دعا المهندس محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح إلى الإجابة عن سؤال "هل نحن في تراجع وأفول أم مخاض للكمون أم استئناف للصعود؟ كي نحدد المرحلة التي نوجد بها، ونحدد آليات تجاوزها، محذرا من خطورة الإجابة غير الدقيقة لأنها ستجعل المجتمع يتراجع إلى الوراء، فكل مرحلة ،حسب الحمداوي، لها آلياتها الخاصة في تجاوزها. وقال الحمداوي في محاضرة تحت عنوان" أطر الغد من التدافع المجتمعي إلى الفعل الحضاري" نظمتها منظمة التجديد الطلابي في إطار فعاليات الأكاديمية الصيفية لأطر الغد ليلة أول أمس (أضاف) إن تجميع الناس على فكرة مركزية عنصر أساسي في الإصلاح، مؤكدا أن الإطار الذي لا يؤثر في محيطه لا سلبا ولا إيجابا ليس بإطار اليوم ولا إطار الغد، موضحا أن الذي يبدأ في طريق الصلاح وفي طريق الجنة يكون فائزا في الدنيا قبل الآخرة انطلاقا من الآية الكريمة "أصحاب الجنة هم الفائزون". وتحدث الحمداوي عن الفرق بين المثقف التقليدي والمثقف العضوي مبرزا أن المثقف الحقيقي هو المثقف العضوي الذي يحمل كل هموم الناس ويؤثر إيجابا في محيطه، والذي يصطلح عليه في الحركة المثقف الرسالي يضيف الحمداوي، معتبرا أن العمل المدني الجمعوي يتأسس على مبدأ الشهود الحضاري والشهادة على الناس تتحقق على مستوى الأداء من خلال الحضور القوي والمتعدد الأشكال والأساليب في مختلف مجالات المجتمع المدني. وعرف القيادي الإسلامي المدافعة بعدد من التعريفات من بينها توجيه انتباه المجتمع إلى قضية هامة وإشراك الناس في عمليات اتخاذ القرارات التي تؤتر في حياتهم، مشيرا إلى أنها لا تعني بالضرورة الصراع ولكن تعني الحوار والبناء...، وتحدث رئيس الحركة عن الثلاثية البانية للمشروع المجتمعي وهي حسبه الفعل الدعوي التربوي، والفعل الجمعوي الأهلي، والفعل السياسي الحزبي، معمقا النقاش حول آليات التدافع الاجتماعي التي حددها في ثلاثة وهي التدافع حول السلطة، والتدافع حول الثروة، والتدافع حول القيم، متحدثا عن الإستراتيجية التنافسية مفسرا أنها بالنسبة لمنظمة ميزة أو ميزات تمكنها من الوصول إلى تحقيق مشروعها المجتمعي بكفاءة، وأوضح الحمداوي أن الميزة التنافسية ترتكز عل ثلاث مرتكزات أساسية وهي المشروع المندمج، والرسالية، والمصداقية التي يجب اكتسابها والحفاظ عليها وهي مبنية على عنصري القوة والأمانة. ويعتبر الرأي العام والنخبة والدولة والخارج ميادين التدافع عند الحمداوي، مبرزا أن النخبة الرسالية و العمق المجتمعي تعطينا فعالية تدافعية. من جانبه قال الدكتور أحمد الريسوني خبير أول بمجمع الفقه الإسلامي الدولي أن أم القضايا هي التحرر وحماية إرادة الأمة، وان غابت هذه الإرادة سيتم الانقلاب على كل شيء، ويجب احترام رأي الشعب وعدم السماح لفئة قليلة في المجتمع بفرض رأيها على الأغلبية وتأثيرها على اختيار الشعب، مضيفا في حوار مفتوح حول "قضايا الأمة وتعزيز الانتماء" مع طلبة ذات الأكاديمية الاثنين المنصرم، أن الشعب المغربي قادر على تحقيق قرارته بنفسه والربيع الديمقراطي خير دليل على ذلك. وابرز الريسوني أن الثورة لا تنتج في شهور وإنما في أجيال، مذكرا بأن التدرج سنة كونية في تنزيل الإصلاح، وشدد المتحدث على أهمية الشباب الذين هم صناع الغد في تغيير واقعهم الذي تمثل في الربيع الديمقراطي وفي روح" الشعب يريد" التي تسود تدريجيا أكثر فأكثر لكي تزول العبودية والتبعية والإتكالية، يضيف المتحدث. من جهته أكد