علمت «التجديد» من مصادر مطلعة أن استعدادات فعاليات حقوقية للاحتجاج بالعيون إلى جانب تعزيزات أمنية ملحوظة بالمدينة سبقت «كريستوف روس»، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بقضية الصحراء المغربية، إلى مدينة العيون والتي ينتظر أن يكون قد حل بها زوال أمس الأربعاء. زيارة روس للعيون التي تعد الأولى من نوعها لهذه المنطقة منذ تعيينه موفدا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة عام 2009. ينتظر أن يلتقي فيها أعضاء بعثة المينورسو الأممية، التي تسهر على الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991 بين أطراف النزاع، إضافة إلى لقاء مسؤولين رسميين في المدينة وممثلين عن بعض جمعيات المجتمع المدني الناشطة في مجال حقوق الإنسان. روس وقبل مغادرة الرباط التقى مسؤولين ب» الكوركاس»، المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية، ومسؤولين برلمانيين وقادة أحزاب سياسية، في هذا الصدد أكد رئيس مجلس النواب، كريم غلاب، أول أمس الثلاثاء بالرباط، أن المغرب متشبث بقوة بسيادته على الأقاليم الجنوبية، المستندة إلى شرعية تاريخية وقانونية راسخة، كأولوية وطنية وقضية لها أهمية كبرى لدى الشعب المغربي. وأوضح غلاب، في تصريح للصحافة عقب لقائه مع روس، أن هذا اللقاء كان مناسبة للتأكيد مجددا للمسؤول الأممي عن «تشبث المغرب بسيادته على هذا الجزء الذي لا يتجزأ من ترابه، وكذا التزامه بالبحث عن حل سياسي لهذه القضية « . وأضاف أنه تم خلال هذا اللقاء، تسليط الضوء على مدى تقدم مسلسل المحادثات حول قضية الصحراء «الذي لم يسفر حتى الآن عن نتائج ملموسة» مشيرا إلى أن هذا اللقاء تناول أيضا الوضع الأمني في منطقة الساحل والصحراء وكذا سبل إنعاش اتحاد المغرب العربي. وعبر رئيس مجلس النواب عن أسفه لكون هذا المشروع، الذي تنشده كل الشعوب المغاربية، مازال متعثرا نظرا لاستمرار النزاع المصطنع حول الصحراء المغربية الذي يمنع تجسيد تطلعات شعوب المنطقة، خاصة الشباب، إلى فضاء مغاربي مندمج ومحدث لفرص الشغل. من جهته، وصف نائب رئيس مجلس المستشارين محمد فوزي بنعلال، الذي تباحث أيضا مع روس، لقاءه بالمسؤول الأممي ب»الإيجابي». وحسب بنعلال، فإن المسؤول الأممي أكد أنه لن يدخر أي جهد من أجل التوصل إلى حل متشاور بشأنه لقضية الصحراء مضيفا أن هذا اللقاء كان مناسبة لتجديد إرادة المغرب ملكا وحكومة وشعبا في إيجاد حل لهذا المشكل المصطنع في أقرب الآجال. و حول ذات الموضوع أجرى رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية خليهن ولد الرشيد، في نفس اليوم محادثات مع روس. إلى ذلك أكد عدد من قادة وممثلي الأحزاب السياسية، في لقاء مع المبعوث الأممي ليلة الثلاثاء-الأربعاء، على ضرورة إيجاد حل سياسي متوافق بشأنه لقضية الصحراء تحت السيادة المغربية في أقرب وقت ممكن، مبرزين أن ذلك سيساهم في مواجهة التهديدات الإرهابية التي تحذق بمنطقة الساحل والصحراء. وشددوا في تصريحات للصحافة عقب هذا اللقاء، على تشبثهم بالوحدة الترابية للمملكة التي تحظى بإجماع مختلف أطياف المجتمع المغربي، محملين الجزائر مسؤولية استمرار هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية الذي عمر لسنين. وقد التقى روس بكل من قادة الأحزاب التالية خالد الناصري عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، و حميد شباط، أمين عام حزب الاستقلال وسعيد أمسكان، الأمين العام المفوض للحركة الشعبية، ومحمد الأبيض الأمين العام للاتحاد الدستوري و عبد الواحد الراضي الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و صلاح الدين مزوار رئيس التجمع الوطني للأحرار ومصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة. وكان الملك محمد السادس، قد استقبل يوم الإثنين الماضي بالقصر الملكي بالرباط، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بقضية الصحراء. كما أجرى روس محادثات مع كل من رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، ووزير الداخلية محند العنصر. ومن المنتظر أن تنتهي مهمة روس كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة بحلول شهر يناير من السنة المقبلة، ليتم بعدها إما تجديد ولايته أو تعيين مبعوث جديد. وكان روس قد حل يوم السبت الماضي بالمغرب في إطار زيارة عمل تندرج في سياق المساعي الرامية إلى إعادة إطلاق المسلسل السياسي الهادف إلى إيجاد حل سياسي نهائي وتوافقي لقضية الصحراء المغربية وتندرج ضمن جولة له بالمنطقة تدوم إلى غاية 25 نونبر الجاري وسيقدم بعد ذلك تقريرا للأمين العام للأمم المتحدة ثم إلى مجلس الأمن، كما المغرب قد سحب ثقته من روس شهر ماي الماضي قبل أن يسمح بعودته بعد ضمانات تلقتها الرباط من بان كيمون شهر غشت الماضي.