المسجد الأقصى يتعرض لمذبحة تاريخية وحضارية من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلية حذرت مصادر فلسطينية متعددة، الأربعاء الماضي من ان التهويد الإسرائيلي لمدينة القدس وصل قلب المسجد الأقصى من خلال قرار الحكومة الاسرائيلية تحويل ساحات الحرم القدسي الى متنزهات وحدائق عامة تابعة لبلدية القدس، وذلك في ظل التنديد الفلسطيني ومطالبة العرب والمسلمين بانقاذه. وشددت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات على ان قرار بلدية الاحتلال بالقدس والقاضي بتحويل باحات المسجد الأقصى المبارك إلى حدائق وساحات عامة، وهو انتهاك خطير وجسيم لحرمة المسجد الأقصى. وأشارت الهيئة الى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تهدف من وراء إعلان باحات الأقصى حدائق وساحات عامة إلى تقويض المسجد ومحاصرته بمعالم يهودية تطغى على عروبته وقدسيته، وبالتالي يتم إلغائها كساحات للمسجد الأقصى، وفتحها باستمرار أمام اليهود. ومن جهته قال الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948: إن بلدية الاحتلال في القدس أصدرت قرارا يقضي بتحويل باحات المسجد الأقصى إلى حدائق وساحات عامة، بهدف إلغاء تبعيتها للمسجد، وفتح المجال أمام اليهود لدخولها في أي وقت. وأضاف أن تهويد مدينة القدس تصاعد مع بداية شهر رمضان، إذ يعمل الاحتلال على طمس المعالم الفلسطينية في المدينة المقدسة عبر إجراءات تنفذ لأول مرة في هذا الشهر. وأوضح في الخطيب تصريحات صحافية «أن الاحتلال الإسرائيلي سمح ولأول مرة في شهر رمضان بدخول المستوطنين والمتطرفين إلى باحات المسجد الأقصى، دون مراعاة لمشاعر المسلمين الموجودين فيه، في الوقت الذي أصدرت فيه بلدية الاحتلال قراراً باعتبار باحات المسجد حدائق وساحات عامة يجوز لأي شخص دخولها». ومن جهتها طالبت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة الثلاثاء الماضي، قادة العالم الإسلامي بالتحرك العاجل وعقد لقاء قمة إسلامية لبحث الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، واتخاذ القرارات والإجراءات الفاعلة لحمايته. ووصفت الوزارة قرار قوات الاحتلال بتحويل باحات وساحات المسجد الأقصى المبارك إلى ساحات وحدائق عامة بأنه قرار خطير وتعد سافر على حرمة أحد أقدس المقدسات الإسلامية في العالم. وقالت إن «الاحتلال يسابق الزمن ويتخذ في كل يوم بل في كل ساعة قرارات خطيرة بهدف تهويد المدينة المقدسة، وإزالة المسجد الأقصى المباركة لوضع هيكلهم المزعوم على أنقاضه». وبينت وزارة الأوقاف أن من شأن هذا القرار فتح الباب أمام المستوطنين واليهود المتدينين لدخول وتدنيس باحات المسجد في الوقت والزمان الذي يريدونه. وجددت دعواتها للمقدسيين وأبناء فلسطينالمحتلة عام 48 وكل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى إلى التوجه إليه والرباط فيه، والتصدي لمحاولات الاحتلال وقطعان مستوطنيه بتدنيس واقتحام المسجد. ومن جهته دعا قاضي القضاة ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي الفلسطيني سابقاً تيسير التميمي، لهبة عربية وإسلامية عاجلة لنصرة الأقصى ومدينة القدس من المخططات الإسرائيلية . وأكد التميمي أن المسجد الأقصى يتعرض لمذبحة تاريخية وحضارية، من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلية بكافة أذرعها العسكرية والسياسية. وحذر التميمي، من تنفيذ الاحتلال لمخططاته التهويدية في المسجد الأقصى ومدينة القدسالمحتلة، لبناء الهيكل المعزوم، مؤكداً أن المسجد الأقصى المبارك يتعرض لهجمة غير مسبوقة وهدفها القضاء على الطابع الديني والإسلامي للأقصى والمدينة المقدسة. ولفت قاضي القضاة، إلى أن حماية الأقصى واجب ديني وإسلامي، وعلى الجميع بذل كافة الجهود المتاحة لنصرة المدينة المقدسة للحفاظ على الطابع الإسلامي من دنس وجرائم الاحتلال. وطالب التميمي، بتحرك إسلامي وعربي عاجل لإنقاذ المسجد الأقصى قبل فوات الأوان، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل مخطاطته التهويدية تحت الأقصى المبارك بعد تأكده من الصمت العربي. وأوضح، أن العالم الإسلامي، لا يضع القدس على سلم أولوياته، لافتاً إلى أن الوضع داخل المدينة المقدسة خطير ويحتاج لتدخل عاجل. ومن جهته أدان «التجمع للحق» قرار بلدية الاحتلال في القدس بتحويل ساحات المسجد الأقصى إلى حدائق وساحات عامة، محذرا من التصعيد الأخير المستمر بحق المسجد من قبل بلدية الاحتلال ومستوطنيها وبدعم من قيادة دولة الاحتلال. وأكد التجمع في بيان صحفي أن القرار يشكل مخالفة لقواعد القانون الدولي الإنساني ولأحكام اتفاقية جنيف الرابعة والمتعلقة بحماية الأماكن المقدسة ودور العبادة وحماية حرماتها، بالإضافة إلى أن هذه الاقتحامات تعمل على استفزاز المواطنين الفلسطينيين والمسلمين في العالم وخاصة المتواجدين داخل المسجد الأقصى وتعمل على إثارة الاضطرابات وأعمال العنف داخل الأراضي المحتلة. وحذر التجمع من خطورة القرار الإسرائيلي، وحذر من أن استمرار العمل به سوف يؤدي إلى انفجار الوضع في المنطقة بشكل قد لا تتم السيطرة عليه مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف هذه الاعتداءات المتكررة بحق الأماكن المقدسة ودور العبادة والعمل على حماية المقدسات. وطالب التجمع الدول السامية والمتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة بتحديد موقفها من انتهاكات قوات الاحتلال بحق دور العبادة والأماكن المقدسة والعمل على محاسبة دولة الاحتلال على مخالفتها لأحكام هذه الاتفاقية. كما دعا التجمع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالتحرك الفوري والعمل على وقف هذه الاعتداءات المتكررة، واستخدام نفوذهما وعلاقاتها الدولية لإجبار دولة الاحتلال على منع مثل هذه الاعتداءات والالتزام بحماية الأماكن المقدسة ودور العبادة. ودعا التجمع منظمة اليونسكو بالتحرك الفوري للعمل على وقف هذا القرار فواراً والقيام بواجبها تجاه التراث الديني في مدينة القدس.