دنس جنود الاحتلال «الإسرائيلي» طهارة المسجد الأقصى مع إرهابيين صهاينة كانوا في حمايتهم ويعتزمون أداء طقوسهم في المسجد، مما أدى إلى وقوع مواجهات عنيفة أصيب خلالها عدد من المصلين الفلسطينيين وثلاثة من جنود الاحتلال، واعتقل 13 شاباً فلسطينياً، فيما انطلقت أصوات إدانة واستنكار عربية وإسلامية للاعتداءات الصهيونية. في وقت توقع فيه قيادي إسلامي بارز في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1984 من تصاعد عمليات اقتحام المسجد المبارك في إطار استكمال ما وصفه ب»المشروع الأسود» لاستهداف المسجد المبارك وهدمه وبناء «الهيكل» المزعوم على أنقاضه. وأدان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورته غير العادية، أول أمس، تصاعد الإجراءات التهويدية في القدسالمحتلة وبخاصة التهديدات الخطرة التي يتعرض لها المسجد الأقصى. وحذر المجلس، في بيان صادر عن الاجتماع، أول أمس، من خطورة هذه التطورات العدوانية على استقرار المنطقة والعالم بأسره. وأدان شيخ الأزهر د. أحمد الطيب اقتحام قطعان المستوطنين الصهاينة ساحة المسجد الأقصى، مؤكداً أن استمرار العدوان الصهيوني على المقدسات الإسلامية بفلسطين لن يمر مرور الكرام، ولن يستمر الصمت العربي والإسلامي زمناً طويلاً. وقال شيخ الأزهر، إن المسجد الأقصى خط أحمر، ولن يسمح المسلمون بالمساس به، مطالبًا الدول الإسلامية بحشد القوى والطاقات للتصدي لتهويده، مستنكرًا بشدة اقتحام باحات الأقصى. ودعا الطيب، فى تصريحات صحفية له، أول أمس، الأمتين الإسلامية والعربية للوقوف صفًّا واحدًا أمام المخططات الصهيونية التى تستهدف المسجد الأقصى المبارك، والعمل على إحباطها. ودعا شيخ الأزهر جميع الشرفاء والأحرار فى العالم إلى الوقوف مع الحق والعدل وحماية المقدسات، مطالبًا الدول الإسلامية بحشد القوى والطاقات للتصدي لعملية تهويد القدس التى يسعى إليها الصهاينة عبر سلسلة من الاعتداءات المتكررة على الحرم الشريف. بدوره، أكد مفتي القدس وخطيب المسجد الأقصى د. محمد حسين أن ما حدث من جانب المستوطنين كاد يؤدي إلى كارثة، لولا وجود عدد من المصلين المرابطين في الأقصى. وناشد حسين الموجود حالياً في القاهرة، في تصريح خاص لصحيفة ”الخليج” الإماراتية، أول أمس، الدول العربية بأن تفيق من غفلتها وتضع مشكلاتها الداخلية جانباً، وتسعى إلى حماية مقدساتها في فلسطين قبل أن تضيع. من جهتها، أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة إقدام قوات الاحتلال على اقتحام المسجد الأقصى، والاعتداء على عدد من المصلين، معتبرة هذا التصعيد الخطر اعتداء على الأمة الإسلامية جمعاء. ودعا وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني عبد السلام العبادي “العالم الإسلامي والمجتمع الدولي” إلى “التدخل لوقف الانتهاكات الصارخة والمتكررة” في باحة المسجد الأقصى. وحذر من “الآثار الخطرة التي تترتب على دخول منظم لمجموعات كبيرة من الجنود “الإسرائيليين” وبالزي العسكري الكامل وأحياناً بسلاحهم وبشكل يومي إلى باحات المسجد الأقصى”. كما التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أول أمس، مفتي القدس الشيخ محمد حسين، لبحث تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية ومواجهة الانتهاكات “الإسرائيلية” وعدوانها المستمر على المقدسات الدينية. إحباط محاولة الاقتحام وكان مرابطون فلسطينيون في المسجد الأقصى المبارك صدّوا محاولات اقتحام لعشرات المغتصبين الصهاينة لساحاته، صباح أول أمس، وسط مواجهات مع شرطة الاحتلال التي حاولت حماية المغتصبين وتأمين عملية اقتحامهم. