ناشد علماء دين مسلمون ورؤساء منظمات إسلامية ومسئولون، من بينهم الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، خاطفي الصحفيين الفرنسيين في العراق، إطلاق سراحهم، لتناقض ذلك مع تعاليم الإسلام التي تحرم ترويع وخطف المستأمنين. وأجمع العلماء على رفض قيام جماعة مسلحة في العراق باختطاف الصحفيين الفرنسيين جورج مالبروا وكريستان شانسو لإجبار فرنسا على التراجع عن قانون يحظر ارتداء الحجاب بالمدارس، وطالبوا -رغم معارضة معظمهم لقرار حظر الحجاب- الخاطفين بسرعة الإفراج عن الصحفيين، كما شددوا على أن الإسلام ضد خطف المستأمنين. واعتبر العلماء أن أسلوب الاختطاف لن يساهم في حل قضية الحجاب بل سيترتب عليه آثار عكسية، من بينها الإضرار بأوضاع مسلمي فرنسا بصفة عامة وفقدانهم بعض التأييد الذي حصلوا عليه في قضية الحجاب وترسيخ وعي زائف لدى الغرب بأن الإسلام دين إرهاب. كما نبهوا إلى أن عملية الاختطاف تفضي لإفقاد المسلمين بصفة عامة مواقف فرنسا المنصفة إزاء الكثير من قضاياهم وبخاصة موقفها المناهض لاحتلال العراق. ورأوا أن حل قضية الحجاب يمكن أن يتم بالطرق السلمية الأكثر إقناعا عبر الحوار الموضوعي مع السلطات الفرنسية، سواء من جانب علماء فرنسا أو العلماء في مختلف أنحاء العالم. رأي شيخ الأزهر استنكر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر اختطاف الصحفيين الفرنسيين، وطالب الخاطفين بعدم المساس بسلامتهما والإفراج عنهما فورا. وأكد شيخ الأزهر أن شريعة الإسلام حرمت اختطاف الأبرياء واتخاذهم رهائن لتحقيق أهداف معينة. ورأى أن الزج باسم الإسلام واتخاذ الحجاب كوسيلة لتبرير العدوان على الأبرياء والمدنين أمر غير مقبول وليس من أخلاق الإسلام. رأي فضل الله قال المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله لإسلام أون لاين.نت: إننا نرفض الربط بين خطف الصحفيين الفرنسيين وقانون الحجاب في فرنسا، لأن هذا الربط يسيء إلى الإسلام. وأضاف: كنا أكدنا أن قضية حظر الحجاب في فرنسا لابدّ أن يدور الحوار حولها بين المسلمين الفرنسيين والحكومة الفرنسية بطريقة عقلانية موضوعية، لأن ذلك هو الذي يحقق النتائج الإيجابية ويحافظ على العلاقات الجيدة بينهم وبين حكومتهم. وتابع فضل الله: نرفض خطف الأجانب سواءً أكانوا فرنسيين أو غير فرنسيين ولاسيما الصحفيين الذين لا يسيئون إلى القضايا الإسلامية وخصوصاً مع التهديد بقتلهم، لأن ذلك يسيء إلى صورة الإسلام والمسلمين في العالم ويخالف القاعدة القرآنية الشرعية في قوله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى). ودعا الخاطفين إلي إطلاق سراح الصحفيين لأن الحكومة الفرنسية وقفت موقفاً جيداً ضد الحرب الأمريكية-البريطانية على العراق، بالإضافة إلى بعض مواقفها المتميزة عن المواقف الأمريكية، خصوصاً فيما يتصل بالقضية الفلسطينية. رأي جمال الدين محمود وصف الدكتور جمال الدين محمود عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر عملية الاختطاف بأنها خطأ كبير ينكره الإسلام لأنه لا يجوز على الإطلاق خطف المدنيين أو قتل المواطنين من أجل حل مشكلة أو قضية بعينها، مشيرا إلى أن هذا العمل سيفقد المسلمين من الناحية السياسية مواقف فرنسا المنصفة إزاء الكثير من قضايانا وبخاصة موقفها المناهض لاحتلال العراق. وأضاف أنه كان الأولى بنا كمسلمين تعزيز علاقتنا بفرنسا لأنها من الدول التي لها مواقف منصفة