كانت صفارة نهاية المباراة التي جمعت السبت الماضي، كلا من المنتخب المغربي ونظيره المومبيقي،إشارة لانطلاقة مظاهرات إحتفالية حاشدة بمختلف المدن المغربية، بعد فوز المنتخب المغربي بقيادة الإطار الوطني رشيد الطاوسي على ضيفه بأربع أهداف نظيفة، النتيجة التي مكنت المغرب من التأهل لتصفيات كأس إفريقيا للأمم 2013. ومباشرة بعد انتهاء المباراة التي تابعها ملايين المغاربة سواء بالملعب الكبير بمراكش أو مباشرة عبر شاشات التلفزة، خرج الآلاف من المواطينين لشوارع الرباط، وبالأخص الساحة المقابلة للبرلمان حيث صدحت الحناجر تحية ل»الأسود» وتقديرا ل»الطاوسي» الذي حقق في أسابيع قليلة ما عجز عنه غيرتس في سنوات، وشكل المحتفلون مسيرات تلقائية جابت مختلف الشوارع الرئيسية للعاصمة الرباط، اختلطت فيها زغاريد النساء بهتافات الشباب وأصوات المنبهات. وكما في العديد من المدن تحولت شوارع مدينة مراكش طيلة ليل أول أمس السبت وإلى ساعة متقدمة من صباح أمس الأحد إلى فضاء مفتوح للاحتفال الجماهيري بتأهل المنتخب المغربي . وانطلق الاحتفال الذي شارك فيه العشرات من الآلاف من الشباب والرجال والنساء والأطفال حسب ما عاينته «التجديد» داخل الملعب الكبير لمراكش الذي احتضن اللقاء، وأيضا من داخل البيوت والمقاهي، واستمر في الساحات والشوارع بإطلاق منبهات السيارات وترديد الشعارات الوطنية ورفع الأعلام الوطنية. وحسب مصادر من الوقاية المدنية مرت هذه الليلة بسلام على خلاف المتوقع ولم تسجل غير حوادث سير بسيطة بالرغم من الازدحام الشديد التي عرفته الشوارع الرئيسية نتيجة تدفق السيارات إليها. وكان المنتخب المغربي لكرة القدم بقيادة المدرب والإطار الوطني الجديد رشيد الطاوسي قد فك «عقدة النحس» التي صاحبت المنتخب خلال المباريات الأخيرة على عهد المدرب البلجيكي المقال إيريك غيريتس، وذلك بفوز بدا في البداية صعبا لكن مع تسجيل الهدف الأول بواسطة اللاعب عبد العزيز برادة خلال الشوط الأول، أتت أهداف أخرى في الشوط الثاني بواسطة كل من العميد الحسين خرجة عن طريق ضربة جزاء، ويوسف العربي، وبعده نور الدين امرابط أمام انهيار تام للخصم. وبدأ رشيد الطاوسي كلمته في ندوة صحفية عقدها عقب هذا الفوز بالآية القرآنية « إن يعلم الله في قلوبكم خيرا، يؤتكم خيرا»، أظهرت مدى السعادة التي كان عليها والثقة التي صاحبته طيلة تصريحاته الصحفية واستعداده للمباراة التي اعتبرها عدد من المتتبعين والجمهور المغربي مصيرية، شاكرا كل اللاعبين الذين بذلوا جهدا كبيرا خلال المقابلة، وأيضا وكل الشعب المغربي والصحافة المغربية التي ساندت الفريق الوطني طيلة الأسبوع وأعطته شحنة كبيرة. وردد الطاوسي كلمة تدبير المباراة «الكوتشينغ» اكثر من مرة ليظهر قراءته الجيدة للمقابلة واختيار اللاعبين أو استبدالهم في الأوقات المناسبة مشيرا إلى أن «الخوف» واحترام الخصم كان عاملا مهما لرفع التحدي، وهو ما وفق فيه حسب مراقبين حيث لم بهدأ له بال طيلة المباراة. وأضاف الطاوسي أن هذه المقابلة ستكون انطلاقة جديدة