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن مواجهات عنيفة اندلعت في ساحات المسجد بين الفلسطينيين وشرطة الاحتلال التي انتشرت في المنطقة لتأمين الحماية لعشرات الإرهابيين الصهاينة الذين تجمعوا بالقرب من جسر المغاربة غرب المسجد الأقصى الموصل إلى بوابة المغاربة، والذين كانوا يعدون للوصول لساحات المسجد. ورشق الشبان الفلسطينيون شرطة الاحتلال بالحجارة والأخشاب، فيما تصدت لهم قوات الاحتلال بالهراوات والغاز المسيل للدموع، وأصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح واعتقل 18 منهم. وقال رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى، ناجح بكيرات، إن نحو 500 فلسطيني رابطوا في المسجد منذ وقت مبكر، للتصدي لخطط الصهاينة اقتحام المسجد. وذكر أن الفلسطينيين تمكنوا من اعتراض أحد قادة الإرهابيين وأجبروه على التراجع واشتبكوا مع شرطة الاحتلال التي حاولت تأمين دخول الصهاينة. وقال إن الفلسطينيين استخدموا الحجارة ومناضد المصاحف الخشبية في التصدي وحماية المسجد الأقصى وأن ثلاثة فلسطينيين أصيبوا واعتقل آخرون، فيما أصيب ضابط “إسرائيلي” واثنان من أفراد الشرطة خلال المواجهات. وقالت وكالة (صفا) المحلية، إن الفلسطينيين أجبروا نحو 120 جندياً “إسرائيلياً” على الانسحاب من باحات المسجد، فيما حاول عشرات المقدسيين ومن فلسطينيي ال48 دخول الأقصى للانضمام إلى المرابطين داخله وأفيد عن إصابة ثلاثة أفراد من شرطة الاحتلال. وكانت جمعيات صهيونية دعت لاقتحام المسجد الأقصى، أول أمس، لتعزيز خرافة “الهيكل” المزعوم، وعلى رأسها “حركة أمناء الهيكل” . ودعا الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في غزة طاهر النونو، إلى تدخل عاجل لحماية المقدسات، محملاً الحكومة “الإسرائيلية” تداعيات اقتحام المسجد الأقصى. «المشروع الأسود» من جهته، اعتبر قيادي إسلامي بارز في الأراضي المحتلة عام 1948، أن تصاعد المحاولات والدعوات الصهيونية لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، تأتي في إطار استكمال ما أسماه ب»المشروع الأسود» لاستهداف المسجد وهدمه وبناء «الهيكل» المزعوم على أنقاضه. وأوضح نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر، كمال الخطيب، في تصريحات لوكالة «قدس برس»، أن كافّة الممارسات التي تجري داخل المسجد الأقصى وخارجه، تحت الأرض وفوقها، إنما تندرج ضمن المشروع الكبير لهدم المسجد وبناء الهيكل المزعوم، وقال «إن كل ما يجري تحت المسجد الأقصى ولا نعرف ما هي حقيقة ما يجري هناك، من الحدائق والمباني الأخرى، تعدّ جزءًا من مباني الهيكل ومرافقه، ويجري إقامتها الآن لكي تكون في جاهزية تامة لدى بناء الهيكل على أنقاض الأقصى». وربط الخطيب تصاعد المحاولات والدعوات لاقتحام المسجد الأقصى، مع اقتراب عيد «الفصح» اليهودي، نهاية شهر مارس المقبل، متوقعاً تصاعد عدد محاولات اقتحام المسجد الأقصى خلال الفترة القادمة. وأشار إلى أن الاقتحامات الأخيرة للمسجد الأقصى اتخذت ملامح مختلفة عمّا سبقها، حيث صارت توظّف ل»غايات انتخابية»، فيما تحاول الأحزاب السياسية في الكيان الصهيوني استغلال العامل الديني لصالحها، في ظل الحديث عن احتمال تقديم موعد الانتخابات البرلمانية، مؤكدًا أن الجمعيات اليهودية التي تدعو لاقتحام المسجد الأقصى، ليست مستقلة أو قائمة بذاتها بل هي امتداد للأحزاب السياسية المختلفة، كما أن لها تمثيلا داخل الكنيست». وفي السياق ذاته؛ نبه القيادي الفلسطيني على أن المشاريع التهويدية التي تهدّد القدس المحتلّة ومقدّساتها تتم بمصادقة بلدية الاحتلال التي تخضع لوزارة الداخلية برئاسة حزب «شاس» اليميني، وهو ما يعني أن الاعتداءات لا تتم إلا بتخطيط وموافقة الحكومة الصهيونية.