ألقى الدكتور محمد البوطي كلمة نيابة عن المشاركين في الندوة السادسة لمستجدات الفكر الإسلامي والتي تحمل عنوان (نحو حوار بناء بين الحضارات)، مؤكدا أن موضوع الندوة ليس ابتداعا من وزارة الأوقاف الكويتية، بل هو أمر أمرنا به كتاب الله في النهج الحواري بين العباد جميعا. وأضاف إن الدين الإسلامي دين محبة لا دين عداوة وبغضاء وتناحر الأمر الذي يتطلب توضيح ذلك للآخرين ممن يجهلون الدين الإسلامي بأننا دعاة سلم لا دعاة حرب. وقال وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية "أحمد باقر" في كلمة له في الندوة، التي بدأت أول أمس : إن تلك الحضارة أصبحت منهلا رئيسيا وعاملا أساسيا في تكون وتطور الحضارة الغربية الحديثة. وذكر "باقر" أن الحضارة الغربية استقت أصولها ونمت جذورها من الحضارة الإسلامية بشهادة المنصفين من علماء الغرب ومفكريه. وأكد ضرورة تعرف العالم على الصورة المشرقة للحضارة الإسلامية التي نقلت الإنسانية منذ مايزيد على أربعة عشر قرنا من الظلمات إلى النور. وأشار إلى أن الندوة تطرح العديد من الموضوعات المهمة والتي من أبرزها تصارع الحضارات والواقع الحالي للخطاب الغربي والإسلامي والدور الحضاري للمؤسسات والمنظمات الإسلامية في استحضار الحوار ونبذ الصراع. وقال "باقر" : إن أهمية الندوة تكمن في تناولها لموضوع يلقى اهتماما واسعا ويشغل الرأي العام في مختلف المجتمعات والشعوب والذي تقاربت فيه المسافات واختصرت الأزمنه وانفتحت الثقافات على اختلافها دون قيود أو حدود. وأوضح أن الندوة تأتي في ظل الاتهامات المتلاحقة من وسائل الإعلام ضد الحضارة الإسلامية بجميع مكوناتها المختلفة كالهوية والقيم والاقتصاد والاجتماع، محاولة الانتقاص منها مما يشكل ظاهرة خطيرة تحمل عنوان "صراع الحضارة الغربية مع الحضارة الاسلامية". ودعا المشاركين في الندوة إلى إيجاد حوار جاد بين الحضارات في العالم المعاصر على أساس الفهم الصحيح والاحترام المتبادل بما يسهم في تحقيق الاستقرار والتعايش بين الأمة الإسلامية وسائر الأمم. وشارك في الندوة العديد من العلماء والمفكرين من السعودية والبحرين والإمارات والولايات المتحدة ومصر والسودان وبريطانيا. وبحث المشاركون على مدى ثلاثة أيام إيجاد السبل الكفيلة للحوار مع الحضارات الأخرى ومحاوله لتقريب وجهات النظر تجاه القضايا التي محل خلاف مع الحضارات الأخرى.