انتشار السراويل الضيقة ظاهرة أضحت واضحة، من خلال هندام التلاميذ والتلميذات على حد سواء، خصوصا تلك السراويل الممحوقة والممسوحة من الأمام والخلف من صباغتها الأصلية. في هذا الاستطلاع حاولنا معرفة آراء بعض التلاميذ ذكورا وإناثا في الموضوع. السكوت علامة الرضى تعتقد بعض التلميذات أن السكوت عن ظاهرة السراويل الضيقة هو من علامة رضى جميع أفراد الأسرة والمجتمع، وعلى هذا الأساس فإنهن يرتدين السراويل من غير شعور بالحرج أو الخجل أمام إخوتهن من الذكور وآبائهن ومدرسيهن، وقد عبرت التلميذة إلهام (51 سنة) عن هذا الإحساس قائلة: >إننا وجدنا أخواتنا الكبيرات يرتدين السراويل الضيقة من غير حرج أو خجل أمام آبائنا وإخوتنا وكل الرجال فتأكد لنا أمام صمتهم ورضاهم جميعا أن الأمر عاد لا شذوذ فيه، وأقدمنا على ارتداء هذا النوع من السراويل بكل حرية وطلاقة<. وتضيف إلهام أن إثارة هذا الموضوع، غير نظرتها لارتداء هذا اللباس بكونها أصبحت ترى أن ارتداء السراويل الضيقة التي تعودت عليها عار على جبين المجتمع المغربي، وتوضح إلهام أسباب التطبيع مع هذا اللباس بقولها: >ارتداء هذا النوع من الملابس يعتبر استهانة من اللواتي يرتدينه بالأخلاق والقيم والتقاليد العربية والإسلامية، ولم يحرك شيء من ذلك في الناس أدنى شعور بالغيرة على هذه القيم، فيهبوا لإصلاح ما أفسدته التيارات الغربية، التي عصفت بأخلاق فلذات أكبادنا. الأسواق المغربية هي السبب انتشار السراويل الضيقة بالأسواق، يجعل الفتيات لا يجدن سراويل تناسب أذواقهن، وهذا وضحته وهي متوترة: "أي بديل نرتديه غير هذه السراويل الضيقة؟!<. وتضيف قائلة: >أعود أولي أمري إلى البيت خائبة الظن في كل مرة، أريد أن أشتري فيها سروالا أنيقا ومناسبا يستر جسدي ولا يخدش الحياء أو يجعلني محط انتقادات فلا أجد ما يناسبني<. وترى إحدى التلميذات أن "هنالك أشخاصا يتحكمون في الأسواق المغربية، التي على الرغم من شساعتها لا تتنافس إلا على مثل هذه السراويل الضيقة، وأن هذا الأمر خلق بطرق غير مباشرة إكراهات وضغوطات على الشباب ذكورا وإناثا، كي يشتروا هذه السراويل اللاصقة، وتلك التي شوهت بمحو صباغتها الأصلية من الأمام والخلف، ولا بديل غير هذا النوع من السراويل<. أمهاتنا قتلن فيها روح الغيرة يعتقد بعض التلاميذ الذكور أن استفحال ظاهرة السراويل الضيقة يأتي من إهمال وتقصير الأسر المغربية في وظيفتها التربوية إزاء الإناث بالخصوص، حيث أصبحت تترك لهن الحبل على الغارب ليفعلن بأنفسهن ما يشأن وهن قاصرات، فيحصل لهن هذا الارتباك في الملبس، في غياب موجه ومسؤول. يقول منير 51 سنة في هذا الصدد: >إن أمهاتنا قتلن فينا روح الغيرة والكرامة، وعزة النفس تجاه أخواتنا، بحيث أصبحن يرتدين هذه السراويل الضيقة واللاصقة بمباركة الأمهات ولا حق للإخوة الذكور أن يتدخلوا في شؤون الإناث، لأنهم إنما يفعلن ذلك انسجاما مع روح العصر وما يتطلبه من أناقة وشياكة<. وبهذا يكون انتشار السراويل الضيقة له أسباب متعددة منها تأثير صانعي الموضة الذين يغرقون الأسواق المغربية بهذا النوع من اللباس، كما أن الأسر مسؤولة عن مراعاة التقاليد المغربية الأصيلة والمتجذرة في أعماق التاريخ العربي الإسلامي. ذ. محمد الناوي