يعاني الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي ظروفا قاسية، يتوجها برد الشتاء القارس.وإضافة إلى المعاناة المتكررة داخل السجون أقدمت قوات الاحتلال على إبعاد عدد من الأسرى إلى الأردن بحجة الإقامة غير القانونية. وأعلن ممثل نادي الأسير في سجن عوفر، قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلية أبعدت في الآونة الأخيرة إلى الأردن 37 أسيرا فلسطينيا ممن قدموا لزيارة ذويهم وبقوا في مدن الضفة الغربية. وأكد أن بعضهم بانتظار الإجابة على طلبات لم الشمل التي قدموها للجانب الإسرائيلي. من جهة أخرى حذر نادي الأسير الفلسطيني من تدهور أوضاع المعتقلين في سجون الاحتلال، وخاصة سجني عوفر الذي يضم 800 أسير والرملة الذي يضم 46 أسيرة. إبعاد قسري فقد أكد الأسير زياد حامد، ممثل معتقل عوفر أن قوات الاحتلال أبعدت إلى الأردن في الآونة الأخيرة 37 أسيراً من حملة الجواز الأردني بحجة الإقامة غير الشرعية في موطنه فلسطين، مشيرا إلى أن آخرهم كان عدنان أبو عودة، 28 عام. ومحمود خضر عبد الكريم موسى، 25 عام. ورياض رشيد حسن أبو سرور، 39 عام، وجميعهم من بيت لحم. وأوضح في حديث ل (التجديد) أن جميع المحاولات القانونية لوقف سياسة إبعاد الأسرى إلى الأردن قد فشلت على الرغم من أن معظمهم من أهالي الضفة ومتزوجون من أقاربهم فيها وقدموا طلبات "لم الشمل" للجهات المختصة. وقال حامد أن عددا من الأسرى من حملة الجواز الأردني الذين ينتظرون التسفير أعلنوا الإضراب عن الطعام في محاولة للضغط من أجل حل مشكلتهم مطالبين بالاهتمام الأكبر بقضيتهم من قبل مؤسسات حقوق الإنسان المختلفة. وفيما يتعلق بظروف المعتقلين داخل سجن عوفر أكد حامد أن موجات كثيرة من المعتقلين تتدفق يومياً إلى سجن عوفر حتى قارب عددهم من 800 أسير، موضحا أن عدد المعتقلين في الخيمة الواحدة يصل إلى 22-23 أسيرا، مع أنها لا تستوعب أكثر من 16 أسيرا مع احتياجاتهم. وأضاف أن السجن مكون من من عشرة أقسام، بكل قسم 4-5 خيام. إهمال صحي من جهته أكد عيسى قراقع، رئيس نادي الأسير الفلسطيني أن عددا من المعتقلين يعانون من إهمال صحي ومماطلة في العلاج للحالات المرضية، ولا تتم معالجتهم إلا بعد احتجاج وصراخ الأسرى. وأشار قراقع في تصريح ل (التجديد) أن عددا من الأسرى يعانون من إصابات البالغة جداً نتيجة إطلاق النار عليهم من قبل قوات الاحتلال، أو أمراض القلب والسرطان، أو النزيف الحاد في المعدة، إضافة إلى معاناة عدد كبير من الأسرى من أمراض السكري وضغط الدم وغيرها من الأمراض السارية. وأضاف: تقوم إدارة السجن بخلط أسرى أمنيين مع الأسرى الجنائيين، وتهديدهم باستخدام العنف والقوة أمام أي احتجاج يقومون به. أشكال المعاناة وأوضح قراقع أن الأسرى يعانون من مشاكل أخرى كثيرة كالخلل الدائم في شبكة الكهرباء، وعدم توافر الأجهزة الكهربائية اللازمة لسد احتياجاتهم الحياتية، والنقص الحاد في مواد التنظيف. وقال ان إدارة السجن لا تسمح للمعتقلين بالزيارة بين الأقسام، ولا تسمح بتجميع الأقارب (الأخوة أو أبناء العمومة) في قسم واحد وتتعمد تفريقهم وتشتيتهم على عدة أقسام. وأكد أن الأسرى بشكل عام يعانون من النقص الحاد في الأغطية وخاصة في ظل البرد الشديد، كما يعانون من وجود حائط زجاجي يفصل ما بين الأسير والمحامي عند الزيارة. 46 أسيرة وفيما يتعلق بظروف الأسريات في سجن الرملة أوضح قراقع أن عددهن (46 أسيرة) يعشن أوضاعا قاسية للغاية، حيث تنتهك حقوقهن الإنسانية والمعيشية وتفرض عليهن عقوبات جائرة تتناقض مع كافة القوانين والأعراف الدولية. وأضاف أن محامية النادي فاطمة النتشة التقت عددا من الأسيرات اللاتي اشتكين لها أكدن لها تردي الأوضاع الحياتية وسوء المعاملة من قبل إدارة السجن . وأوضح قراقع أن معاناة الأسرات تتمثل في استفزازات الإدارة المتكررة لهن، وعمليات التفتيش الدائمة لغرف وأقسام الأسيرات، وعدم كفاية كمية الطعام المقدمة لهن، وتقليص مدة خروجهن إلى ساحة الفورة (النزهة) إلى 3 ساعات في اليوم فقط، و الإهمال الطبي وعدم تقديم العلاج للمريضات منهن. وتابع أن الأسيرات يشتكين مع دخول فصل الشتاء من النقص الكبير في الملابس الشتوية، وأنهن يعتمد على ما يقدمه أهالي الأسيرات من حاملي البطاقة الإسرائيلية المسموح لهم بالزيارة. وأشار قراقع إلى أن الأسيرات يشتكين من نقص في الكتب وخصوصاً كتب التوجيهي وعدم السماح لهن بالدراسة عن طريق الانتساب. فلسطين – عوض الرجوب