قال محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن المرحلة التي تعيشها الأمة بعد الربيع العربي وسقوط أنظمة الفساد والإستبداد، وفشل خيار الإستئصال، تتيح فرصة إقلاع حضاري جديد للأمة. وأضاف الحمداوي، في محاضرة ألقاها بالعاصمة الليبية طرابلس، يوم الأربعاء 17 أكتوبر 2012، تحت عنوان «الربيع العربي والإقلاع الحضاري»، بمناسبة الملتقى الثقافي الأول لجماعة الإخوان المسلمين الليبية، نقلتها قناة «الجزيرة مباشر»، أن الطغاة يعتقدون أن مدتهم يمكن أن تدوم بإشاعة الفساد، قائلا «انتهت كل معاني الإستبداد والتحكم وكل أشكال الاستئصال واجتثاث هذه الأمة عن قيمها». وشدد رئيس التوحيد والإصلاح، على ضرورة اغتنام الأمة للفرصة التي أتاحها الربيع العربي، التي قال إنها «إذا كانت متاحة اليوم فقد لا تبقى متاحة في الغد»، تنبيها من المحاضر، إلى أهمية المبادرة والإسراع إلى العمل واستثمار الفرصة المتاحة أمام الأمة من أجل إقلاع حضاري جديد، مؤكدا على ضرورة استجماع الأمة وتوظيفها لكامل قواها من أجل تحقيق الإقلاع والنهوض المنشود، الذي يستدعي تعبئة شاملة وتجديدا في التفكير ووسائل العمل عند المنظمات المدنية والمؤسسات الحزبية والرفع من مردوديتها وجاهزيتها للتضحية والعطاء، وفق ما تتطلبه المرحلة. وأشار الحمداوي إلى أن بذور هذه الأمة الموجودة في الكتاب والسنة وإمكانية النهوض والإقلاع الحضاري تكون متاحة كلما ظهر المجددون فيها، موضحا «أنه مهما كانت حالة اليأس وحالة الإحباط وفقدان الأمل في أي إقلاع خضاري جديد، فمن خلال سنة تجديد الدين على رأس كل مئة سنة وقانون الأطوار، فمهما كان مستوى التراجع، فإن إمكانية الاستئناف قد تكون فيها صعوبات، لكنها شيء ممكن»، مشددا على أن هذا الإقلاع يحتاج إلى الإرادة السياسية القوية والذهنية الإستراتيجية التي يمكنها أن تخطط وتبرمج للإقلاع المنشود. وعرج القيادي الإسلامي، في ذات المحاضرة، على العديد من النقاط والآليات التي ينبغي أن تستحضرها الحركات الإسلامية التي وصلت إلى الحكم، من خلال التركيز في عملها، ولا تستدرج إلى معارك جانبية، يسعى من خلالها خصومها إلى التشكيك في قدراتها على الفعل والإنجاز، عبر الحملات الإعلامية، مشددا على ضرورة الرفع من مستوى التخطيط والوعي الإستراتيجي الذي تتطلبه المرحلة في ترتيب الأولويات في العمل والإنجاز. وتجدر الإشارة إلى أن رئيس التوحيد والإصلاح يقوم بجولة خارج المغرب، استدعي فيها للمشاركة في عدد من اللقاءات والتظاهرات الفكرية والثقافية، التي ناقشت الربيع العربي وفرصة الإقلاع الحضاري وغيرها من القضايا التي تهم الأمة ودور الحركات الإسلامية فيها، بكل من تونس وليبيا.