اختار لصوص هواة منزل أحد كبار رجال الأمن بمراكش وثلاث منازل أخرى لينفذوا عملية سطو في الساعات الأولى من صباح أول أمس الاثنين 24 يوليوز 2006في حي الشرطة بجيليز المعروف ب"البلوك".وذكرت مصادر من الحي نفسه أن منازل (فيلات)كل من رئيس الشرطة القضائية بمراكش سابقا (يعمل في مدينة أخرى)، ورئيس قسم الاستعلامات بمراكش سابقا (يعمل في مدينة أخرى)، ورئيس المصلحة الإدارية للشرطة بمراكش حاليا وعميد متقاعد، تعرضت بعضها للسرقة وبعضها لمحاولة السرقة بعدما تسلل إليها لص مجهول أو (عصابة) ليلا قبل أن يلوذ بالفرار بعدما كشفته زوجة إحدى رجال الأمن بآخر شقة وصلها.وشرحت المصادر نفسها أن العصابة أو اللص الذي بدا على عمله طابع الهواية، جمع الأغراض المسروقة من ثلاث منازل فارغة من أصحابها في غرفة خالية، وخلط بعضها ببعض دون تنسيق، وبعدما دخل إلى منزل مجاور آخر عامر بسكانه، ليجمع مسروقاته صادف وجود سيدة نهضت لصلاة الفجر كشفته، والتي أيقظت باقي أفراد الأسرة، مما حذا باللص القصير القامة إلى الفرار تاركا بعض ملابسه وسلاحه الأبيض، وغير آبه بإكمال مهمته التي جاء من أجلها . وفيما لم تذكر لا نوعية ولا قيمة المسروقات التي ربما اختفت من المنازل المسروقة، أكدت مصادر أخرى أن الشرطة حضرت سريعا على غير عادتها إلى مكان الحادث ليتبين لها وجود أثر لص أو لصوص في منزلين، المنزل العامر ومنزل فارغ حضر صاحبه على التو، دخلتهما الشرطة للمعاينة الأولية، فيما لم تستطع اقتحام منزلين آخرين لعدم وجود أصحابها.وعلم مراسل اسيف بمراكش أن ملف القضية حول إلى الشرطة القضائية لاستكمال البحث في سرقة المنزلين والقبض على الجاني، فيما ينتظر وصول أصحاب المنزلين الآخرين لإضافة شكايتهما إلى الملف.وعلق أحد الظرفاء أن اللص الهاوي لم يختر لا الزمان ولا المكان المناسب لتنفيذ سرقته، على عكس لصوص محترفين ظهروا أخيرا في مدينة مراكش، خاصة أولئك الذين سرقوا شركة للأدوية بالحي الصناعي ناهبين منها الأدوية ومبالغ مالية كبيرة وأحهزة معلوماتية غالية الثمن، أو أولئك الذين يسرقون الدراجات النارية نهارا وعنوة أحيانا سواء في حي أيزيكي أو طريق الكولف أو شارع المدارس. وأضاف المتحدث نفسه أن كبار رجال الأمن في غير مأمن من اللصوص فما بالك بالمواطنين، مذكرا بالحادثة التي وقعت لوالي أمن مدينة الدارالبيضاء الذي سرق منه هاتفه النقال من قبل لص محترف على دراجة نارية من نوع سكوتور، في ملتقى للطرق عندما كان واقفا أمام إشارة للضوء الأحمر. سرقة كبار رجال الأمن كما هي السرقات المذكورة أعادت الحديث عن ظروف عمل رجال الشرطة إلى الواجهة، فبدأ البعض يتحدث عن سوء التسيير، والآخر عن نقص في العنصر البشري والتجهيزات الأساسية كالوقود وسيارات النقل، واستنزاف شرطة القرب الحصة الكبيرة من الميزانية المخصصة للأمن على حساب الدوائر والشرطة القضائية.