حذرت رابطة علماء فلسطين من مغبة استمرار حالة اللا مبالاة في العالمين العربي والإسلامي تجاه ما يتعرَّض له المسجد الأقصى المبارك، مشددة على أن الصمت المطبق والمريب عن الانتهاكات التي تستبيح حرمة المسجد الأقصى المبارك صباح مساء من قِبل أوباش المتطرِّفين من الصهاينة؛ يشجعهم على المضي قدمًا في غيِّهم وعدوانهم السافر على حرمات المسلمين ومقدساتهم، فضلاً عن كونه ضوءًا أخضر لإنجاز مخططات الصهاينة بمحو المقدسات الإسلامية والآثار العربية الشاهدة على عروبة بيت المقدس على مر العصور. وطالبت كافة الشعوب العربية والإسلامية، منظماتٍ وأحزابًا وهيئاتٍ وتجمعاتٍ ونقاباتٍ، بضرورة تنظيم فعاليات وأنشطة مختلفة لنصرة المسجد الأقصى المبارك، ومساندة أهالي بيت المقدس في دفاعهم المستميت عن حياض الأقصى. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الدكتور سالم سلامة نائب رئيس رابطة علماء فلسطين يوم الأربعاء (29-7) بمشاركة الدكتور نسيم ياسين أمين سر الرابطة ورئيس دائرة الإصلاح فيها، والذي دعا إلى عقد قمة عربية طارئة لمناقشة قضية القدس وما تتعرَّض له من تهديداتٍ فعليةٍ قد تؤدي إلى انهيار المسجد الأقصى المبارك وتهويد مدينة القدس بشكل كامل،, وإقامة الهيكل الصهيوني المزعوم. وأكد سلامة أن رابطة علماء فلسطين تنظر إلى هذه الاعتداءات المتوالية والدعوات المستمرَّة إلى السيطرة على المسجد الأقصى والقدس كاملة بعين الخطورة، لا سيما أنها تترافق مع الاستهداف الصهيوني المبرمج للفلسطينيين في الداخل المحتل عام 48؛ حيث أقدمت سلطات الاحتلال مؤخرًا على سنِّ قوانين عنصرية ترمي إلى تضييق الخناق أكثر على الفلسطينيين في إطار حربٍ مسعورةٍ هدفها فرض يهودية الدولة المزعومة على كافة الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وأشار إلى أن الرابطة تتابع ببالغ القلق تصاعد وتيرة الاعتداءات والانتهاكات الصهيونية بحق المقدَّسات الإسلامية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي في مدينة خليل الرحمن؛ حيث توالت الاقتحامات التي تنفذها مجموعاتٌ من قطعان المغتصبين المتطرِّفين بدعمٍ من حكومة الاحتلال في مؤشر بالغ الخطورة على المدى الذي وصلت إليه مخططات تهويد مدينة القدسالمحتلة وطمس معالمها العربية والإسلامية. وناشد سلامة أهاليَ مدينة القدس وأبناء الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل ضرورة مواصلة شد الرحال إلى رحاب المسجد الأقصى المبارك والرباط فيه، وصد مؤامرات الصهاينة وإفشال مخططاتهم الرامية إلى تحقيق أوهامهم وأساطيرهم التلمودية بإقامة هيكل سليمان المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى. وشدد على أنه، وفي ضوء ما تتعرَّض له مدينة القدس من سياسات عدوانية متصاعدة، لا سيما سحب هويات المقدسيين وهدم منازلهم بدعوى عدم حصولهم على تراخيص بناء، وكذلك الاستيلاء على أملاكهم بدعاوى مختلفة؛ فإن رابطة علماء فلسطين تدعو علماء الأمتين العربية والإسلامية وقادتهما وزعماءهما إلى التداعي والاجتماع لبحث مجمل الانتهاكات في مدينة القدسالمحتلة واتخاذ المواقف الحاسمة لنصرة مدينة القدس. وأكد سلامة استغاثة الرابطة الإسلامية بكافة علماء الأمة كي يتحرَّكوا لنجدة المسجد الأقصى المبارك، كما تستصرخ قادة الأمة وزعماءها وملوكها والسلاطين وتقول لهم: وا عرباه!! وا إسلاماه!! ، ثم تستصرخ الشعوب والسياسيين والحقوقيين وأصحاب الضمائر الحية ألا يمكنوا أهل الفساد في الأرض من هدم أقدم معالم بني الإنسان وإزالته وهو المسجد الأقصى المبارك، وهو ثاني مسجد وضع للناس؛ إذ بينه وبين أول مسجد -وهو المسجد الحرام- أربعون عامًا. وذكَّر نائب رئيس رابطة علماء فلسطين هيئة الأممالمتحدة وحقوق الإنسان والـ يونيسيف بالضجة التي افتعلوها لهدم صنمين في أفغانستان، فكيف وقد امتدَّت أيدي الصهاينة إلى أعز تراث بني الإنسان في الأرض؟! .