شدد المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث الذي يترأسه الشيخ يوسف القرضاوي، على أنّ أي إسهام في الحرب ضد العراق غير جائز شرعا ً، لأنه تعاون على الإثم والعدوان، وحذّر من خطورة هذه الحرب الجديدة، مؤكداً أنها لا تمتلك أي مشروعية من ناحية الدينية، أو الأخلاقية، أو القانونية، كما أنها تفتقر للمبررات المقبولة. جاء في بيان أصدره مجلس الإفتاء الخاص بالمسلمين في القارة الأوروبية، حول الاستعدادات الأمريكية لضرب العراق، بعد أن أنهى أعماله بالعاصمة الإيرلندية دبلن مساء الأحد الماضي، أنّ ضرب العراق وتدمير بنيته التحتية وما يترتب على ذلك من مآس إنسانية للآدميين حرب غير مشروعة وهي ليست موجهة ضد العراق وحده، إنما تطال العالم الإسلامي بصفة خاصة، وتخلخل الأمن والسلام العالميين بصفة عامة، وهي حرب لا سند لها من شرعية أخلاقية أو قانونية، ولا مبرر لها من حيث الواقع. و"أن الإشتراك في هذه الحرب غير جائز شرعاً، لأنه تعاون على الإثم والعدوان، قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)". وأوضح بيان المجلس، الذي يضم علماء وفقهاء بارزين وباحثين مسلمين متخصصين من عموم أوروبا ومن أرجاء العالم الإسلامي وأمريكا الشمالية؛ أن هذه الحرب العدوانية تهدف لتحقيق الهيمنة الأمريكية على منابع البترول، والتحكم في العالم أجمع، على الرغم من تصاعد مسيرات الاحتجاج في أرجاء المعمورة ضدها. ويعتبر المجلس الأوروبي للإفتاء الذي عقد دورته العاشرة من 23 إلى 26 يناير الجاري، أنّ خطر إندلاع حرب شاملة مدمرة على العراق والمنطقة، وسيترتب عليها قتل وجرح وتعويق لعشرات الآلاف من الأطفال والنساء والأبرياء، وتدمير وترويع وتهجير، وستحمل انعكاسات سلبية على العلاقات بين الدول والحضارات والأديان والمجتمعات ومن إشعال روح الكراهية والعنصرية بين الشعوب. ودعا المجلس الأوروبي، كما أفادت وكالة قدس برس للأنباء، جميع الشعوب الإسلامية وكل المحبين للخير والسلام للوقوف "صفاً واحداً في وجه قوى الحرب والشر والظلام بكل الوسائل المشروعة، كما يدعو المسلمين في أوروبا وغيرها إلى التعبير عن معارضتهم لضرب العراق بالتعاون مع قوى الخير والسلام في إطار الالتزام بالقوانين المرعية في تلك البلاد، والحفاظ على الأمن الاجتماعي لمجتمعاتهم الأوروبية التي أصبحوا جزءاً لا يتجزأ منها". والجدير بالذكر أنّ الشيخ القرضاوي، رئيس المجلس، كان قد دعا إلى تخصيص يومي 14 و15 من فبراير القادم، للتضامن مع الشعب العراقي وضد الحرب. كما حث مسلمي أوروبا على المشاركة الفعالة في ذلك. جاء ذلك خلال نشاط إعلامي أقيم في العاصمة البريطانية لندن يوم الإثنين 20 يناير الجاري.