أكد الملك محمد السادس، «أن المغرب ملتزم بالبحث عن حل لهذا النزاع المصطنع، (نزاع الصحراء) على أسس سليمة ودائمة، وفي إطار المقترح المغربي للحكم الذاتي الموسع، الذي حظي بإشادة المجتمع الدولي كحل جاد وذي مصداقية.» وأضاف الملك خلال استقباله ل»كريستوف روس»، المبعوث الشخصي لبان كي مون المكلف بقضية الصحراء المغربية أول أمس الإثنين بالقصر الملكي بالرباط، «إن المغرب الذي ما فتئ يعبر عن التزامه بالقيم الكونية للسلام التي تدعو إليها الأممالمتحدة، يبقى متشبثا دوما بإرساء علاقات أخوية ونموذجية مع الجزائر، تعد لبنة أساسية لبناء مغرب عربي موحد، في ظل مناخ إقليمي يشهد تطورا مستمرا، ويطبعه على الخصوص تنامي التهديدات الأمنية بمنطقة الساحل والصحراء». من جانبه قال كريستوف روس ،أن مناقشاته مع الملك محمد السادس، وبعض أعضاء الحكومة «قدمت مساهمة قيمة في البحث عن وسيلة ناجعة للمضي قدما في تسوية نزاع الصحراء». وأوضح روس، في تصريح للصحافة عقب استقباله من قبل الملك أن زيارته للمغرب تأتي في إطار مواصلة المهمة التي كلفه بها الأمين العام للأمم المتحدة قبل ثلاث سنوات ونيف، و»الهادفة، وفق ما حددته قرارات مجلس الأمن المتتالية ، إلى تسهيل المفاوضات المباشرة بين جميع الأطراف، للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول «. وأكد المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي أنه «يريد شخصيا المساهمة في التوصل إلى حل ينهي معاناة الأسر المشتتة منذ 37 سنة، حل يجعل من الممكن إكمال بناء اتحاد المغرب العربي، وحل يعزز الأمن و الاستقرار في شمال إفريقيا والساحل» . ومن جهته كشف سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون في حواره مع «التجديد» (ص 7)، عن الضمانات التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة قبل زيارة روس للمغرب وهي المتعلقة بعدم إدخال أي تغييرات على مهام الوساطة، وتأكد الحرص على إيجاد حل سياسي مقبول من لدن الأطراف، ضمن الإطار المحدد من قبل مجلس الأمن. كما تم الاتفاق على فصل المسار الإنساني والحقوقي ومراقبة وقف إطلاق النار عن المسار السياسي. رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، استقبل بدوره مساء نفس اليوم بالرباط، كريستوفر روس، بعد ما التقى صباحا كلا من وزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني ووزير الداخلية محند العنصر وهما الوزيران أيضا اللذان حضرا اللقاء الذي جمع الملك محمد السادس بكريستوف روس. ووفق معطيات حصلت عليها «التجديد» من مصادر خاصة، فإن تقييم مسار التفاوض حول الصحراء ومواقف الأطراف الفاعلة فيه وكذا استشراف مستقبل هذا النزاع إلى جانب العلاقة مع الجزائر والأمن والسلم بدول الصحراء والساحل شكلت أهم محاور مباحثات كريستوف روس مع المسؤولين المغاربة. إلى ذلك ذكر بلاغ للديوان الملكي أن استقبال الملك لروس جاء تبعا للمكالمة الهاتفية التي جرت بين الملك محمد السادس و بان كي مون في 25 غشت 2012 ، والتي أكد خلالها الأمين العام للأمم المتحدة أن وساطة منظمة الأممالمتحدة تتوخى إيجاد حل سياسي لهذا النزاع ، مقبول من لدن الأطراف، مضيفا أن مبعوثه الشخصي سيضطلع ضمن الإطار المحدد من قبل مجلس الأمن الدولي، بمهمته المتعلقة بتقدم مسلسل التسوية والمساهمة في إقامة علاقات ثنائية منشودة مع الجزائر. وبالعودة إلى تصريح روس، فقد قال أيضا أنه «رغم مضي أربع جولات من المفاوضات الرسمية تحت رعاية سلفه وتسع جولات من المحادثات غير الرسمية تحت رعايته شخصيا، لم يتم إحراز أي تقدم يذكر نحو هذا الهدف» ، مضيفا أن جولته الحالية في المنطقة تتوخى «المساهمة في تقييم السنوات الخمس الأخيرة من المفاوضات المباشرة والتماس الأفكار حول أفضل السبل لإحراز تقدم حقيقي في عملية التفاوض، والنظر في تأثير التطورات الأخيرة في شمال إفريقيا والساحل على قضية الصحراء «. وقال روس إنه سينقل استنتاجاته إلى الأمين العام للأمم المتحدة لدى عودته لنيويورك، كما سيقدم تقريرا لمجلس الأمن في آواخر شهر نونبر المقبل. ليكون بذلك يفصل روس فقط شهر دجنبر عن انتهاء مهمته رسميا كمكلف بقضية الصحراء وذلك خلال شهر يناير من العام القادم. هذا و يفترض أن يكون روس قد التقى أمس بكل من كريم غلاب رئيس مجلس النواب ونائب رئيس مجلس المستشارين لوجود محمد الشيخ بيد الله خارج المغرب وكذا مسؤولين عن المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوي ليطير بعد ذلك إلى العيون كآخر محطة ضمن جولته بالمغرب في إطار زيارته للمنطقة التي تستمر إلى غاية 25 نونبر القادم. كما يذكر أن المغرب كان قد سحب في شهر ماي الماضي ثقته من كريستوفر روس بسبب ما اعتبره غيابا للحيادية فيه.