبسوط، الذي كتبه الخطاط عبد الإله المنجرة السعدي عام 1404ه/ 1984م، (طبع) في ماتيوكروموبنتو : (مدريد)، إسبانيا، ونشر بدار الكتاب بالدار البيضاء، بتمويل من مولاي علي الكتاني والحاج محمد السقاط.وكانت طبعة مدريد قد تمت بخط العبد الالاه المنجرة السعدي الذي ساعده على زيادة التصحيح والضبط كل من الاستاذين الجليلين المشهورين بالحفظ والاتقان.. السيد بنعيسى بربيش، والسيد الحاج عبد السلام الصنهاجي.. وقد دام عملهم فيه ثلاث سنوات، ثم سلموه إلى الهاشمي الفيلالي- وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية بالمملكة المغربية- الذي شكل لجنة من وزارته الموقرة برئاسة الفقيه الأستاذ محمد بن المكي بربيش، وعهد إليها بالسهر على مراجعته وتصحيحه.. وبعد القيام بعملها قالت عنه : أصبح سالما من الأخطاء، وجاء مطابقا لما أتى في كتب الرسم والضبط، وبناء على تلك الشهادة فإن الوزارة- ممثلة في كاتبها العام السابق، السيد محمد المرابط- قد اعتبر المصحف سالما من الأخطاء ومطابقا لرواية ورش. مصحف عبد الاله المنجرة كان مخطوطا بالخط المبسوط المغربي الجميل، وهو مكتوب باللون الأسود في أوراق صفراء مؤطرة بإطار مذهب، وقد رقنت فيه الآيات باللون الأصفر، ووضعت بهامشه التجزئات في إطار من الرسوم الرائعة، وكذا فواتح كل سورة.. وقد سفر بجلد مزين برسوم هندسية بديعة مما جعله يبدو في هيئة جميلة وحلة جد أخاذة..