دنّست مجموعة من المستوطنين أحد الأديرة في القدسالمحتلة، حيث كتبوا شعارات مسيئة للسيد المسيح عليه السلام على جدرانه، كما اعتدت على ممتلكات فلسطينية في بلدة شقبا شمال مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، فيما دعت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات إلى ضرورة وضع حد حاسم لانتهاكات الاحتلال الصهيوني لحرمة المقدسات، وعدم التعرض لأماكن العبادة من كنائس ومساجد وأديرة. وبحسب ما نشر موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت" الصهيونية، أول أمس، قامت مجموعة من المستوطنين بكتابة شعارات باللغة العبرية معادية ومسيئة للسيد المسيح على جدار دير المصلبة التابع للكنسية الأرثوذكسية بالقرب من حديقة صقر في القدس، وكذلك قاموا بثقب إطارات السيارات التي كانت تقف في ساحة الدير. وقال الأب كلاوديوس رئيس الدير للصحافيين إنه لاحظ الكتابات على الجدران في الساعة الرابعة والنصف فجراً (30 .2 تغ) عندما نهض للصلاة. وأكمل “هذه المرة السابعة التي يحدث فيها ذلك"، مشيراً إلى أنه لو طرق المعتدون الباب لقام بدعوتهم للشاي للحديث عن دينه معهم. كما سطرت مجموعة مستوطنين كتابات مسيئة على مدخل مقبرة الأرمن في القدس، بحسب اعتراف شرطة الاحتلال. وبحسب رئيس الدير، فإن المعتدين كتبوا عبارات “دفع الثمن" و"عيد أنوار (هانوكا) سعيد" على جدران الدير وقاموا بثقب إطارات عدة سيارات في المكان. وأدانت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات قيام متطرفون يهود بخط عبارات «دفع الثمن»، وعبارات فيها شتائم نابية بحق السيد المسيح عليه السلام على جدران دير المصلبة التابع لبطريركية الروم الأرثوذكس، والذي يقع بالقرب من حديقة ‘صقر' في القدسالمحتلة، إضافة إلى الاعتداء على سيارات المواطنين بالتخريب والتدمير، مؤكدةً على مواصلة انتهاك الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه حرمة المقدسات المسيحية والإسلامية في المدينة المقدسة وسائر الأراضي الفلسطينية، دون اعتبار لحرمة الأديان وأماكن العبادة. ودعت الهيئة في بيانها، الذي نشرته على موقعها الالكتروني، إلى ضرورة «وضع حد حاسم لانتهاكات سلطات الاحتلال الاسرائيلي لحرمة المقدسات، وعدم التعرض لأماكن العبادة من كنائس ومساجد وأديرة»، مشيرة الى أن «الأنبياء والأديان وأماكن العبادة أماكن مقدسة تتمتع بحرمة وقداسة خاصة لا يجوز لأي أحد التطاول أو التعدي عليها». ومن جهته، حمل الأمين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى حكومة الاحتلال وحاخاماته المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال الإجرامية والانتهاكات، مشيراً إلى ما يصدر عن حاخامات اليهود من فتاوى عنصرية متطرفة تبيح قتل العرب مسلمين ومسيحيين في فلسطين، مشيراً إلى أن «سلطات الاحتلال وسوائب المستوطنين يعملون على تعكير احتفالات المسيحيين بعيد الميلاد المجيد، عيد السيد المسيح عليه السلام، فالتعدي بالشتم على السيد المسيح في هذه الأوقات هو تطرف وعنصرية كبيرين»، منبهاً على تصريحات موفاز ووزير داخلية الاحتلال بدعوتهما لتسهيل فتح النار على المتظاهرين الفلسطينيين، واستخدام الحد الأقصى من النار في مواجهاتهم، وهو ما اعتبره بمثابة ضوء أخضر لليهود والمستوطنين بالقيام أعمال تخريب لكل ما هو غير يهودي في القدس وسائر فلسطين، حتى وصل الأمر في الفترة الأخيرة الى التعدي على أنبياء الله بالشتم والإساءة، وتخريب دور العبادة وتدميرها وحرقها، محذراً من المزيد من الاعتداءات والانتهاكات لا سيما بعد تصريحات قادة الاحتلال الأخيرة. ودعت الهيئة مجلس الكنائس العالمي وقداسة بابا الفاتيكان، ومنظمة التعاون الاسلامي والمجتمع الدولي، وكافة المؤسسات والجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها، والتدخل الفوري للضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه الاعتداءات والانتهاكات المتكررة في القدس والأراضي الفلسطينية عامة حيث الانتهاكات بحق المساجد والكنائس والأديرة مستمرة بشكل يومي. يذكر أن هذا الاعتداء على دير المصلبه ليس الأول من نوعه بل يأتي ضمن سلسلة من الأعمال التخريبية بحق المقدسات ودور العبادة، ضمن عمليات الانتقام التي يطلق عليها المتطرفون اسم «دفع الثمن» انتقاماً من المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدسات، يضاف الى أن دير المصلبة يتمتع بأهمية دينية كبيرة لدى نصارى العالم، حيث يكتسب اسمه من الشجرة التي كانت مزروعة مكانه وأخذ منها خشب الصليب الذي صلب عليه السيد المسيح عليه السلام، بحسب معتقداتهم. بدوره، ندد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني محمود الهباش بإساءة المستوطنين للسيد المسيح. وحمل في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) الحكومة الصهيونية المسؤولية الكاملة عن استمرار هجمات المستوطنين على المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية في الأراضي الفلسطينية. وقال إن حكومة الكيان ترعى إرهاب المستوطنين ضد كل ما له علاقة بالهوية العربية الفلسطينية الإسلامية والمسيحية، مطالباً بموقف دولي وعربي وإسلامي صارم أمام هذا الخطر الداهم “الذي يهدد مستقبل الإنسانية بأسرها". وأدانت الحكومة الأردنية جريمة المستوطنين، مؤكدة أنها “اعتداء مرفوض وانتهاك فاضح لأماكن العبادة". وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة إن “الحكومة الأردنية تعبّر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لكتابات مستوطنين على جدران الدير المقدسي، وما تضمنته من عبارات نابية بحق السيد المسيح عليه السلام" . وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الأردنية أن “هذه الأعمال تشكل استفزازاً لمشاعر المسلمين والمسيحيين وإساءة للأديان السماوية والرموز الدينية واعتداء مرفوضاً وانتهاكاً فاضحاً لأماكن العبادة وسلامتها". وأوضح المعايطة أن “الأعمال “الإسرائيلية" تأتي في وقت يحتفل العالم بمولد السيد المسيح عليه السلام". وفي قرية شقبا الواقعة شمال مدينة رام الله أقدمت مجموعة من المستوطنين على حرق سيارة فلسطينية، وخطوا شعارات معادية للعرب و"دفع الثمن" قبل أن يغادروا القرية.