حذرت الشبكة الدولية للحقوق والتنمية، أمس الخميس، من ارتكاب القوات العسكرية وميليشيات «الموت» التابعة لبشار مجازر محتملة في المخيمات الفلسطينية في البلاد، ودعت المجتمع الدولي لسرعة التحرك لإنقاذ هذه المخيمات. فيما أعلنت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بأن أجهزة أمن النظام الديكتاتوري دهمت مقرات أساسية للحركة في العاصمة دمشق، بينها منزل رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، ونائبه موسى أبو مرزوق، في وقت كشف فيه الكاتب فؤاد الهاشم، في صحيفة «الوطن» الكويتية، أن ماهر شقيق بشار المسؤول الأول عن مذبحتي الحولة ودير الزور «أقسم» بأنه لن يترك أي عائلة مسلمة سنية في سوريا تتنفس الهواء. وأشارت الشبكة، ومقرها سويسرا، إلى أنها رصدت تحركات كبرى لآليات عسكرية ووحدات منقولة جوًّا تتجه إلى عدة مخيمات فلسطينية لتنفيذ عملية عسكرية كبرى داخل ثلاثة عشر مخيمًا، وفق ما ورد في وكالة (آكي) الإيطالية. ويتعلق الأمر بمخيمات خان الشيح، مخيم حمص، النيرب، حماة، خان دنون، درعا، درعا طوارئ، جرمانا، السيدة زينب، سبينة، اليرموك، الرمل، ومخيم حندرات، وهي موزعة على كامل الأراضي السورية. وأفادت تنسيقيات الثورة السورية وناشطون سوريون بأن مخيم اليرموك الفلسطينيجنوبدمشق، يتعرض منذ صباح، أول أمس الأربعاء، لقصف متواصل بقذائف الهاون من الثكنات العسكرية والحواجز الأمنية القريبة منه، وتم تسجيل سقوط أكثر من 20 قذيفة حتى الظهر. وأشارت الشبكة الدولية للحقوق في بيانها الصادر، أمس، إلى أنه سقط في سوريا منذ بداية أحداث الثورة، نحو 1112 ضحية من المخيمات الفلسطينية، وهناك حوالي 22450 معتقلاً منهم، وتم تسجيل أكثر من 4462 جريحًا وهناك أكثر من 2540 مفقودًا وحوالي 11745 فروا إلى دول الجوار في ظل ظروف صعبة، على حد وصفها. وحملت الشبكة «السلطات السورية كل المسؤولية عن سلامة المدنيين واللاجئين الفلسطينيين المحميين بموجب القانون الدولي»، مؤكدةً أنها «حصلت على معلومات أكيدة ومن مصادر موثقة تم مطابقتها مع معلومات الرصد عن قرب التحرك بعملية «تطهير» كبرى في المخيمات الفلسطينية». ويقول ناشطون: إن القوات العسكرية والميلشيات التابعة لبشار شنَّت خلال الأسبوع الجاري هجمات عنيفة على مخيم درعا وقصفته بالمدافع واقتحمت أجزاء منه وأحرقت بيوتًا. من جانبها، طالبت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بوقف «الاعتداءات» على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا فورًا. وأكدت اللجنة، في بيان لها، على رفضها القاطع للزج بالفلسطينيين في مسلسل القتل المستمر في سوريا «الذي راح ضحيته حتى الآن عشرات الآلاف من المواطنين السوريين» على حد قولها. وشددت اللجنة على دعمها لتطلعات الشعب السوري المشروعة في الحرية والديمقراطية، مشيرة إلى أنها تتوق إلى انتهاء الأزمة السورية. وحثت اللجنة التنفيذية كافة الأطراف المسلحة بإخراج الشعب الفلسطيني من دوامة هذا الصراع، كما طالبت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين بالتدخل المباشر لحماية المخيمات، استنادًا إلى مسؤولياتها. إغلاق مكاتب قادة «حماس» في سياق ذي صلة، أفادت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بأن أجهزة الأمن السورية دهمت مقرات أساسية للحركة في العاصمة دمشق، بينها منزل رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، وصادرت محتوياته بالكامل وأغلقته. وقال بيان صحفي مقتضب صادر عن المكتب الإعلامي بالحركة، أول أمس، نشره موقعها الرسمي، إن أجهزة الأمن السورية قامت يوم الإثنين الماضي «بمداهمة واقتحام مكتب ومنزل الأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة في دمشق، وجردت محتوياته وتغيير أقفاله وإغلاقه، وصادرت السيارات التابعة له». وأضاف البيان أن أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري الديكتاتوري قامت في اليوم الموالي (الثلاثاء الماضي) «بمداهمة واقتحام وإغلاق مكتب الأخ عماد العلمي، عضو المكتب السياسي للحركة، ومصادرة السيارات التابعة له». وأردفت «حماس» في بيانها أن السلطات السورية أغلقت، أول أمس، منزل ومكتب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» الدكتور موسى أبو مرزوق في العاصمة دمشق، وذلك بعد أيام على إغلاق النظام المتهالك لمكاتب «حماس» بالشمع الأحمر ردًّا على موقف الحركة المنحاز لثورة الشعب ضد نظام مجرم وقاتل. من جهته، أعلن أبو مرزوق في تصريحات له، أول أمس، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن «مجموعة من المخابرات السورية فرع فلسطين أغلقت باب منزله في سورية (وهو مؤجر) وأعلى المنزل يوجد المكتب، حيث قاموا بإحصاء موجودات المكتب». وأضاف: «إغلاق المكتب لا يغلق صفحة التاريخ.. فقد سجلت في هذه المكاتب والمنازل أحداثاً لا تنسى والتقينا فيها بشخصيات لها في التاريخ مكان»، متسائلا: «ما هي الرسالة السياسية التي يحاولون إرسالها للحركة وهي لم تسئ لأحد أي كان، لكنها وقفت مع شعب عظيم كريم أصيل يشرف من يكون على رأسه ويدير أمره بإرادته وخياره».