حذر محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، من التراخي وقصر نفس التغيير الذي يمكن أن يصيب الحركة الإسلامية بالوطن العربي بعد النجاح السياسي والانتخابي الذي حققته، وأضاف الحمداوي، صباح أمس بجامعة بن طفيل بالقنيطرة في محاضرة حول «الحركة الإسلامية والنهوض الحضاري» أنه لا مناص من إكمال ما راكمته التجارب والحضارات السابقة من بناء وقال «إن المطلوب اليوم هو البناء التراكمي لا الاستئناف الصفري». الحمداوي، قال أيضا إن الحركة الإسلامية مطالبة بالموازنة بين تطلعات الأمة والشعوب وبين برامج واقعية قابلة للتطبيق، وتستجيب للتحديات التنموية والاقتصادية والاجتماعية في تجاوز تام للحزبية الضيقة، مضيفا: المطلوب اليوم بحث سبل التشبع بالمعاني الإيجابية والتحول من السلبية إلى الإيجابية ومن الانعزالية إلى المشاركة، وأردف أن أي نهضة لا بد لها من نخبة رسالية عالمة وعمق اجتماعي لضمان يقظة المجتمع وكل ما يهم رفع الهمم وتوتير المجتمع حضاريا. وأكد الحمداوي في محور «الأمة الإسلامية والإمكان الحضاري» أن هناك من يطرح خيار البديل والبداية من الصفر وذلك بتغيير جذري والاستعادة الشاملة وهذا منطق غير صائب مؤكد أن حركة التوحيد والإصلاح تندرج ضمن الخيار المساهمة في إقامة نهضة حضارية للأمة بمنهج تكاملي بنائي استئنافي لدورة جديدة للحضارة. الحمداوي، في محاضرته ضمن فعاليات الدورة 14 للمنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي، أكد أن الحضارة -خاصة القيم الأخلاقية والاجتماعية والثقافية- منها لا تستورد ولا تبنى بالتكديس حتى مع وجود العملة بوفرة، وأضاف محيلا على المفكر الجزائري مالك بن بني، أن الحضارة هي نتيجة كل الجهد الذي يبدله الشعب الذي يريد التحضر. وقال الحمداوي، في محور التمكين السياسي أو النجاح الانتخابي للحركة الإسلامية أن هذا الأمر وعلى المستوى الدولي جعل هذا المنتظم ينتبه إلى التكلفة العالية لمساندة الأنظمة المستبدة بلغة الاقتصاد والمصالح والخوف من العداء الشامل بالمنطقة، ثم الاستعداد للتعاون مع الإسلاميين والتي جاءت أيضا مع سقوط فزاعة التخويف من الإسلاميين. وعربيا يقول الحمداوي أن من مؤشرات التحول المصاحبة للربيع الديمقراطي سقوط الفساد والاستبداد، كما أكد على ضرورة استمرار التدافع وسجل ارتفاع مستوى الاهتمام بالشأن العام لدى العموم والحضور الفعال للمواقع الاجتماعية وارتفاع الاقتناع بالمشاركة السياسية، كما رصد على المستوى المحلي سقوط المشروع السلطوي والإقبال عن المشروع الإصلاحي .