اختتمت حركة التوحيد والإصلاح فرع تطوان فعاليات الأبواب المفتوحة في دورتها الأولى التي نظمتها بكل من مارتيل وتطوان، وأطرها كل من محمد الحمداوي، رئيس الحركة، و الفقيه المقاصدي أحمد الريسوني، الخبير الأول بمجمع الفقه المقاصدي بجدة، و محمد أعليلو مسؤول الحركة بجهة الشمال الغربي. شدد المهندس محمد الحمداوي في محاضرة له نظمت ضمن الملتقى تحت عنوان" فرصتنا نحو إقلاع حضاري جديد"، على ثلاث توجيهات اعتبرها ضرورية لرعاية وحماية الاستئناف الحضاري، وذلك عبر البناء التراكمي عوض الاستئناف الصفري للحضارة، والموازنة بين الطموحات الكبرى والأهداف الواقعية، وكذا اليقظة المجتمعية لتفادي التراخي والاحتواء، معتبرا الفعالية الحضارية ما هي إلا النخبة الرسالية والعمق المجتمعي.ودعا الشعوب الإسلامية و العربية إلى الثورة على المفاهيم التي تهدف إلى إحباط أي محاولة للتفكير في أي مشروع نهضوي يرتقي بالأمة إلى المكانة التي تستحقها في بناء حضاري يعيد للبشرية فطرتها السليمة على حد تعبيرالحمداوي، مشددا على ضرورة البدء في عملية بناء مفاهيم جديدة تقود لإقلاع حضاري جديد دون انتظار ذلك من حكومات الربيع العربي، التي دعاها إلى أن تنصب على الإنجازات وعدم الانجرار وراء المعارك الهامشية التي تفتعلها بعض التيارات غير المؤهلة. وشبه الحمداوي عملية الإقلاع الحضاري بإقلاع طائرة من مدرج مملوء بالحفر، التي تمثلها المفاهيم الخاطئة والمحبطة لعملية بناء الحضارة، وكذا تحديات الجاذبية على إقلاع الطائرة التي تمثلها الظروف الذاتية والموضوعية التي تمر منها الأمة الإسلامية من استلاب حضاري وثقافي، يجعل الكثير من الناس يعتقدون التسليم بضعف الأمة. فالإشعاع الحضاري، يقول الحمداوي، يصعد من جديد في الزمان والمكان بوجود المجددين الذي أكد أن سنة الإستئناف الحضاري لاتتوقف بدليل قوله تعالى " وتلك الأيام نداولها بين الناس "، معطيا مثالا على ذلك في انتقال الريادة الحضارية في الفيزياء بالنواس الحديدي، الذي كلما صعد إلى أقصى اليمين لابد أن يعود بسرعة إلى أقصى اليسار مشيرا إلى أن عملية الانتقال الحضاري الآن تمر من الغرب نحو الشرق مجددا، مؤكدا أن القضية الفلسطينية ستكون المحرك الأساسي في الفعل الحضاري الجديد. من جهته أكد الفقيه المقاصدي أحمد الريسوني، في نفس النشاط المنظم مابين 26 شتنبر و 1 أكتوبر الجاري، تحت شعار قوله تعالى"إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ" الاثنين المنصرم، أن الحديث عن الدعوة و الدعاة هو من هموم وتطلعات كل الغيورين على دينهم ووطنهم في هذه المرحلة المباركة التي سميت بالربيع العربي، موضحا أن الحديث عن أهمية الدعوة والدعاة في زمن الربيع العربي تأتي في سياق المعركة المعلن عنها صراحة بين الإسلام واللاإسلام، لأن هناك حسب الريسوني من يسعون ويعملون ليل نهار لفك الارتباط بين المغرب ودينه، والمطالبة بعلمنة الدولة، والدعوة إلى الحرية الجنسية والحقوق الفردية المنحلة عن الهوية وإلى عملية سلخ للمجتمع عن هويته ودينه، وهي ليست أشياء منفردة يضيف المتحدث بل هي منظومة وشبكة ومعركة بدأت منذ مائة سنة. واعتبر الخبير الأول بمجمع الفقه المقاصدي بجدة أن أهم ما أتى به زمن الربيع العربي هو ارتفاع نسب الحرية بأشكال متفاوتة في أرجاء الوطن العربي، فالحرية يؤكد الريسوني هي المعطى الأساسي الذي عرف تحسنا كبيرا، ومنها حرية الدعوة. وأشار الخبير الأول بمجمع الفقه المقاصدي بجدة بالمملكة إلى أن الدعوة المتجسدة في الدعاة هي واجب جميع المسلمين وليست خاصة بالخطباء أو العلماء والدعاة لقوله عليه الصلاة والسلام "بلغوا عني ولو آية" ولقوله تعالى"قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني"، فالحديث يوضح الريسوني فيه تنبيه على أن الجميع واجب عليهم أن يبلغوا عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورد على الذين يقولون بأن وجوبها إنما هو على الدعاة والعلماء لأنهم أكثر علما، بقوله من أتاه الله العلم أكثر واجبه أكبر، لكن لا ينفي الوجوب عن الباقين. ودعا الريسوني إلى تطوير رسالة المسجد حتى يصبح مؤسسة ومُركباً فنيا وأدبيا رسالياً، فضلا عما يؤديه من رسالة الصلاة وهذا لا يكون-حسبه- إلا بانخراط الجميع أفرادا ومؤسسات وجمعيات بإصرار وضغط وبالتنسيق مع وزارة الأوقاف، بالإضافة إلى الاستفادة وتطوير الاحتفال بالمناسبات الدينية والوطنية والتاريخية لكي تكون ذات مردودية دعوية، وجعلها مناسبات للإطلاع والتوعية والتربية واستنهاض الهمم وتصحيح الأخطاء، ومناسبة للبناء والنهوض والترقية، يضيف المتحدث. وفي محاضرة لمسؤول الحركة بجهة الشمال الغربي حول موضوع " منهج حركة التوحيد والإصلاح في تدافع القيم" تحدث محمد أعليلو عن مجالات التدافع والوسائل المستعملة فيه، ودور هيئات المجتمع المدني في هذا التدافع من خلال تفاعلها مع القضايا والمستجدات المطروحة. هذا وعرفت مرتيل معرضاً تعريفيا بحركة التوحيد والاصلاح وهيئاتها الشريكة بساحة شاطئ الريو طيلة يومين، ويُعتبر هذا النشاط أول نزول لحركة التوحيد والإصلاح للشارع المرتيلي للتعريف بها ودورها في عملية الإصلاح، وعرفت فعاليات الأبواب المفتوحة بتطوان إقبالاُ كبيرا من طرف ساكنة المدينة من خلال المعرض التعريفي الذي أقيم بساحة مولاي المهدي وهي أهم ساحة بتطوان، وكذا المحاضرات.