حركة التوحيد والإصلاح حركة دعوية تربوية على منهج أهل السنة والجماعة وتكتل وتنظيم يعمل في مجال الدعوة الإسلامية عقيدة وشريعة وقيما وآدابا من أجل "إقامة الدين وتجديد فهمه على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والأمة وبناء نهضة إسلامية رائدة وحضارة إنسانية راشدة" وبالنظر إلى مجمل الإسهامات النظرية والجهود التأطيرية والأوراق التصورية لدى قيادات الحركة ونخبها يمكننا الوقوف على خصائص للمشروع الدعوي للحركة والتي يمكننا إجمالها في الآتي. 1 . الإصلاح بنهج الوسطية والاعتدال : "تعتبر الحركة استمرارا للحركات الإصلاحية التي عرفها التاريخ الإسلامي بصفة عامة والتاريخ المغربي بصفة خاصة... والحركة تدعو إلى الإصلاح خاصية لها ومنهجا فهي تعتبره متابعة لرسالة الأنبياء عليهم السلام. كما جاء على لسان نبي الله شعيب في القرآن الكريم: "وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب"سورة هود 88، وهو الإصلاح الذي يثبت عناصر الخير القائمة ويقويها وينميها في المجتمع والدولة كما إنها تسعى إلى إقامة ما هو مفقود منها "فيهما استلهاما لما جاء في القاعدة الأصولية المعروفة "جلب المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد و تقليلها"، وتؤكد الحركة أن سبيلها في دلك هو "الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والدفع بالتي هي أحسن، والتفاهم والتعاون مع كل من يعمل لخدمة الأمة وترقيتها والنهوض بها في ظل المشروعية الدستورية والقانونية لبلدنا". 2. سنية سلفية: تؤكد الحركة أنها متابعة للسلف الصالح في الاعتقاد والقول والعمل ويعزز هذا ما جاء في وثيقة "اختيارات وتوجهات+ بأن الحركة تدعو "للاقتداء بالسلف الصالح لكنها –تضف الوثيقة – سلفية مجددة؛ لأننا نعتبر أن التدين هو كسب خاص بكل جيل بل بكل إنسان قال الله تعالى: "تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون" سورة البقرة 133، فالدعوة للاقتداء بالسلف الصالح هي –حسب تصور الحركة دعوة إلى إعمال منهجهم في التعامل مع الكتاب والسنة لا استنساخ تجربتهم التاريخية. وفي الاجتهاد واستنباط أحكام جديدة فيما لا نص فهي على أساس مقاصد الشريعة والضوابط العلمية والقواعد المنهجية المعتمدة" 3 . التجديد: إن الحركة كانت واضحة مند اللحظات الأولى لتأسيسها. فقد أخذ ت على عاتقها مهمة الإصلاح وإقامة الدين من منظور تجديدي ففي ديباجة الميثاق تتطلع الحركة إلى أن تكون من طائفة المصلحين المجددين التي بشربها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة والتي تنفي عن الإسلام تحريف الغاليين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين كما جاء في الحديث النبوي". "فنحن تقول وثيقة التوجهات والاختيارات أول من يأخذ بالحداثة بما هي إعمال لقواعد العقل الصريح والعلم الصحيح في النظر والتفكير وفي تنظيم المجتمع وعلاقاته ومؤسساته وفي تصريف سائر شؤون الحياة. ولكننا ننبذها حين يراد بها التنكر للدين ودوره في الحياة وجعلها حرية إباحية مدمرة للأخلاق والقيم ومشجعة للفساد والانحلال. وانطلاقا من إيماننا بالاجتهاد وانخراطنا في الحداثة بمعناها الإيجابي البناء فإن حركتنا تدعو إلى الانفتاح الخلاق على الثقافات واللغات والتجارب الإنسانية وتلك نتيجة طبيعية لعالمية الرسالة الإسلامية ودعوة الإسلام إلى الانفتاح على الأمم الأخرى والتعاون معها مصداقا لقوله تعالى: "يايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلنكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير" (سورة الحجرات 13). 4. الحرية والشورى/الديمقراطية: "لا يمكن في منهج الحركة أن نتصور دخول الناس إلى الإسلام أو الدعوة أو الحركة إلا عن طريق الإرادة الحرة والانفتاح القائم على الحجة والدليل والرضا المؤسس على العلم والمعرفة المؤديين إلى الاستجابة الذاتية للدعوة... وقد ترتب عن نظرة الحركة لمفهوم الحرية عدة تطبيقات في مناهجها وهي المناهج التي تقوم على استبعاد أي شكل من أشكال الإكراه والإلزام بما لا يلزم شرعا أو سلب حرية الأعضاء وجعلهم أتباعا مقلدين... وتعتبر الحركة أن الشورى هي فلسفة الديمقراطية ومرجعيتها. بينما تعتبر الديمقراطية وسيلة لتطبيق الشورى ومقتضياتها وبهذا فإن الشورى هي خلق وقيم تحكم السلوك والفكر وتتنافى مع قيود التسلط والاستبداد بالرأي".