قبل اختتام زيارته للمغرب ومغادرته المرتقبة يوم الجمعة 2 نونبر 2012، التقى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في قضية الصحراء كريستوف روس أمس الخميس بالعيون بالسلطة المحلية والمنتخبين و المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، «الكوركاس»، وفعاليات مدنية منها من سبق و عبرت عن نزوعاتها الانفصالية بوضوح. في هذا الصدد وحسب مصادر «التجديد» التقى روس في زيارته الأولى من نوعها للعيون بكل من حمدي ولد الرشيد رئيس المجلس البلدي لمدينة العيون رفقة أعضاء المكتب وكذا بوالي المدينة الذي استقبله بالمطار المسيرة بالعيون زوال أول أمس الأربعاء كما التقى أيضا بممثلين عن «الكوركاس» وكذا بتنسيقية «كديم إزيك» إلى جانب الناشطة السياسية أميناتو حيدر فضلا عن ممثلين عن بعثة المينرسو التي تم بمقرها عقد بعض من لقاءاته تلك. ذات المصادر قالت إن لقاء روس بالمجلس البلدي و»الكوركاس» والسلطة المحلية تركز أساسا حول المبادرة المغربية للحكم الذاتي كخيار يترجم الإرادة المغربية في إيجاد حل سياسي متوافق حوله لهذا النزاع الذي عمر لأزيد من ثلاث عقود. هذا وينتظر أن يغادر روس اليوم بعد سبعة أيام من وجوده بالمغرب في إطار جولة تقوده للمنطقة تدوم إلى غاية 25 نونبر الجاري. وكان الملك محمد السادس قد أكد في لقاء جمعه بروس يوم الإثنين الماضي بالقصر الملكي بالرباط أن «أن المغرب ملتزم بالبحث عن حل لهذا النزاع المصطنع، (نزاع الصحراء) على أسس سليمة ودائمة، وفي إطار المقترح المغربي للحكم الذاتي الموسع، الذي حظي بإشادة المجتمع الدولي كحل جاد وذي مصداقية.» كما التقى روس خلال الأيام الماضية بكل من رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران وسعد الدين العثماني وزير الخارجية والتعاون وزير الداخلية محند العنصر وكذا كل من رئيس والخلفية الأول لمجلسي النواب والمستشارين وكذا بالمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية والأمناء العامين للأحزاب السياسية وفعاليات مستقلة من المجتمع المدني. وعقب اللقاءات الأولى لروس مع المسؤولين المغاربة قال للصحافة إن مناقشاته مع الملك محمد السادس، وبعض أعضاء الحكومة «قدمت مساهمة قيمة في البحث عن وسيلة ناجعة للمضي قدما في تسوية نزاع الصحراء». وكان روس قد أوضح وأوضح أن زيارته للمغرب تأتي في إطار مواصلة المهمة التي كلفه بها الأمين العام للأمم المتحدة قبل ثلاث سنوات ونيف ، و»الهادفة ، وفق ما حددته قرارات مجلس الأمن المتتالية ، إلى تسهيل المفاوضات المباشرة بين جميع الأطراف ، للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول «. وكانت «التجديد» قد نشرت استنادا إلى مصادر خاصة أن تقيم مسار التفاوض حول الصحراء ومواقف الأطراف الفاعلة فيه وكذا استشراف مستقبل هذا النزاع إلى جانب العلاقة مع الجزائر والأمن والسلم بدول الصحراء والساحل شكلت أهم محاور مباحثات كريستوف روس مع المسؤولين المغاربة. وحول ما أثير بخصوص زيارة روس للمغرب بعدما كانت الرباط قد سحب ثقتها منه كشف سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون ل «التجديد» في حوار نشر الأربعاء الماضي عن الضمانات التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة للرباط قبل زيارة روس وهي المتعلقة بعدم إدخال أي تغييرات على مهام الوساطة، وتأكد الحرص على إيجاد حل سياسي مقبول من لدن الأطراف، ضمن الإطار المحدد من قبل مجلس الأمن. كما تم الاتفاق على الفصل بين المسار الإنساني والحقوقي ومراقبة وقف إطلاق النار عن المسار السياسي. هذا وقد سبق للأمم المتحدة أن أعلنت أن زيارة روس ستركز على تبادل وجهات النظر مع المحاورين الأساسيين حول طريقة تسريع التطورات نحو حل سياسي يقبله الطرفان. كما يشار إلى أنه لم يعد يفصل روس فقط عن انتهاء مهمته رسميا كمكلف بقضية الصحراء إلى شهري نونبر ودجنبر على أساس تعيين مبعوث جديد في الموضوع أو تجديد الثقة في روس وهو ما استبعدته عدد من الأطراف.