للكرة المغربية راجيا أن تتضافر جميع كل الجهات في إطار من الوضوح والشفافية من أجل الرقي بالكرة المغربية. وقال الحسين خرجة عميد المنتخب المغربي لكرة القدم في تصريح ل «التجديد» إن ما طبع الأجواء ما قبل المباراة وخلال الاستعداد لها هو «التواصل الكبير» الذي استطاع المدرب الطاوسي إتمامه بعقله وقلبه مع جميع اللاعبين بكل احترافية والذي أكد فيه كل مرة أن المقابلة مصيرية وأن الشعب المغربي يستحق فرحة من النوع الكبير. ورفض خرجة التمييز بين اللاعبين المحليين واللاعبين في البطولة الأجنبية مشيرا إلى أنه لم ير في رقعة الملعب غير «مغاربة عزموا على رفع الراية المغربية خفاقة في سماء المدينة الحمراء». وقال وليد الركراكي مساعد مدرب المنتخب ل»التجديد» إن اللاعبين بذلوا جهودا كبيرة، وأن عملا كثيرا ينتظر جميع مكونات الفريق من أجل المواجهات المقبلة خاصة المؤدية إلى نهائيات كأس العالم والمباريات النهائية لكاس افريقيا بجنوب افريقيا. ويشار إلى أن المقابلة حضرها إلى جانب 40 ألف متفرج كل من وزير الرياضة والشباب محمد أوزين وعبد العزيز رباح وزير التجهيز والنقل وحوالي 60 برلمانيا كانوا في زيارة استطلاعية بأحد الاوراش الكبرى بمدينة مراكش. وقال أوزين وزير الشبيبة والرياضة في تصريح صحفي إن الفوز الكبير الذي حققه المنتخب المغربي لا يجب أن يغطي على العمل القاعدي الكبير الذي يجب أن يتم السير فيه لتحقيق الأهداف المرسومة من أجل تأهيل الرياضة المغربية». ويذكر أنه على خلاف مباراة الذهاب التي خرج منها المنتخب منهزما أمام الموزمبيق بهدفين نظيفين، وبالرغم من الإيقاع البطيء الذي بدأ به لاعبو المنتخب المباراة، فقد تمكن هذا الأخير من إرضاء جمهوره العريض عبر أربع أهداف كان آخرها في الوقت بدل الضائع والذي حمل توقيع نور الدين المرابط بعد ثلاث أهداف لكل من عبد العزيز برادة والحسين خرجة ويوسف العربي. وشهدت المباراة عددا من المحاولات الفاشلة للتسجيل أبرزها الفرصة التي أضاعها يوسف بلعربي في الدقيقة 25 حين انفرد بالحارس الموزنبيقي حيث سددها فوق العارضة، ليضيع بعدها يونس بلهندة محاولة أخرى في الدقيقة 37، كما ذهبت تسديدة لبرادة على مقربة من القائم العلوي لمرمى الموزنبيق بعد تنفيذ ضربة خطأ في الدقيقة 65. وزرع الفوز الأخير للمنتخب الأمل في قلوب المغاربة المُتشوفين لتتويج الفريق الوطني بطلا لإفريقيا لمرة ثانية بعد عام 1976 بأديس أبابا عاصمة إثيوبيا، وبعد التألق الذي عاشه المنتخب في الدورة التي أقيمت بتونس حيث وصل إلى المقابلة النهائية بقيادة الناخب الوطني بادو الزاكي. يذكر أن المنتخب المغربي يتأهل الى نهائيات كأس إفريقيا للأمم للمرة ال15 بعد دورات 1972 (الكاميرون) و1976 (إثيوبيا - أحرز اللقب) و1978 (غانا) و1980 (نيجيريا - حل ثالثا) و1986 (مصر - حل رابعا) و1988 (المغرب - حل رابعا) و1992 (السينغال) و1998 (بوركينا فاصو) و2000 (نيجيريا وغانا) 2002 (مالي) و2004 (تونس-حل ثانيا) و2006 (مصر) و2008 (غانا) و2012 (غينيا الاستوائية والغابون).