ركز محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح يوم الأحد 29 ماي 2011 ببني ملال في محاضرته حول مذكرة حركة التوحيد والإصلاح بشأن الإصلاح الدستوري، على ضرورة تعزيز المكانة الدستورية للمرجعية الإسلامية وتقوية مكانة العلماء في المجتمع، وطالب بتأسيس المجلس الأعلى للمجتمع المدني لدعم دور الجمعيات في التأطير مثلها مثل الأحزاب والنقابات لمحاربة العزوف وعدم الانخراط. وشدد المتحدث نفسه، على ضرورة تقوية مقومات الوحدة والهوية والمواطنة، وتكريس الخيار الديموقراطي لتحقيق سيادة الشعب، وتأكيد حقه في الاختيار والمراقبة والمحاسبة، وترسيخ مبدإ الفصل بين السلط وتوازنها. وأكد الحمداوي في معرض رده على أسئلة الحاضرين في الأبواب المفتوحة التي نظمها فرع الحركة ببني ملال يومي السبت والأحد 28 و29 ماي الجاري على ضرورة تجنيب منابر الخطباء الخوض في السياسة، إلا أنه لا يجب منعهم من الحديث في السياسات العامة للبلاد واهتماماتها الكبرى. وتناول الحمداوي بالدرس والتمحيص بعض ما جاء في مذكرة حركة التوحيد والإصلاح حول الإصلاح الدستوري، موضحا أن المذكرة جعلت من الإنسان مركز اهتماماتها، وأكد أن أمل النهوض بهذه الأمة ممكن لأن مرتكزات الفعل الحضاري لهذه الأمة مازالت بين أيدينا (الكتاب والسنة)، وأن ما نحتاجه هو أناس تتوفر فيهم هذه الشروط والمرتكزات. في وساق رئيس حركة التوحيد والإصلاح مقولة التركي ''أوكلو'' للتحذير من تسويق بعض المغالطات الفكرية بالقول '' أن هناك من يريد أن يفرض علينا مفهوم نهاية الثلاثي ''الدين والإديديولوجيا والتاريخ''، مفسرا أن هذا الطرح يريد فرض تهميش الروحانيات والانخلاع القيمي، وفرض اعتبار أن كل الإيديولوجيات مآلها الزوال باستثناء ايديولجية الغرب، وأن كل محاولة للمقاومة مصيرها الفشل، وكذا انتهاء التاريخ أي انتصار النموذج الغربي ''موضحا خطورة الأمر إذا انضافت هذه ''المسلمات'' إلى حال انهزامية الأمة والتقائها مع من يريد ببلادنا انخلاع القيم واجتثات الفكر القيمي. وفي المقابل نبه الحمداوي الحاضرين إلى التحكم الغربي المتمثل في احتكار السلاح والتكنولوجيا والمواد الطاقية والمواثيق الدولية والمصادر التي تجتث القيم لخدمة هذا المشروع. ومن جانب آخر وجه الحمداوي رسالة تحذير للمروجين للمهرجانات بأنهم يحطمون في نفوس الكثير من الشباب الرافضين لهذه المهرجانات مفهوم الانتماء، مؤكدا أنه في إطار التدافع لابد من الانتباه إلى الشق السياسي والاجتماعي وجانب الحريات، ولكن يجب أيضا ألا ننسى أن الأمم تبني قوتها على القيم. وذكر الحمداوي أن سقوط النموذج التونسي كان بسبب ثلاث عوامل رئيسية هي التحكم والإقصاء والفساد. مؤكدا ''إذا أردنا انطلاق الأمة لابد من مبدأين اثنين هما المبادئ الكبرى الموجودة في الإسلام، والخيار الديمقراطي''