تنظم وزارة الثقافة، ابتداء من يوم غد الجمعة 6 ماي الجاري، وإلى غاية 31 منه، وتحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، معرض "مصاحف المغرب" بفضاء العرض بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط. ويقدم هذا المعرض الأول من نوعه لمصاحف المغرب، حوالي 70 مصحفا شريفا مخطوطا ومطبوعا على الحجر، من أهمها مصحف على الرق مكتوب بخط كوفي يعود إلى القرن الثاني الهجري، ومصحف على ورق من أصل حريري مكتوب بخط مغربي مبسوط بمحلول الذهب، ومشكول بمحلول الفضة، ومصحف عمر المرتضى الموحدي، ومصحف مالقة، ومصحف شاطبة، ومصحف شريف من تحبيس أحمد المنصور السعدي ذي الأصل الصفوي على خزانة جامع القرويين بفاس سنة 1011ه، ومصحف أبي الحسن المريني، ومصحف الأميرة مريم السعدية، ومصحف الأمير محمد بن عبد القادر بن محمد الشيخ السعدي، ومصحف أبي زيان محمد الثاني، ومصحف القندوسي، ومصحف شريف بخط عبد الواحد بن أحمد العمراني الحسني، ومصحف شريف بخط سيدة بدوية تدعى عائشة بنت الحاج مبارك الشلح التكي، إضافة إلى مصاحف شريفة طبعت بالمطبعة الحجرية. ويهدف هذا المعرض إلى إطلاع الجمهور على جانب فني هام من الحضارة المغربية جرى فيه وما زال توظيف الجمالي لخدمة الديني، من خلال إحاطة القرآن الكريم بكل ما يستحقه من عناية مادية على مستوى الكتابة والزخرفة والتسفير. وعلاوة على إبراز جهود المغاربة وإبداعاتهم المتوالية في هذا الجانب، يهدف المعرض، أيضا، إلى رصد التحولات التي عرفتها صناعة المصحف، وتعريف الناشئة وعموم المغاربة بغنى تراثهم المخطوط، وتحفيزهم على الحفاظ عليه، والدور الذي تنهض به وزارة الثقافة للحفاظ على التراث الوطني المخطوط والتعريف به. ويسعى المعرض أساسا إلى إبراز الجانب المادي للمصحف الشريف، من حيث صناعته، واختلاف خطوطه وأحجامه، وطرق ضبطه، وغير ذلك من مؤشرات التنوع من القرن الثاني الهجري إلى الآن، كما يهدف المعرض إلى تسليط الضوء على الباع الطويل، الذي تميز به المغاربة في نسخ المصحف الشريف، وما راكموه من خبرات، خاصة في الاعتناء بالمصحف ضبطا، وزخرفا، وتسفيرا، خاصة أن الحضارة المغربية كان لها إسهام قوي في هذا المجال، تدل عليه التقاليد الفنية المستمرة إلى اليوم، كما تؤكد الشواهد التاريخية من المصاحف المخطوطة المتوفرة بكثرة في المكتبات العامة والخاصة، التي تختزن رصيدا فنيا غنيا بالدلالات الثقافية والإبداعية على مستوى الخطوط والزخارف. وموازاة مع المصاحف المعروضة، سيجري، أيضا، عرض صور فوتوغرافية لبعض المصاحف المغربية النادرة، ومختلف الأدوات المستعملة في صناعة المخطوط القرآني، وتنظيم ورشات للفن القرآني تجمع بين الخط والزخرفة والتسفير، يساهم فيها خطاطون ومزخرفون ومجلدون. وتعود مصادر المخطوطات المعروضة من المصاحف إلى الخزانة الحسنية بالرباط، وخزانة القرويين بفاس، والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، وخزانة ابن يوسف بمراكش، وخزانة الجامع الكبير بمكناس، والمكتبة العامة والمحفوظات بتطوان، ومكتبة عبد الله كنون بطنجة، وخزانة محمد لامين بتارودانت، وخزانة العراقي بفاس.