من قضايا العالم الإسلامي، موضحا أن خطف الرهينتين الفرنسيين سيكون بلا شك له تأثير في تعديل فرنسا لسياستها الخارجية تجاه العالم العربي خاصة. ورأى أنه لابد أن يتم حل مشكلة الحجاب بشكل قانوني ودبلوماسي. رأي الدكتور محمد رأفت عثمان اعتبر الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن هذا الاختطاف أسلوب متدن ترفضه مبادئ الشرع الإسلامي الحنيف وأحكامه التي تنظم العلاقة بين المسلمين وغيرهم، وأكد أن القيام بهذا العمل يسيء إساءة بالغة للإسلام وأهله خاصة في هذا الوقت الذي يواجه فيه الإسلام اتهاما بالإرهاب. واعتبر أن اختطاف الصحفيين الفرنسيين سيرسخ وعيا زائفا لدى الغربيين بأن الإسلام دين إرهاب وأن المسلمين لابد أن يعاملوا كإرهابيين. ورأى أن من قام بعملية الاختطاف لا يدرك ما ينفع الإسلام، ولكنه يريد أن يعطى الآخرين ورقة رابحة ضد الإسلام، مؤكدا أن الصحفيين الفرنسيين الذين تم اختطافهما يدخلان في نطاق المستأمنين الذين لا يجوز إلحاق الضرر بهم لأنهم دخلوا الدولة الإسلامية بتأشيرة دخول وهو ما يطلق عليه عقد الأمان الذي يعطيهم الحق في أن نحفظ أموالهم وأنفسهم ولا يكون لأي مسلم أن يؤذيهم بأي شكل من الأشكال. رأي الشيخ علي أبو الحسن اعتبر الشيخ على أبو الحسن الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر في حديث لإسلام أون لاين.نت أن اختطاف الصحفيين الفرنسيين سيؤدي إلى انقلاب في غير صالح مسلمي فرنسا، فالتأييد الذين حصلوا عليه عالميا في قضية الحجاب باعتباره حقا دينيا وإنسانيا سيتبدل إلى اعتبار المسلمين أصحاب عنف في حل قضاياهم كما سيضيع حق المسلمين في فرنسا الذين قطعوا شوطا كبيرا في قضية الحجاب عن طريق السبل القانونية. رأى الشيخ حامد البيتاوي رغم تأكيده لإسلام أون لاين.نت رفض القرار الفرنسي بحظر الحجاب، رأى الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين أنه لا يجوز معالجة قضية حظر فرنسا لارتداء الحجاب في المدارس عبر اختطاف الصحفيين وفضل أن يترك الأمر لعلماء المسلمين في فرنسا لمعالجته. رأي الدكتور عرفات الميناوي عارض د. عرفات الميناوي عضو لجنة إفتاء الجامعة الإسلامية بغزة اختطاف الصحفيين الفرنسيين، قائلاً في حديث مع إسلام أون لاين.نت: فرنسا كانت معارضة للحرب، ويجب على المسلمين أن يستغلوا هذا الأمر فاختطاف الصحفيين لن يحل مشكلة المحجبات في فرنسا أبدا، بل ستزيد المشكلة تعقيدا. رأي الداعية فتحي يكن وجّه النائب السابق بالبرلمان اللبناني الداعية فتحي يكن نداءً عاجلاً إلى مختطفي الرهينتين الفرنسيين يطالبهم بإطلاق سراحهما فوراً، وقال يكن في ندائه: نهيب بكم باسم الإسلام وباسم المصلحة الإسلامية العليا أن تطلقوا سراح الرهينتين الفرنسيين فوراً. وأضاف: إن موقف فرنسا الرافض دائماً للحرب على العراق، والمؤيد دائماً للقضايا العربية والإسلامية العادلة والمحقة، ورفضها المشاركة في أيّ جهد عسكري ضدّ العراق، يكفي مبرراً للإفراج عن الرهينتين المذكورين. وتابع قائلاً: عند العودة للقواعد الشرعية المعتبرة في الإسلام كالقواعد المتعلقة بالمصالح والمفاسد فلا نجد أية مصلحة في ربط موضوع الحجاب بالحرب الدائرة على العراق، بل إننا نرى بوضوح الكثير من المفاسد التي يمكن أن تنجم عنها، وإنه من الحكمة والمصلحة بمكان أن نجيّش الدول الأوربية وغيرها ضد السياسة القمعية التي تعتمدها واشنطن، لا أن نجيّشهم معها وضد قضايانا.