مولاي عمر بن حماد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن التربية الروحية ضمان لاستمرار النهضة وليس من شروطها وأضاف بن حماد في محاضرة تحت عنوان"التربية الروحية وبناء النهضة" نظمتها ذات المنظمة صباح أول أمس أن المجتمعات قد تحقق نهضة بدون تربية روحية لكنها لن تستمر، مبرزا أن الإنسان على مر التاريخ قد يستغني عن أمور كثيرة لكنه لا يستطيع الاستغناء عن المعبد، مؤكدا أن الدين ملازم للإنسان وسيظل كذلك بغض النظر عن طبيعته وشكله ومصدره، مضيفا أن من اعتقد أن الإنسان قد يعيش بدون دين فهو واهم. وأوضح بن حماد أن التخلف عند الأمة الإسلامية متعدد الجوانب والمداخل وعلى رأسها عدم العناية بالتربية الروحية كما ينبغي وكما يجب، ويتم حسب المتحدث تغليب العناية بالجسد إلى حد التطرف على حساب التربية الروحية مما يؤدي- حسبه- إلى شخصية غير متوازنة، مذكرا أن التطرف لا يجب أن يكون لا في الجانب الروحي ولا في الجانب البدني وإنما يجب أن يكون توازن بينهما، مؤكدا على أن الدين الإسلامي حريص على اتزان وتوازن شخصية المسلم ويظهر ذلك جليا في سورة الجمعة مثلا عندما دعا الله عز وجل المسلمين إلى التوقف عن البيع وحضور الصلاة لأنهم يوضح بن حماد في زحمة الاشتغال والاهتمام بأمور الدنيا محتاجون إلى زاد روحي، وعندما انتهت الصلاة دعاهم الباري تعالى إلى الانتشار في الأرض والابتغاء من فضل الله ويحرص الإسلام كذلك على الشمولية والتكامل في شخصية المسلم فرمضان والصلاة مثلا يؤكد بن حماد لا يتم فيهما العناية بالتربية الروحية فقط بل بكل جوانب شخصية الإنسان، وكل جانب يكمل الأخر وأي تفريط أو إفراط في أحدهم يؤثر سلبا على شخصيته، ولا يمكن أن تستقيم الحياة إلا بتكامل كل الجوانب، يضيف المتحدث. وأبرز الأستاذ الجامعي أن عدم تدريس مادة الدراسات الإسلامية في كل الشعب بالكليات سيعطينا تشوهات وتضخم في جانب ونقص حاد في أخر، وقد نجد موظفين ولكنهم ليسوا رساليين وهم أقرب إلى الآلة منه إلى الإنسان، وتمنى المتحدث استدراك هذا الحيف وإعادة الاعتبار لمادة الدراسات الإسلامية خصوصا في الكليات الحديثة، ليس خدمة للدراسات الإسلامية ولكن خدمة للإنسان والوطن يوضح بن حماد. ودعا عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح المسلمين إلى العناية بالعناصر التي تبني القوة والأمانة في الإنسان، لأن –حسبه- عنصر الأمانة يكمل عنصر القوة والعكس صحيح، والقوة بدون أمانة قد تتحول إلى دمار، و(دعا) مشاركي الملتقى إلى القيام بالإنجازات الكثيرة عوض الكلام الكثير وتمثل وتجسيد القيم عوض الحديث عنها فقط. هذا وكان مشاركو الأكاديمية مع لقاءات تواصلية مع كل من قيادة منظمة التجديد الطلابي والوفود التركية والسودانية والليبية، ومع عدد من الورشات منها ورشة تمويل المشاريع كانت من تأطير حميد اكحيل إطار بنكي في إحدى الشركات الخاصة، وورشة التخطيط للحملات الإعلامية من تأطير الصحفية وفاء اليعقوبي، تحدثت فيها عن مفهوم الحملة الإعلامية وعناصرها، والمعيقات التي تواجهها، وورشة التشبيك وعقد الشراكات من تأطير كوثر الشريع، خريجة جامعة الأخوين، تحدثت فيها عن عناصر بناء الشراكات في إطار المشاريع التنموية، وكيفية تقييم وتحديد الشركاء حسب طبيعة المشاريع، وورشة إدارة المشاريع من تأطير معاذ الحمداوي خريج المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، بالإضافة إلى لعبة تكوينية في المجال السياسي.