التأمت يوم الأحد 12 ماي 2013 بالرباط أزيد من 130 جمعية من مختلف مدن المغرب في إطار الملتقى السنوي الأول للجمعيات الطفولية الذي نظمته رابطة الأمل للطفولة المغربية تحت شعار: «لنحم أطفالنا من الاستغلال الجنسي». وتم خلال الملتقى توقيع شراكات بين الرابطة ومختلف الجمعيات المشاركة بهدف تنزيل الحملة الوطنية الثانية ضد الاستغلال الجنسي للأطفال التي تنظمها الرابطة بدعم من وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، في كافة مناطق المغرب. ويأتي هذا اللقاء في سياق وطني تنامت فيه الاعتداءات الجنسية على الأطفال، مرفوقة أحيانا بأعمال عنف تصل حد القتل كان آخرها الجريمة التي اهتز لها الرأي العام بتارودانت والتي أودت بحياة الطفلة «فاطمة الغندور» البالغة من العمر سنتين والتي تعرضت لاغتصاب وحشي قبل خنقها ورمي جثتها في مكان مهجور وسط المدينة، وقبلها حادث الاعتداء الشنيع على الطفلة «وئام الناجح» البالغة 10 سنوات بنواحي جرف الملحة والتي تعرضت لتشويه وجهها بمنجل بعد محاولة أحد الجيران اغتصابها. سعيد بورحي رئيس رابطة الأمل للطفولة المغربية الجهة المنظمة لهذه الحملة التي تمتد طيلة العام الجاري قال ل«التجديد» إن الحملة تسعى إلى نشر المقاربة الوقائية في صفوف الآباء والمربين والأطفال وهي المقاربة التي سيكون لها أثر كبير ونتائج ناجعة بحسبه، ويضيف « أكيد أن مساعدة الطفل حين تعرضه لحادث اعتداء جنسي مهم لكن الأهم منه حمايته بكافة الوسائل قبل الوقوع ضحية هذا الحادث». ويوضح بورحي أن الحملة تروم التواصل مع الأطفال مباشرة سواء في المؤسسات التعليمية أو المخيمات الصيفية أو دور الشباب وفتح حوار مباشر معهم وتوعيتهم بمفهوم الاستغلال الجنسي وأشكاله وإكسابهم القدرة الذاتية على التصدي لأي اعتداء جنسي وأيضا مساعدتهم على تجاوز حاجز «العيب والحشومة» الذي يمنعهم من البوح بما يمكن أن يتعرضوا له من تحرش جنسي. ويضيف أن الجمعيات المشاركة في الحملة ستنظم ورشات للآباء في مختلف المدن من أجل تحسيسهم بخطورة الظاهرة وتمكينهم من آليات التواصل مع أبنائهم في موضوع التربية الجنسية، وطريقة تقديم الإجابات الصحيحة لتساؤلات الأطفال في المواضيع الجنسية. هذا وتم خلال الملتقى تزويد الجمعيات بعدة تربوية تضم كتابا مرجعيا يتضمن دراسات وأبحاث حول الاستغلال الجنسي إلى جانب مطويات موجهة للآباء والأطفال والمربين وعدد من العروض التي ستؤطر الورشات المزمع تنظيمها في دور الشباب والمدارس والمخيمات وغيرها. ويشمل برنامج الحملة في نسختها الثانية على مطويات توجيهية، دليل الوالدين، ودليل المربي، ودليل الطفل، كما ستشتمل على ورشات وعروض وتنظيم مخيمات وإقامة أنشطة تربوية للأطفال يتم فيها توعيتهم بالسلوك المناسب وكيفية التعامل مع المحيط، والحذر من المنحرفين الجنسيين، وتعليمهم طرق حماية أنفسهم من العنف. وتشير دراسات إلى أن الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال ارتفعت خلال العشر سنوات الأخيرة من 500 حالة إلى 5000، فيما تشير تقارير أخرى إلى أن حوالي 80 بالمائة من حالات استغلال الأطفال هي اعتداءات جنسية، وأن 75 بالمائة من المعتدين من أقارب الأطفال.