كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، أن ما تسمى باللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في بلدية الاحتلال الصهيوني في القدس، وافقت على مخطط لإقامة بناء ضخم في ساحة حائط البراق قرب جسر باب المغاربة بالمسجد الأقصى، من شأنه الإجهاز على ما تبقى من إسلامية وعروبة المكان. وأوضحت مؤسسة الأقصى أن ذلك يعد جزءاً من مخطط “تهويد كامل منطقة البراق” على مساحة نحو 8 آلاف متر مربع، ويتضمن إقامة مبان ومواقف أرضية ومركز لشرطة الاحتلال وإقامة وحفر أنفاق وبوابات جديدة ومصاعد كهربائية في قلب الصخر وربط المنطقة بشبكة الأنفاق الممتدة من سلوان جنوباً مروراً بأسفل البلدة القديمة في القدس، وأسفل المسجد الأقصى ومحيطه، وانتهاء بساحة الكتان عند باب العمود . ويوجد منذ صلاة فجر أمس الأحد مئات المرابطين من القدس وأهل الداخل الفلسطيني المحتل عام 48، الذين أدوا صلاة الفجر ومكثوا بعدها مرابطين في الأقصى. وتسود حالة من التوتر والحذر الشديد في أنحاء المسجد الأقصى، حيث يوجد العشرات من عناصر الشرطة والضباط الصهاينة في ساحاته، ويتركزون في منطقة باب المغاربة وقبالة الجامع القبلي المسقوف. وكان أعضاء من حزب الليكود الصهيوني قد أعلنوا نيتهم اقتحام المسجد الأقصى، أمس، للدعوة إلى بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك. كما يرابط في المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح الباكر مسؤولو دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وعلى رأسهم رئيس مجلس الأوقاف في القدس الشيخ عبد العظيم سلهب، ومدير الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب، ويقومون بجولات في جميع أنحاء المسجد الأقصى المبارك، بالزامن مع تعالي أصوات التكبير والتهليل في داخل المسجد المبارك. إلى ذلك، أفادت مصادر مصرية رفيعة المستوى أن قائد أركان الجيش المصري ونائب رئيس المجلس العسكري في مصر الفريق سامي ع نان أعلن مساء، أول أمس، عن رفع حالة التأهب لدى الجيش المصري، وبعث برسالة تحذير شديدة اللهجة للكيان الصهيوني بأن أي عمل استفزازي يمس المسجد الأقصى يعدّ تهديدًا للأمن القومي المصري. وأضافت المصادر ل»المركز الفلسطيني للإعلام» أن الفريق عنان عقد اجتماعًا طارئًا مع عدد من مساعديه بالمجلس العسكري لبحث قضية المخططات الصهيونية في حشد جماعات صهيونية متطرفة على مداخل الأقصى أمس الأحد. وكان رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى المبارك، ناجح بكيرات، قد أكد أن مئات عناصر شرطة وجنود الاحتلال يحتشدون منذ صباح أول أمس، قرب باب المغاربة المؤدي للمسجد الأقصى، في مؤشر على نوايا الاحتلال لمنع المصلين من الوصول له، بالتزامن مع محاولة اقتحام يقوم بها قادة الاحتلال للمسجد، والتي أُعلن أنها ستكون يوم أمس الأحد. وأوضح بكيرات، في تصريحات صحفية، أول أمس، أن مئات من أفراد شرطة الاحتلال وما يسمون ب»حرس الحدود» يحتشدون، وأن حافلات الاحتلال تفرغ الجنود «في ما يبدو نية مبيتة لدى الاحتلال للمواجهة مع المصلين، وفرض إجراءات صارمة على الوجود الإسلامي في المسجد الأقصى»، مطالبًا بأوسع تحرك فلسطيني ومقدسي لزيارة الأقصى منذ صلاة الفجر والمكوث هناك. وأشار بكيرات إلى أن قادة ما يسمى بحزب «الليكود» الحاكم في الكيان الصهيوني قرروا اقتحام المسجد الأقصى الأحد لأداء طقوس تلمودية، معتبرًا أن هذا الانتهاك ليس بالجديد من قبل الجانب الرسمي لدى الاحتلال في تعمد المساس بالمقدسات الإسلامية. وبين أن السياسة الصهيونية ومنذ عام 2000 اتجهت نحو «توجه رسمي لإلغاء الرمزية الإسلامية للقدس، ومحاولة لتغيير الواقع التعبدي في القدس، من خلال التحريض المتواصل على انتهاك حرمة المسجد الأقصى والاقتحامات المتكررة». ووجه بكيرات دعوته للمسلمين من داخل المسجد الأقصى بالقول: «إن الأقصى اليوم في خطر محدق، والاحتلال قرر اقتحامه وإقامة الهيكل المزعوم، وإذا ما فرط المسلمون بالأقصى فلن تقوم لهم قائمة». من جانبه؛ دعا رئيس المحكمة العليا الشرعية، رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي الشيخ يوسف ادعيس أبناء الشعب الفلسطيني، وخاصة أبناء القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك لإفشال محاولة اقتحامه. وقال ادعيس في بيان صحفي، إن هذه الدعوة تأتي ردًّا على الدعوة التي أطلقها عدد من أعضاء حزب الليكود لاقتحام المسجد الأقصى أمس الأحد لهدمه، محملًا حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن العواقب الكارثية لعدوانها على المدينة المقدسة ومقدساتها. على صعيد آخر، أكد ادعيس أن موافقة ما يسمى ب»اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء» على مخطط بناء استيطاني ضخم في حائط البراق هو قرار باطل، لأن القدس مدينة واقعة تحت الاحتلال بموجب القوانين والقرارات الدولية والحق التاريخي الثابت للشعب الفلسطيني. وشدد على أن القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة ولا حق لليهود فيها، واصفًا الأخطار التي تحيط بمدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية بأنها حقيقية. ودعا جامعة الدول العربية ولجنة القدس ومنظمة المؤتمر الإسلامي وهيئة الأممالمتحدة إلى تحمل مسؤولياتهم في التصدي لهذه الأعمال الإجرامية الاستفزازية ونصرة مدينة القدس والمسجد الأقصى.