افتتحت في مدينة فرانكفورت بألمانيا، أعمال الندوة الدولية التي تنظمها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو بالتعاون مع ولاية هسن، حول موضوع: (حوار الحضارات - التنوع في إطار التكامل). وحضر افتتاح الندوة التي ستدوم يومين، الدكتور ولاند كوخ، رئيس وزراء ولاية هسن الألمانية، وعدد من المسؤلين الألمان، وشخصيات فكرية وثقافية من الجامعات الألمانية ومندوبو وسائل الإعلام المحلية والدولية. وتحدث في افتتاح الندوة الدكتور رولاند كوخ رئيس وزراء ولاية هسن الألمانية، فأكد على ضرورة احترام الثقافات والحضارات والأديان، وشدد على وجوب التفاهم من أجل أن نعيش معا في عالم خال من المشاكل، وان نصنع بالجهود المشتركة مستقبلا أفضل، مبرزا أن الحوار هو السبيل الوحيد للقضاء على الأزمات والمشكلات العالمية ورحب بالإيسيسكو، وأشاد بجهودها في مجال تعزيز حوار الحضارات. وقال الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في الكلمة التي ألقاها في افتتاح الندوة التي يشارك فيها مفكرون وأكاديميون من العالم العربي والإسلامي وبعض البلدان الغربية، إن الأحداث التاريخية أثبتت أن الصدامات والصراعات تسبب المآسي على مستوى الأفراد والجماعات وتزرع الكراهية والنفور بين الشعوب، وإن البديل الأمثل للوقاية منها هو الحوار والتفاهم والتعايش السلمي وإن الحوار المدعى هو ذلك الذي يقوم على احترام حقوق الآخرين ويراعي خصوصياتهم ويسعى إلى الاستفادة من التنوع الذي يمثله تعدد الأديان والثقافات والحضارات لصياغة مجتمع إنساني متكامل قائم على التفاهم السمح والتواصل البناء. وقال إن استقراء التاريخ العالمي يعطي للناظر فيه صورة مشرقة عن نماذج من العلاقات الإنسانية الحضارية التي نشأت في فترات السلم فانتقلت من خلالها المعرفة والعلم إلى جميع أرجاء المعمورة وتعارفت في أيامها الشعوب وتبادلت المنافع المادية والمعنوية فعن طريق تلك العلاقات الإنسانية تم تبادل ثمرات الحضارات المصرية واليونانية والهندية والصينية والفارسية والرومانية والعربية والإسلامية والحضارة الإنسانية الحديثة التي هي الخلاصة الوافية لهذه الحضارات جميعا، أما فترات الصراع والصدام فتذكرنا بالقتل والدمار والخراب وبالقطيعة الإنسانية التي انعكست سلبا على جميع مجالات الحياة عبر مراحل متطاولة من التاريخ. ودعا الشعوب والحكومات إلى أن تدرك أهمية الحوار والتعايش السلمي وتعي ضرورة اتخاذه سبيلا لنشر قيم الخير والعدل والسلام وأن تجتهد في مقاومة روح التعصب والصدام التي تدمر الحياة الإنسانية وتوقف مد جسور التواصل والتعاون بين البشر. وأشار إلى أن الإيسيسكو اقترحت موضوع هذه الندوة، إيمانا منها بأن التنوع قيمة إيجابية عالية، لأنه يدل على غنى العطاء الفكري للعقول البشرية على اختلاف ظروفها وبيئاتها وأن هذا العطاء المتنوع يمكن أن يكون مكسبا للإنسانية إذا منحناه من رحابة الصدر ما يجعله نسيجا منسجما، وتنوعا مثمرا في إطار موحد تجمعه قيم التكامل بين الحضارات وتجعله من عوامل التقارب والتفاهم ومصدرا لإغناء المعرفة الإنسانية في مقابلة الأحادية وضيق الأفق. وذكر أن هذه الندوة تأتي ضمن العديد من الندوات الدولية التي خططت لها الإيسسكو ونفذتها في مجال الحوار بين الحضارات على أسس حضارية وثقافية، ومن منطلقات إنسانية وأخلاقية مستلهمة في ذلك روح الدين الإسلامي ومهتدية بتعاليمه السمحة، مشيرا إلى أن الإيسيسكو قد أصدرت في هذا الإطار الكتاب الأبيض حول الحوار بين الحضارات الذي يشتمل على مجموعة من الوثائق المتعلقة بالحوار بين الحضارات تضم القرارات والتوصيات والإعلانات والبرامج التنفيذية المصممة لهذا الغرض، إضافة إلى مشروع الوثيقة العالمية للحوار بين الحضارات ومشروع منظمة المؤتمر الإسلامي حول الحوار ورؤية الإيسيسكو إلى الحوار بين الحضارات. وأعلن المدير العام للإيسيسكو أن المنظور الإسلامي يؤكد قيم التكامل بين الثقافات والحضارات بل بين الناس جميعا انطلاقا من الآية الكريمة (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم) وقال إن الإيسيسكو تعمل على هدي من هذه المرجعية القرآنية، على إبراز المفهوم الإسلامي للحوار ومرعاة التنوع الثقافي في بناء مجتمع إنساني متكامل يعزز التواصل ولا يضيق بتعدد المفاهيم واختلاف وجهات النظر وينشر الأمن والتعايش السلمي ويمكن للشراكة الإنسانية الفاعلة في مجالات البناء الحضاري العالمي