أثارت حلقة يوم الثلاثاء 7 ماي 2013 من برنامج «قضايا وآراء» بالقناة الأولى الذي استضاف وجوها معارضة بارزة لحكومات «الربيع العربي»، تساؤلات عديدة عن الهدف من بث الحلقة المسجلة واختيار الضيوف في هذا التوقيت بالذات، حيث تعيش الدول التي شهدت انتخابات حرة ونزيهة أوصلت الإسلاميين إلى الحكم مخاضا سياسيا صعبا، وفي غياب وجهات نظر يمثلها الحاكمون الجدد، كما تقتضي المهنية. واستغرب متتبعون، تناول ضيوف عبد الرحمان العدوي مقدم البرنامج الكلمة في 90 دقيقة لتوجيه سهام نقدهم لتجربة الإسلاميين، واتهامهم باستغلال الدين من أجل الوصول إلى السلطة والتقصير في تدبير سياسات بلدانهم، ومساهمتهم في حدوث تراجعات على مستوى الحريات، وذلك في غياب رأي آخر يتناول الأمر بموضوعية ويحاكم التجربة بما لها وما عليها، خاصة أن الضيف الوحيد المحسوب على الإسلاميين لم يكمل البرنامج بعد انسحابه لالتزاماته المتعلقة بالسفر، ويتعلق الأمر بمحمد جميل ولد منصور رئيس حزب تواصل الإسلامي الموريتاني حسب مراقبين، فإن طريقة تقديم الحلقة والضيوف تثير مسألة موقف الإعلام العمومي المغربي مما يجري في دول الربيع العربي التي أطاحت شعوبها بالأنظمة الحاكمة الديكتاتورية وصوتوا للإسلاميين لتدبير شؤونهم في المرحلة الانتقالية، ويبعث رسائل سياسية إلى الدول المعنية بالانتقادات، وإلا بماذا يفسر مشاركة حمدين الصباحي زعيم التيار الشعبي المعارض وجورج إسحاق أحد معارضي مرسي بمصر والطيب البكوش أمين عام حركة نداء تونس المعارضة، في هذا التوقيت الذي يتسم بتصاعد حدة المعارضة في كل دول الربيع العربي، يتساءل متتبعون. تعليقا على وقائع البرنامج، أكد يحيى اليحياوي الخبير الإعلامي في تصريح ل«التجديد»، أن الإعلام العمومي المغربي على غرار الإعلام العمومي العربي يتعامل بتحيز ويتخذ مواقف معارضة تدعم المعارضات الحالية في كل الدول التي يحكمها الإسلاميون، واعتبر المتحدث، أن هذه المعارضات غير طبيعية لأنها جاءت كرد فعل سلبي لكون من يقف ورائها تم إقصائهم من الحراك السياسي والثقافي والفكري ووجدوا أنفسهم الطرف الخاسر الذي لم يجن ثمار الثورات. وأرجع اليحياوي التحامل الذي تمثله القنوات العمومية وخاصة القناة الثانية، إلى عجز الحكومة على إحداث تغيير فيما يخص المسؤولين على قطاع الإعلام.